تكلفة أولمبياد طوكيو باهظة.. هذا ما يمكن فعله بها
- تكلفة أولمبياد طوكيو تصل إلى 15.4 مليار دولار بزيادة 22% عن الميزانية المرصودة للدورة
- بمبلغ أولمبياد طوكيو يمكن بناء 300 مستشفى في اليابان
- بـ15.4 مليار دولار يمكن بناء 1200 مدرسة في اليابان
كشفت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد أنّ التكلفة الإجمالية لأولمبياد طوكيو تصل إلى 15.4 مليار دولار، بزيادة 22% عن الميزانية المرصودة للدورة.
ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس“، المبلغ المشار إليه كبير جداً ويمكن استخدامه في أمور كثيرة مفيدة. وفي الواقع، فإن تكلفة بناء مستشفى يتألف من 300 سرير في اليابان تصل إلى 55 مليون دولار. ولذلك، فإنه بمبلغ أولمبياد طوكيو يمكن بناء 300 مستشفى مثل المشار إليه.
ومع هذا، يبلغ متوسط تكلفة المدرسة الابتدائية في اليابان حوالى 13 مليون دولار. ولهذا، فإنه بسعر 15.4 مليار دولار يمكنُ بناء 1200 مدرسة.
كذلك، وجد بحثٌ سريع أن طائرة بيونغ 747 يبلغ سعرها حوالى 400 مليون دولار، ما يعني أنه يمكن صنع 38 طائرة ضخمة بتكلفة أولمبياد طوكيو.
وتكمن النقطة الأساسية في الأمر هو أنّ الألعاب الأولمبية مكلفة وقد تتجاهل أولويات أخرى. وفي الواقع، يقول العديد من المدققين الحكوميين اليابانيين إن الإنفاق الحقيقي لألعاب طوكيو هو أكثر وأكبر من الرقم الرسمي، وقد يكون ضعف المبلغ المشار إليه.
ومع هذا، تقول دراسة جامعة أكسفورد إن كل الدورات الأولمبية منذ العام 1960 تجاوزت الميزانية بمتوسط 172% من الموازنة الأصلية، والتي تعد أعلى نسبة مسجلة في هذا النوع من المشاريع العملاقة.
وفي العام 2016، بلغت تكلفة إقامة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو حوالى 12 مليار دولار أمريكي، رغم أن الرقم المعلن في الميزانية المبدئية لم يتجاوز 3 مليارات، أي حوالى 4 أضعاف. وفعلياً، فقد تسببت هذه الزيادة في تكلفة التنظيم في تدهور الوضع الاقتصادي للمدينة وزيادة ديونها.
وأحد أسباب تلك الزيادة في تكلفة إقامة الأولمبياد يعود، بحسب متابعين، إلى حجم الموارد المهدورة التي تخصص لاستضافة الفعاليات مثل الملاعب والمدرجات الأولمبية ووحدات الإقامة التي يتم تصميمها خصيصاً للفرق المشاركة، والتي يرى البعض أنها لم تكن ضرورية. ولهذا، يقول اقتصاديون إن استضافة الأولمبياد لم تعد استثماراً جيداً، سواء على المدى القصير أو البعيد.
وقالت بنت فلاي فيبيرج، من جامعة أكسفورد: “لا تهتم اللجنة الأولمبية الدولية والمدن المضيفة للأولمبياد بتتبع التكاليف، لأن ذلك يميل إلى الكشف عن تجاوزات في التكاليف والتي أصبحت بشكل متزايد مصدر إحراج للجنة الأولمبية الدولية والمدن المضيفة”.
وعندما بدأت دورات الأولمبياد الحديثة في عام 1896، لم تكن تكلفة إقامة الدورات تصل إلى هذا الحد. ومع ازدياد الألعاب والدول المشاركة ازدادت التكلفة.
ويساهم بشكل كبير العائد المالي من تلك التغطيات الإعلامية، المباشر وغير المباشر، في تغطية تكاليف الدورة.
وفي دورة لوس أنجلوس 1984 والتي كانت المدينة الوحيدة التي عرضت استضافة الدورة في ذلك العام لعزوف الدول بسبب ارتفاع التكاليف، بلغ العائد من التغطية الإعلامية 287 مليون دولار، لتصبح لوس أنجلوس بذلك أول مدينة تحقق هامش ربح من استضافة الدورة بلغ 215 مليون دولار.
وعدلت اللجنة الأولمبية الدولية نسبتها من عائدات التغطية الإعلامية، والتي كانت 10% لتبلغ في لوس أنجلوس 33%، وأخذت نسبة اللجنة تزداد مع مرور السنوات، حتى وصلت في ريو دي جانيرو عام 2016 إلى 73%، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”.