مصرف لبنان يعلن بدء تمويل استيراد المحروقات وفق سعر السوق السوداء
- مصرف لبنان سيبدأ دفع اعتمادات شراء المحروقات وفق سعر الصرف في السوق السوداء
- القرار يعني عملياً رفع السلطات الدعم عن استيراد هذه المواد الحيوية وسيؤدي لارتفاع أسعارها
أعلن مصرف لبنان المركزي، الأربعاء، أنه سيبدأ دفع اعتمادات شراء المحروقات وفق سعر الصرف في السوق السوداء، ما يعني عملياً رفع السلطات الدعم عن استيراد هذه المواد الحيوية، الأمر الذي سينعكس ارتفاعاً قياسياً في أسعارها.
وقال المصرف في بيان أنه “اعتباراً من اليوم الخميس (12 آب/أغسطس)، سيقوم بتأمين الاعتمادات اللازمة المتعلقة بالمحروقات، باحتساب سعر الدولار على الليرة اللبنانية تبعاً لأسعار السوق”. ومع هذا، فقد لفت المصرف إلى أنّه “يعود لوزارة الطاقة تحديد الأسعار الجديد للمحروقات”.
وخلال الشهر الماضي، وافقت الحكومة على تمويل استيراد المحروقات وفق سعر 3900 ليرة للدولار بدلاً من السعر الرسمي المثبت على 1507، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات بأكثر من 30%. أما سعر الصرف في السوق الموازية، فتجاوز عتبة الـ20 ألف ليرة خلال الأيام الماضية.
وعملياً، فإنّ رفع الدعم عن المحروقات سيؤدي بسعر صفيحة البنزين إلى مستويات خيالية. فقبل إعلان مصرف لبنان قراره الجديد، فإنّ سعر 20 ليتر من البنزين كان 75600 ليرة لبنانية. إلا أنه مع رفع الدعم واعتماد شراء المحروقات على أساس سعر الدولار في السوق الموازية (أي سعر 20 ألف ليرة بدلاً من 3900 ليرة)، فإن سعر الـ20 ليتر من البنزين سيصبح 336000 ليرة لبنانية. كذلك، فإن سعر صفيحة المازوت سيرتفع من 57100 ليرة إلى 278 ألف ليرة، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها شركة “الدولية للمعلومات” في لبنان، المتخصصة بالأبحاث والدراسات.
وفي وقتٍ سابق يوم الأربعاء، قال وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر إن “حاكم مصرف لُبنان رياض سلامة أبلغ المجلس الأعلى للدفاع، الذي يضم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء عدة ومسؤولين أمنيين، أنّه “لم يعد قادراً على دعم شراء المحروقات”.
وأوضح أنه “من شأن رفع الدعم أن يؤدي الى توحيد الأسعار، بعدما ازدهرت سوق سوداء خلال الأسابيع الماضية على وقع الشح وازدياد التهريب الى سوريا المجاورة”.
وجراء الانهيار الاقتصادي الذي صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قبل أيام أن 78% من السكان باتوا يعيشون تحت خط الفقر، فيما يعيش 36% في فقر مدقع.
ويحصل غالبية اللّبنانيين على أجورهم بالعملة المحلية التي فقدت أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار.
وكان مصرف لُبنان يدعم استيراد الوقود عبر آلية يوفّر بموجبها 85% من القيمة الاجمالية لكلفة الاستيراد، وفق سعر الصرف الرسمي، بينما يدفع المستوردون المبلغ المتبقي وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
وينتظر اللّبنانيون منذ أسابيع لساعات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، التي اعتمدت سياسة تقنين حاد في توزيع البنزين والمازوت، فيما تراجعت تدريجاً قدرة مؤسسة كهرباء لُبنان على توفير التيار لتصل ساعات التقنين في عدد من المناطق يومياً إلى 22 ساعة.