طبيبة الدمى
بردائها الطبيّ الأبيض، وبالسمّاعات الطبية في أذنيها، تعاين “الدكتورة سويلن” في منزلها بالقرب من ريو دي جانيرو “مريضتها”، وهي دمية سوداء تفككَ جسمها البلاستيكي. ولا تحمل سويلن دا سيلفا شهادة في الطب، لكنّ لديها الكثير من البراعة: فقد حولت هوايتها مصدر رزق بعدما فقدت وظيفتها كمدبرة منزل في نيسان/أبريل الفائت، مع بدء تفشّي فيروس كورونا المستجد.
مقتطف صوتي – سويلن دا سيلفا، طبيبة الدمى: “واجهتُ مشاكلَ مع طفلتي لأنني ربيتُهما بمفردي ولم أكن أملك المال لشراءِ الدمى لهما. لذلك، رحت أرممُ لهما تلك الدمى التي أعثر عليها”.
وفي مرحلة تحوّل فيها العاملون في مجال الرعاية الصحية أبطالاً حقيقيين في عيون الناس نظراً إلى دورهم في مكافحة جائحة كوفيد-19، باتت “الدكتورة سويلن”، بنظارتها السميكة، بطلة الأطفال الذين يأتمنونها على “مرضاهم” وتصل الدمية إلى المستشفى في كثير من الأحيان مفككة، صلعاء، أو حتى مقطوعة الرأس جرّاء حوادث مختلفة، فتتولى تصليحها وتدليلها وغسلها وأحياناً تعيد وضع ملابس لها تخيطها بنفسها.