أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
يتنامى سؤال يؤرق الجيل المقبل على الحياة، عن جدوى الدأب والدراسة لسنوات ودفع مبالغ طائلة في حين أن ميزان سوق العمل مختل بشكل واضح وكبير، فالعرض أقل من الطلب والفرص في تضاؤل مستمر.
وفي تقريره لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تحدث الكاتب "ستيف لور" عن فكرة التوظيف المعتمد على المهارات والتي بدأت تنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية في العامين الأخيرين.
وقد ظهرت هذه الفكرة مع اتجاه سوق العمل إلى مجال التكنولوجيا في وقت وجود عدد كبير من الأمريكيين غير الحاصلين على درجة جامعية، فساهمت في رفع مستوى دخل الكثيرين، وساهمت في سد احتياجات سوق العمل في الوقت ذاته. فيما يلي ما ورد في التقرير.
قبل بضع سنوات، عاش "شون بريدجز" مع والدته، "ليندا"، في ويلي فورد بولاية فرجينيا الغربية، وكان مصدر دخلهم الوحيد هو الضمان الاجتماعي الشهري الذي تحصل عليه والدته. تقدم بريدجز بطلب عمل في شركة "وول مارت" وفي مطعم "برغر كينغ" الشهيرين، لكنهما لم يكونا بحاجة لتعيين موظفين.
صرح "روبرت رايش"، وزير العمل الأمريكي السابق والأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي حاليًا، بأن الولايات المتحدة بحاجة لإيجاد مجال عمل جديد للطبقة المتوسطة ممن لم يحصلوا درجة جامعية، مثلما كانت الصناعة حلًا من قبل.
على الرغم من أن “بريدجز” لم يحصل على وظيفة من قبل، إلا أنه كانت لديه بعض المهارات، فقد قام ببناء الحواسيب الشخصية من خلال تركيب مكوناتها وبيعها، كما درس تكنولوجيا المعلومات بإحدى الكليات المحلية. في عام 2013، عرف “بريدجز” أن شركة "آي بي إم" فتحت باب التوظيف في مركز عمليات بالقرب من مكان إقامته، تقدم للعمل بالشركة اعتمادًا على مهاراته.
الآن، يعمل “بريدجز” – الذي يبلغ من العمر 25 عامًا – محللًا أمنيًا، ويحصل على 45 ألف دولار أمريكي سنويًا.
إقرأ: مشاريع بالمليارات ستغير ملامح كبرى المدن بحلول 2030
فئة واعدة
لا يزال عدد المبادرات التي تدعم مبدأ التوظيف المعتمد على المهارات قليلًا مقارنة بعدد من يحتاجون إلى تدريب، ولا يمكن القول ما إذا كانت هذه المبادرت قادرة على تغيير النهج المتبع في التوظيف أم لا. لكن نهج التوظيف القائم على المهارات قد أسفر عن نتائج إيجابية في مجال التكنولوجيا.
يمثل “بريدجز” فئة جديدة واعدة في سوق العمل الأمريكي، وهي فئة ذوي المهارات المتوسطة. تعاني الولايات المتحدة لتوافق بين الوظائف التي تتطلب مهارات عالية وبين ثلثي الشباب الذين لم يحصلوا على البكالوريوس، إلا أن تجربة بريدجز تؤكد أن مهارات المتقدم لوظيفة قد تكون أهم من المتطلبات التقليدية مثل الشهادات الجامعية وتاريخ العمل وخطابات التزكية، مما يفتح بابًا جديدًا للباحثين عن الوظيفة من ذوي المهارات المتوسطة.
وقد صرح “روبرت رايش”، وزير العمل الأمريكي السابق والأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي حاليًا، بأن الولايات المتحدة بحاجة لإيجاد مجال عمل جديد للطبقة المتوسطة ممن لم يحصلوا درجة جامعية، مثلما كانت الصناعة حلًا من قبل.
وقد أخذ مفهوم التوظيف القائم على المهارات في الانتشار في ظل جهود العديد من الشركات والمؤسسات غير الربحية. منذ أيام قليلة، أعلنت مايكروسوفت عن تقديمها منحة تتخطى 25 مليون دولار لمبادرة "Skillful" التي تدعم التوظيف القائم على المهارات كما تقدم التدريب والتعليم اللازمين.
ومبادرة "Skillful" هي مبادرة أطلقتها مؤسسة ماركل الخيرية العام الماضي في ولاية كولورادو، وسوف تستفيد من منحة مايكروسوفت للتوسع في ولاية كولورادو ونقلها إلى ولايات أخرى.
إقرأ: تراجع البطالة في منطقة اليورو إلى 9,1% في حزيران/يونيو
في الوقت الحالي، لا يزال عدد المبادرات التي تدعم مبدأ التوظيف المعتمد على المهارات قليلًا مقارنة بعدد من يحتاجون إلى تدريب، ولا يمكن القول ما إذا كانت هذه المبادرت قادرة على تغيير النهج المتبع في التوظيف أم لا.
لكن نهج التوظيف القائم على المهارات قد أسفر عن نتائج إيجابية في مجال التكنولوجيا، والذي يعتبر نموذجًا للمجالات والصناعات الأخرى.
وقد نجح هذا النهج في مجال التكنولوجيا لسبيين رئيسيين، أولهما أن المهارات المطلوبة في هذا المجال محددة بشكل واضح. على سبيل المثال، تعتبر كتابة برنامج ما مهمة محددة، يمكن اختبار نجاحها وقياسه. أما السبب الثاني فهو زيادة الطلب على المهارات التقنية.