أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – DW
القطاع السياحي هو واحد أهم روافد اقتصادات الدول، ويغطي حصة كبيرة من ميزانياتها السنوية، لذا تسعى الأنظمة الإدارية والوزارية الى منحه قسطا كبيرا من الإهتمام والإنتباه الى كل ما يؤثر فيه سلبا أم إيجابا، لا سيما إن كان البلد يتمتع بمواقع سياحية طبيعية وأثرية، يمكن لها أن تستقطب السياح.
وتسابق القاهرة الزمن من أجل إنقاذ الموسم السياحي، بعد حادث الاعتداء الإرهابي، الذي أثار صدمة وقلقا كبيرا في عواصم أوروبية وخصوصا برلين.
فقد عبر مسؤولون ألمان السبت عن "غضبهم واستيائهم" بعد حادث الطعن الذي أسفر عن مقتل سائحتين ألمانيتين في مدينة الغردقة" المطلة على البحر الأحمر بمصر ووصفوه بالهجوم المتعمد على سائحين أجانب.
وفور وقوع الاعتداء سارع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إلى إدانة الإعتداء، ونقلت وزارة الخارجية الألمانية عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" السبت عن غابرييل قوله: "أنا مصدوم للغاية من هذه الجريمة الجبانة… مواساتي الحارة لأسرتي القتيلتين".
إقرأ: نيويورك تايمز: المنتجات الإيرانية تغزو أسواق العراق
صدمة إثر هجوم الغردقة
ونفذ حادث الاعتداء رجل مسلح بسكين ضد أربعة من الضحايا على شاطئ فندق ذهبية في الغردقة ثم سبح إلى شاطئ مجاور حيث هاجم شخصين على الأقل في منتجع "صني ديز البلاسيو" قبل أن يلقي أفراد الأمن القبض عليه. وينتمي الضحايا إلى ألمانيا والتشيك وأرمينيا وربما روسيا أيضا، وهي بمجملها بلدان تشكل حجر زاوية في استراتيجية مصر لاستعادة عافية قطاعها السياحي.
وليس حادث الغردقة الأول من نوعه هذا الموسم بل سبقته إعتداءات إرهابية أخرى، منها هجوم وقع قبل ساعات فقط وأدى إلى مقتل خمسة رجال شرطة بالرصاص في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة، كما تعرضت مدن سياحية في صعيد مصر جنوبا ومناطق ساحلية شمال البلاد إلى هجمات من متطرفين إسلاميين، لكن الاعتداء الأخير قد يشكل ضربة موجعة للقطاع السياحي الذي تفيد مؤشرات ببداية تعافيه.
إذ كانت مصر تأمل في أن تؤدي استثمارات في تعزيز أمن المطارات وانخفاض قيمة العملة المحلية إلى جذب سائحين لزيارة شواطئها ومناطقها الأثرية لتعود السياحة لمعدلات ما قبل 2011. وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد السياح الوافدين إلى مصر زاد بنحو 49 بالمائة في مارس/آذار بالقياس إلى الشهر نفسه من العام الماضي.
إقرأ: بثلث السعر وذات المواصفات منافس صيني جديد لسامسونغ وآبل
مخاوف من إنتكاسة القطاع السياحي
ويخشى خبراء أن يتسبب الاعتداء البشع، الذي أدى إلى مقتل سائحتين ألمانيتين واصابة أربع أخريات، في تداعيات سلبية على القطاع السياحي ويعصف بالتوقعات المتفائلة التي سجلت في الآونة الأخيرة بموسم سياحي "واعد".
ووفقًا لعضو اتحاد الغرف السياحية، حسام الشاعر، فإن الحادث الأخير من شأنه التأثير بشكل سلبي على السياحة في مصر. الشاعر اتهم وسائل الإعلام الأجنبية بأنها "لا تعرض الحقائق كاملة وتفتح المجال لإطلاق الاتهامات والشكوك"، بحسب تصريحات لموقع"رصد". كما استغرب الشاعر مما وصفه بـ"صمت الحكومة حتى الآن"، مضيفًا أنه يجب الإعلان عن كامل ملابسات الحادث بكل صدق دون إخفاء الحقائق. وأكد، أن "التعتيم لن يساعد في المحافظة على الوضع القائم، خاصة مع انفتاح العالم وانتشار الأخبار".
وتكبدت مصر خسائر فادحة في القطاع السياحي منذ قيام ثورة يناير 2011، حيث حقق قطاع السياحة ذروة إيراداته خلال 2010 بنحو 12.5 مليار دولار، إلا أنها تراجعت خلال 2011 إلى 8.9 مليارات دولار، ثم عاودت الصعود إلى 10 مليارات دولار في 2012، قبل أن تتهاوى إلى 5.9 مليارات دولار في 2013 ونحو 7.3 مليارات في 2014 و6.1 مليارات في 2015، ونحو 3.4 مليارات دولار في 2016.
وتجاوزت خسائر القطاع خلال 6 سنوات الـ 33 مليار دولار، على اعتبار عام 2010 معيار القياس للإيرادات خلال السنوات الست الماضية. وكانت ذروة الانخفاض فى الدخل السياحي، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي سجلت خسائر تقدر بنحو 22.6 مليار دولار بنسبة 62.4% من إجمالي خسائر السنوات الست الماضية.