محمد عبد الحليم
دفع النقص في اليد العاملة المزيد من أصحاب الشركات والمؤسسات الأمريكية إلى توظيف موظفين قضوا فترات من حياتهم في السجن.
في السنوات الأخيرة، تقول الشركات الصغيرة والشركات الأمريكية الكبرى، بما في ذلك البنوك وسلاسل الصيدليات، إنها أدركت أن ما يسمى بتوظيف الفرصة الثانية يوفر فرصة لتخفيف التفاوتات المجتمعية، كما أنه يساعدهم في العثور على المزيد من العمال في سوق العمل الضيق.
قالت بيث وايتد، نائبة الرئيس التنفيذي للاستدامة والاستراتيجية في شركة يونيون باسيفيك للسكك الحديدية، إن الشركة بدأت في الربيع الماضي بتوظيف المسجونين السابقين.
كانت شركات السكك الحديدية تعاني من مشاكل في الخدمة ناجمة عن نقص العمال، وفي سبتمبر أبرمت صفقة عمالة لتجنب إضراب على مستوى البلاد.
قالت وايتد إن الشركة تقوم بتوظيف عمال الصيانة والتدريب والكهرباء، وأن مقدمي الخدمات إلى المحتجزين سابقًا يساعدون السكك الحديدية في العثور على موظفين، وقد تم توظيف حوالي 120 شخصًا في العديد من المدن الأمريكية.
توظيف الفرصة الثانية
لطالما كان العثور على عمل رسمي ثابت يمثل تحديًا للأشخاص الذين أدينوا بارتكاب جرائم، فغالبًا ما تسأل شركات التوظيف عن سجل الإدانات الجنائية، ويؤدي معرفة وجود سجل جنائي للمتقدم للعمل إلى عدم تعيينه.
هذا تسبب في ارتفاع معدلات البطالة للأشخاص المسجونين سابقًا، ويقدر معدل البطالة لديهم في الولايات المتحدة بأكثر من 27٪، وفقًا لتقرير صدر عام 2018 عن مبادرة سياسة السجون.
أحدث معدل بطالة إجمالي في الولايات المتحدة 3.5٪ في سبتمبر، لذلك تقول بعض المنظمات التي تدافع عن توظيف الأشخاص ذوي السجلات الجنائية إن النقص الحالي في العمالة يدفع لتوظيف المسجونين السابقين.
في دراسة استقصائية، انتهت في يناير الماضي، لما يقرب من 900 متخصص في الموارد البشرية أجرتها جمعية مؤسسة إدارة الموارد البشرية، فإن 46٪ من الشركات قامت بتوظيف أشخاصًا بسجلات جنائية أكثر مما فعلوا قبل عام.
قال مارك دريفنو، المؤسس والمدير التنفيذي في مبادرة من السجون للوظائف Jails to Jobs.، وهي منظمة مقرها لافاييت في كاليفورنيا تساعد الأشخاص الذين لديهم سجلات جنائية في العثور على وظائف : “هناك الكثير من أرباب العمل الذين لا يجدون عملاً كافيين، لذلك من الناحية الاقتصادية يضعون المسجونين السابقين على رادارهم”.
يُطلق سراح حوالي 600 ألف شخص من السجون الفيدرالية وسجون الولايات سنويًا، وفقًا لوزارة العدل. ومجرد وجود سجل اعتقال يمكن أن يضر بفرص توظيف الناس، حتى لو تم إسقاط التهم.
بدأت يونيون باسيفيك كورب في توظيف الأشخاص المسجونين سابقًا
حملات لتوظيف المسجونين سابقًا
تقف بعض أكبر الشركات الأمريكية وراء الضغط لتوظيف المزيد من الأشخاص المسجونين.
تم تشكيل ” تحالف الفرصة الثانية للأعمال” The Second Chance Business Coalition، وهي مجموعة من الشركات التي تعمل على مشاركة أفضل الممارسات في توظيف الأشخاص ذوي الخلفية الإجرامية.
تم تشكيل التحالف في عام 2021 بـ29 شركة، ويضم الآن أكثر من 40 شركة، ومن بينها JP Morgan Chase، و American Airlines Group، AT&T، و CVS، و Health Corp.
قال تيم أوينز، الشريك المؤسس ورئيس مشروع Redemption Project ومقره بلومنجتون بولاية مينيسوتا، إن إشراك الشركات الكبرى يضفي مصداقية على توظيف فرصة ثانية، خصوصًا أن التوجه نما في الفترة الأخيرة.
قال أوينز: “أعتقد أن الكثير من أصحاب العمل ينظرون إلى هذا على أنه تجمع للمواهب غير المستغلة، وبالنظر إلى النقص في كل مكان، فهم منفتحون للنظر في مجموعات مختلفة ربما لم ينظروا إليها من قبل”.
تعيين بدون تعقب
وفقًا لنان جيبسون، المدير التنفيذي لمركز السياسات في JPMorgan Chase، فإن حوالي عُشر التعيينات الجديدة في JPMorgan Chase العام الماضي، أي ما يقرب من 4300 شخص، لديهم سجلات جنائية.
شركة جيه بي مورجان تشيس
قالت ميشيل كورانتي، الرئيسة العالمية لاكتساب المواهب في الشركة، إن العديد منهم تم تعيينهم في مناصب صراف ووظائف أخرى في فروع البنوك.
قالت كورانتي إن الشركة لا تتعقب هؤلاء العمال بعد تعيينهم. وقالت جيبسون إنها لم تسمع عن موظفين أعربوا عن عدم ارتياحهم للعمل جنبًا إلى جنب مع زملاء لهم سجل جنائي.
قال إرني دوبونت، المدير التنفيذي لمبادرات القوى العاملة في CVS، إن CVS، أكبر شركة رعاية صحية في البلاد، وظفت آلاف الأشخاص الذين لديهم سجلات جنائية على مر السنين في العديد من الوظائف بما في ذلك عمال التجزئة واللوجستيات وفنيو الصيدلة.