دبي، 13 مارس، (رنا عفيفي – أخبار الآن)–
لا يوجد أجمل من الألوان للتعبير عن الإحتفال بقدوم الربيع، هكذا يرى الهنديون بأية حال.حيث تقام احتفالات كبيرة بمناسبة قدوم الربيع من كل عام.وإن كانت لها جذور دينية أيضا فإن «احتفالات الربيع» التي تعرف ايضا باسم «احتفالات الألوان» واسمها بالهندية «هولي» تقام سنويا في الهند ونيبال.كما وتحتفل بها الجاليات الهندية في الدول الأخرى حول العالم.
تبدأ الإحتفالات من ليلة اكتمال القمر التي توافق في عامنا الحالي ليلة 17 من هذا الشهر. وفي هذه المناسبة تغطي الشوارع كل ألوان قوس قزح، حيث يخرج السكان إلى الشوارع في ملابس زاهية، ويبدأون برش بعضهم البعض بنوع من البودرة الملونة، وهم يغنون بأعلى اصواتهم.
أول إشارة مكتوبة لمهرجان “هولي” تعود إلى كتابات من القرن السابع الميلادي، حيث ذكرت الكتابات الأولى منافع استخدام المساحيق الملونة المستخلصة من المواد الطبيعية كالكركم الأصفر وغيره، وفوائد التراشق بها لرفع مناعة المحتفلين من الأمراض الموسمية المتعلقة بتقلبات الطقس في الهند في بداية فصل الربيع، ومع تطور البشرية بدأ استخدام المواد الكيماوية للحصول على ألوان زاهية أكثر.
وطبعا بخلاف الإحتفال بالربيع يرجع هذا العيد لأساطير قديمة منها المرتبطة بقصة حب الإله كريشنا و رادها حيث عندما اشتكى كريشنا لوالدته من سواد لونه وبياض لون محبوبته، نصحته الأم باستخدام مسحوق ملون ليرى معالم وجهها.ولهذا السبب يترافق هذا المهرجان بإحضار مجسمات لكريشنا ورادها ورشقها بالألوان الزاهية .
وفي رواية يستمد مهرجان «هولي» طقوسه من الأساطير الهندوسية عن الإشعاع في الوجود، وتبعا لها ففي أيام الاحتفالات هذه تعبر موجات من الضوء نواحي الكون متخذة لها مختلف الألوان التي تغذي وتكمّل العناصر الطبيعية الأربعة عند الهندوس: الماء والنار والرياح والتراب.
ولهذه الاحتفالات اسباب أخرى بالطبع. إحراق هوليكا، شقيقة ملك الشياطين هيرانياكاشيبو الذي منحه الإله براهما موهبة تجعل من المستحيل تقريبا أن يُقتل حسب تلك الأساطير.
ويلبس المتدينون في أيام الإحتفال الأبيض، بينما يحتكر الأطفال بشكل خاص الملابس المزركشة الملونة في عيد الألوان هذا.كما ان المهرجان لا يكتمل الا بتبادل الهدايا بين الأقارب والأصدقاء والجيران وهي في الغالب مختلف صنوف الحلوى الهندية.
ويبالغ الهندوس بسخائهم بكمية الصباغ المرشوق على الحشود التواقين لمزيد من الألوان، لقناعتهم أن كمية الألوان المستهلكة في المهرجان ستنعكس بمدى مباركة الآلهة لهم على مدى العام المقبل. ويتحرر المحتفلون بهذا العيد من القيود الاجتماعية المتعلقة بالعمر أو الطبقة الاجتماعية أو الجنس لتندثر الفجوات بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، وتوحد الأفراح الناس في المجتمع الهندي.
كما و أصبحت العديد من الدول تشارك الهند في هذا الإحتفال ففي كل عام يتراشق مئات الآلاف بالألوان حول العالم.مما جعل هذا العيد رائجا في كثير من الدول الأخرى وعند الشعوب التي لا تمت بصلة للهندوسية متخذين منها فرصة للإحتفال والترفيه مستمتعين بتجربة أمر جديد من الثقافة الهندية.
*Gettyimages.