أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
ما إن يتمكن كيان أو دولة ما من السيطرة على دولة أخرى والنفاذ في سياساتها، حتى ترى مظاهر حضوره تبدأ بالأسواق ولا تنتهي بأروقة المؤسسات السياسية.
فالإقتصاد ونقصد هنا اقتصاد الدولة، بوابة واسعة وخاصرة هشة يمكن لأي طامع أن يدخل من خلالها، ويملي شروطه السياسية بعد أن يقيد معاش الناس بأخرى اقتصادية ومالية.
داخل أي متجر عراقي لن يجد المتسوق تقريبا سوى المنتجات الإيرانية، من الحليب والزبادي إلى اللحوم والدجاج، كما أنك ستضطر إلى استخدام الأسمنت وقوالب الطوب المجلوبة من إيران أيضا، إن كنت تريد تشييد أي مبنى في العراق.
ويكشف تحقيق كبير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مدى التغلغل الإيراني في جاره الغربي العراق، ليس فقط في الحرب التي تقودها بغداد ضد المتطرفين في أنحاء البلاد، وإنما أيضا فيما يخص حياة الناس اليومية وطعامهم وشرابهم.
إقرأ: مصمم شعار "أبل" الأول أضاع ثروة خيالية.. وهذا ما قاله
التحقيق يسلط الضوء على النفوذ الكبير الذي تملكه طهران على الأراضي العراقية بعد 14 عاما على إسقاط نظام صدام حسين.
وتحدث وزير المالية العراقي السابق هوشيار زيباري إلى "نيويورك تايمز"، قائلا: "التأثير الإيراني مسيطر ومهم"، متهما طهران بإقالته من منصبه بعدما "ارتابت" بشأن علاقته بالولايات المتحدة.
إقرأ: الاتحاد الأوروبي يعلن زيادة المساعدات الإنسانية للعراق لـ 211 مليون يورو
والتغلغل الإيراني في العراق جزء من مشروع إقليمي كبير، تهدف من خلاله طهران إلى تقوية شوكتها وزيادة تأثيرها في كل من سوريا ولبنان واليمن وأفغانستان.
فبخلاف تشكيل ميليشيات وتدريب مسلحيها على الأراضي العراقية، تقود شركات إيرانية مشروعات مدنية بحتة في عدد من مدن العراق، منها على سبيل المثال تولي رفع وفرز النفايات في النجف، بقرار من مجلس المدينة.