ما هي مشكلة الرقم 13 ؟ لماذا يتشاءم العديد من الناس منه ؟ و ماذا عن يوم الجمعة الموافق لليوم الثالث عشر من أي شهر ؟ كيف نشأت خرافة التشاؤم من هذا اليوم ؟ و هل يستحق فعلاً يوم الجمعة الثالث عشر هذه السمعة السيئة ؟؟
وفقا لبعض الإحصائيات فالخوف من يوم الجمعة الثالث عشر يؤثر في من 17-21 مليون أمريكي !!! و إن الخوف من مصادفة تاريخ 13 يوم جمعة ليس اعتيادياً بل هو مرض إذ انه اعتُبر من حالات الفوبيا فيا ترى ما السر وراء هذا التشاؤم؟؟؟؟
لفهم مشكلة الجمعة الثالث عشر حاول العلماء في البداية فهم كيف أن الرقم 13 اثر على الكثير من الناس عبر الكثير من الحضارات بطريقة سيئة . في الواقع لا توجد أيّة أدلّة موثقة عن تاريخ هذه الأسطورة المرتبط بالرقم 13 لكن ّ بعض علوم الأرقام تعتقد أنّ ذلك الشؤم يأتي أصلاً من أنّ الرقم 12 هو رمز الكمال في الكثير من الأديان و عند الكثير من الشعوب و ذلك استناداً إلى بعض الأمور التي يرمز إليها( 12 شهراً ، 12 ساعة من النهار و 12 من الليل ، 12 رسول و 12 آلهة للإغريق و غيرها) و بذلك يعتقد البعض أنّ الرقم 13 يكسر ذلك الكمال و بذلك فهو يدعو للتشاؤم.
البعض الآخر رأى أن هذه الخرافة تعود لعام 1780 قبل الميلاد على الأقل ,عندما وضع البابليون القدماء وثيقتهم القانونية و التي عرفت بشريعة حمورابي حيث أن هذه الوثيقة لم تتضمن القانون الثالث عشر !! . كما أن هناك معتقد عند بعض الشعوب يؤكد أنه إذا أجتمع 13 شخصاً على العشاء معاً فأنّ احدهم سوف يموت ! و هذا يأتي من عشاء السيد المسيح الأخير.
ويقال أن في روما القديمة كانت تجتمع الساحرات في مجموعات تضم 12 ساحرة ، أمّا الرقم 13 فهو الشيطان. وفي العديد من الحضارات القديمة كانوا يعقدون حبل المشنقة 13 عقدة.
كما قال بعض الخبراء في الجغرافيا أن الدراسات الدقيقة تؤكد حدوث الكثير من الزلازل في تاريخ 13من أي شهر وبرروا ذلك بأنه من الواضح أن الأرض تتحرك بشكل اكبر في هذا اليوم بالتحديد. وفي العام 1970، انطلقت المركبة الفضائية “أبولو 13″ الساعة 13 و13 دقيقة، وفي ثلثي المسافة إلى القمر وقع انفجار في المركبة أجبر الرواد على قطع رحلتهم في 13 نيسان. وفي ألمانيا تم بناء جدار برلين، أو جدار العار، في الثالث عشر من آب 1961م.
لكن لماذا يوم الجمعة الموافق لليوم الثالث عشر من أي شهر مذموم لهذه الدرجة ؟؟
وفقا للإنجيل فان يوم الجمعة هو اليوم الذي اخرج فيه ادم من الجنة كما انه اليوم الذي صلب فيه سيدنا عيسى عليه السلام ويُعتقد أيضا أن قابيل قتل هابيل في مثل هذا اليوم.
و هناك أيضاً نظرية شعبية أخرى ارتبطت بهذه الخرافة و هي إعدام فرسان الهيكل يوم الجمعة الثالث عشر من اوكتوبر 1307 عندما اعتقلوا بشكل جماعي من قبل ملك فرنسا فيليب الرابع.
و على الرغم من عدم وجود أيّ أدلّة مكتوبة و موثقة غير ما يتناقله الناس من أساطير فإنّ العديد من الناس مازال يؤمن بهذه الأسطورة و ينظّم حياته على أساسها لحماية أنفسهم ، فيرفض العديد من الأشخاص ممارسة أيّ نشاطات أو الخروج من منازلهم في ذلك اليوم .
وهناك الكثير من المظاهر على مستوى العالم التي تعبر عن التشاؤم من رقم 13، ومنها على سبيل المثال عدم وجود غرف تحمل هذا الرقم في بعض الفنادق، كما أن ناطحات السحاب الأميركية يأتي فيها الطابق الـ 14 بعد الــ 12 مباشرة و أحيانا يستبدل الرقم 13 بالرقم 12a . كما تتخلى بعض شركات الطيران عن الصف رقم 13 في صفوف مقاعد طائراتها .
وفي القرن التاسع عشر، كانت شركة لويدز للتأمين البحري في لندن ترفض تأمين أي سفينة تبحر يوم جمعة 13. وحتى اليوم لا تحرّك البحرية الأميركية أي سفينة في هذا الموعد.
و في هذا اليوم تخسر سوق العملات و أسواق العمل و شركات الطيران ما يقارب 900 مليون دولار نظراً لرفض العديد من الناس العمل و البيع و الشراء و السفر في الجمعة الـ 13.
بحسب صحيفة “نيو يورك هيرالد” جاء أن المعدل اليومي للزواج في نيويورك وصل إلى 150 زيجة، فيما لا يكاد يتخطى الـ 60 يوم الجمعة , وفي دراسة أجرتها مجلة “سميشونيان” تبين أن الشركات الأميركية تخسر كل يوم جمعة 13 من أي شهر 750 مليون دولار لأن الناس لا تتسوق أو تسافر أو تغامر بأي شيء يوم جمعة 13.
و على مر السنين قامت محاولات عديدة لإنهاء فكرة أن الرقم 13 رقم غير محظوظ و إثبات أن يوم الجمعة ال13 هو كأي يوم آخر من السنة . فعلى سبيل المثال: في عام 1880 شكلت مجموعة من سكان نيويورك نادي للتعبير عن هذه الفكرة و نشرها ولكنها مالبثت أن استسلمت أمام هذه الفكرة المنتشرة في العالم عامة و المجتمعات الأوروبية و الأمريكية خاصة .
و إلى يومنا هذا و مع كل هذا التطور و التقدم الذي نشهده في العالم على جميع الأصعدة فما تزال بعض الخرافات و الأساطير تحتل حيزاً كبيرا في حياتنا و تطغى على الكثير من قراراتنا و تصرفاتنا كخرافة التشاؤم من يوم الجمعة الثالث عشر.