أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)
لا ريب في حقيقة التغير المناخي، إذ تواصل درجات الحرارة ارتفاعها، وبدأت الفوضى تسيطر على الطقس، ونراقب الصفائح الجليدية وهي تستمر بالذوبان. ووفقاً للخبراء، فإن النشاط البشري هو المسبب الرئيس لهذا.
اقرأ أيضا: "فورد" تستثمر مليار دولار في شركة غوغل لتطوير سيارة ذاتية القيادة
والحقيقة أننا حشرنا أنفسنا في هذا الوضع بسبب اعتمادنا على الوقود الأحفوري وعدم قدرتنا على معالجة المشكلات المتفاقمة بسرعة على كوكبنا. لكن ما زالت لدينا فرصة للعمل على حل هذه المشكلة.
يمثّل التحول إلى الطاقات المتجددة جزءاً من الحرب التي نشنّها على التغير المناخي، وقدمت أوروبا مثالاً يحتذى للانتقال نحو مصادر طاقة أكثر أماناً وتوافقاً مع البيئة.
شكّلت الطاقات المتجددة في العام الماضي 90% من مصادر الطاقة الجديدة التي أضيفت إلى شبكات أوروبا الكهربائية. وبنيت مصادر جديدة للطاقة باستطاعة إجمالية تبلغ 24.5 غيغاواط، تعتمد 21.1 غيغاواط منها على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وطاقة الكتلة الحيوية "استخدام المواد العضوية لتوليد الوقود".
ووفقاً لموقع ويند يوروب، أصبحت استطاعة طاقة الرياح أعلى من استطاعة الفحم لأول مرة، ما يجعلها ثاني أكبر مصدر للطاقة في أوروبا بعد الغاز الطبيعي.
تولد مزارع الرياح حالياً ما يزيد عن نصف استطاعة مصادر الطاقة المتجددة، بفضل بلدان ألمانيا، وفرنسا وهولندا وفنلندا وإيرلندا وليتوانيا. ورفعت جميعاً إنتاجية طاقة الرياح في 2016. وتتضمن هذه الزيادة المشاريع الضخمة في عرض البحر، مثل جيميناي "مزرعة ريحية قرب ساحل هولندا"، ومشروع جود ويند 1 و2 باستطاعة 582 ميجاواط، ومشروع ويستيرميرويند باستطاعة 144 ميجاواط، أيضاً في هولندا.
مستقبل الطاقات المتجددة
قد تبدو هذه الأرقام مثيرة للإعجاب، خصوصاً بوصول إجمالي استطاعة طاقة الرياح في أوروبا إلى 153.7 غيغاواط، غير أنها ما زالت منخفضة للغاية بالمقارنة مع الاستطاعة الكهربائية الكلية في أوروبا والبالغة 918.8 غيغاواط لكن هذا الإنجاز يبقى جيداً على أي حال، خصوصاً لدى المقارنة بالولايات المتحدة، والتي تولد 63% فقط من الطاقة الجديدة المضافة بالاعتماد على المصادر المتجددة.
على الرغم من أن الفحم ما زال يلبي معظم الاحتياجات الكهربائية الأوروبية، فإن الحكومات ترى أن ردم هذه الهوة أمر حتمي، بفضل العمل المستمر للتحول نحو الطاقات المتجددة، والجهود المنسقة لتحقيق أهداف التغيير المناخي للعام 2020.
غير أن الخبراء عبروا عن القلق بشأن توجه الطاقات المتجددة ما بعد 2020، مستشهدين ببعض البلدان التي دعمت طاقة الرياح في بداية القرن الجديد، ولكن مساهمتها الحالية في محطات التوليد الجديدة لا تشكل سوى نسبة صغيرة، مثل البرتغال، وإيطاليا وإسبانيا واليونان.
يبدو واضحاً وجود تفاوت كبير في نمو الطاقات المتجددة عبر أوروبا. غير أن دواعي التفاؤل كثيرة، إذ أثبتت الطاقات المتجددة فوائدها بوضوح في البلدان التي تجشمت عناء الاستثمار فيها، وما هي إلا مدة قصيرة حتى يحصل هذا التوجه على الدعم طويل الأمد الذي يحتاجه لتحقيق تحول إقليمي شامل إلى الطاقات المتجددة.
اقرأ أيضا:
إرتفاع معدل نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع
أمريكا: تحسن الأوضاع في سوق العمل وانخفاض طلبات إعانة البطالة أكثر من المتوقع