أخبار الآن | ايران – طهران- علا مسعودي – خاص
تسعى إيرانُ بعدَ رفعِ العقوبات عنها إلى إيجاد مِساحةٍ أوسعَ لحركة قطاعاتها الاقتصادية مستفيدةً من الاتفاقيات الجديدة التي ابرمتها معَ دولٍ اوربية واسيويةٍ وعربية، مستندةً بذلك إلى ما تملِكُةُ أرضُها من ثرواتٍ فضلا عن أنها تُشكل سوقًا واعدةً للشركات الباحثهِ عن الاستثمار وقد شهد العامُ الفارسيُ الجديد الذي بدأ قبل شهرين من الآن ازديادًا واضحا في تعاملاتها التجارية.
مع بداية العامِ الفارسي الجديد الذي جاء من دون عقوباتٍ تغيرتْ ملامحُ الاقتصادِ الإيرانيِّ بفعل دخولِ دولٍ قديمة ٍ أو جديدةٍ ازدادت معها التبادلاتُ التجاريةُ بين طهرانَ والعالمِ إلى أكثرَ من مئةٍ وستين مليارَ دولار ، فقد ازدادت معَ الهند إلى خمسة أضعافٍ ومعَ كوريا الجنوبية إلى ثمانية أضعافٍ مقارنةً بما كانت عليه قبلَ العقوبات.
أنصاري فرد المحلل الاقتصادي يقول أن النموُ الأكبرُ في الاستيراد والتصدير كان من حِصة كوريا الجنوبية إذ ازداد تعاملُهم التجاريُّ معَها ثمانيةَ أضعافٍ قياساً بالسنة الماضية وجاءت روسيا لتحتلَ مكانَ تركيا في الاستيراد وتتحولَ إلى شريكنا الثالثِ بعد الصينِ والإمارات. كما شهد الشهران الأخيران زيادةً واضحة ًفي انتاجِ وتصديرِ القطاع النفطي ومشتقاتِه.
البنوك الصغيرة تساعد إيران على استعادة العلاقات المالية الأجنبية
وتحدث رامين مستقيم الخبير الاقتصادي "هناك زيادةٌ أسبوعيةٌ في انتاج النفط انتجوا مليونَ بِرميلٍ ووصلوا إلى مليونينِ ونصفِ المليونِ بِرميلٍ،هدفُ ايرانَ هو الوصولُ إلى نحو أربعةِ ملايينِ بِرميلٍ يوميا ، وهناك زيادةٌ في انتاج البتروكيمياويات بعد رفعِ العقوبات وصلتْ إلى ستةٍ وعشرين في المئة". اما مقدارُ زيادةِ التبادلاتِ التجارية الذي سجلته إيرانُ معَ الصين فقد بلغ سبعةَ ملياراتِ دولارٍ قياساً بالعام الماضي.
أشار أنصاري فرد المحلل الاقتصادي بأن أكبرُ مقدارٍ للتبادلات التجارية في الوقت الراهن هو معَ الصين بمبلغ خمسين مليارَ دولارٍ بعد أن كان في السنة الماضية ثلاثةً وأربعين مليارَ دولارٍ ، ومعَ العراقِ بنحو عشرين مليارَ دولارٍ للصادرات ومعَ الامارات بقرابة ثلاثين مليارَ دولار. ويرى الاقتصاديون في إيرانَ أن زيارةَ المسؤوليين والوفودِ الاقتصاديةِ تركتْ أثراً في حصيلةِ الاتفاقياتِ التي أُبرمت ، لتبلغَ خمسينَ مليارَ دولارٍ معَ ايطاليا وفرنسا وستين مليارَ دولارٍ مع الصين.
إيران تعتزم شراء أو استئجار أكثر من 100 طائرة بوينج
حسين ريوران الكاتب و المحلل الاقتصادي أضاف أيضا أن زيارةُ المسؤوليين الاقتصاديين لهذه الدولِ يسمحُ ببناءِ تصورٍ جديدٍ لمقاربة جديدٍة تعتمدُ على التبادلِ التجاريِّ بين هذه الدولِ وإيران. وبالرَّغم من عبءِ تراجع أسعارِ النفط عالميًا تسعى ايرانُ جاهدةً إلى بلورة نموِّها اقتصادياً والاستفادةِ القصوى من قِطَاعاتِها الاقتصاديةِ بعد رفعِ العقوباتِ عنها. رفعُ العقوباتِ عن ايرانَ أهلَها اقتصاديًا لتتعافى تدريجياً ومنحَها الاستعدادَ التامَّ للتبادلات التجارية معَ العالم.