أخبار الآن| دمشق – سوريا – رويترز
كانت أعمال الحرفي السوري يوسف الحامض مزدهرة في الغوطة الشرقية بسوريا في الماضي، لكنها شهدت تراجعا سريعا في السنوات الثلاث المنصرمة من الحرب.
يتخصص يوسف في الرسم على قطع الزخرفة والتزيين المصنوعة من النحاس المستخدمة في الحياة اليومية، ويقول إن سنوات الحرب تركت المهنة التي اختارها لنفسه في حالة فوضى عارمة.
ولليوم الثامن، يجلس يوسف الحامض في ورشته يضع بعناية فائقة تصميما لتحفة أو عمل فني مميز. ومن المحتمل أن يستغرق الأمر منه أسبوعا آخر حتى يضع اللمسات الأخيرة على العمل.
لكنه يقول إن حرفته لم تعد تدر أرباحا مثلما كانت من قبل، وصارت الحرفة هذه الأيام هواية، أكثر من أن تكون شيئا آخر، يعلمها لأطفاله الذين يجلسون في ورشته بدمشق.
وقال “وقفت بالحرب ثلاث سنوات، خسرت المعدات والورشة والبضاعة، واشتغلت على سيارة (سائق) واشتغلت بالحدادة، اشتلغت أي شيء لأن بدي عيش، أنا بالبيت صرت أرسم، ما قدرت أقعد بدون هذه المصلحة، صرت أرسم، خطط، صرت جيب شغلات خفيفة اشتغلها إلي يعني ما لأحد، هواية يعني أنا بعشقها وهي بدمي”.
وأضاف متحدثا عن فنه “ما في عالم كتير عم تشتغل فيها وما في مين عم يهتم، هاي الشغلة أنا كتير بتحز بنفسي إنه أنا بحبها لهالمصلحة هي فن فن، لا تنقص أي شي عن أي فن بالعالم”.
وأبدى يوسف مخاوفه على مستقبل المهنة.
وقال “الفن عم يموت شوي شوي.. ما عاد في شي اسمه فن.. ما عاد في شي اسمه الإبداع لأن بصراحة ما ضل حدا دفع تمن لهاد الشي أو عطاك حق وقتك يلي أنت عم تكبه”.
ويجد زبون يوسف صعوبة في تصديق أن التصميمات المحفورة بدقة وعناية على مجموعة متنوعة من الأشياء النحاسية هي جميعا يدوية الصنع.
ويقضي يوسف وزملاؤه الحرفيون ما يصل إلى شهر لوضع اللمسات الأخيرة على تصميم وزبائنهم الرئيسيون هم السياح والفنادق.
وللمنتجات النحاسية شهرة في العالم الإسلامي حيث تحمل الكثير منها الخطوط العربية أو الشعر العربي أو آيات من القرآن الكريم.
وتباع القطع في العادة في أسواق المدينة وتحظى بشعبية بين السياح الراغبين في شراء الهدايا التذكارية، لكن سنوات الحرب أثرت على الاقتصاد والسياحة في سوريا، وتركت الحرفيين مثل يوسف يجدون صعوبة في كسب قوتهم.
المزيد: تحذيرات من إرتفاع معدل البطالة العالمي