آنّا أميرزيان فنانة سورية شابة تصنع أشكالا مختلفة من الأميجرومي، وهو (فن ياباني يستخدم الكروشيه أو التريكو في صناعة دمى مجسمة)، تبيعها لدعم أسرتها.
وبسبب رفض عائلتها استكمالها التعليم الجامعي بعد إنهائها الدراسة الثانوية، لم يتسن لآنّا الحصول على عمل مناسب بعد زواجها.
وقالت الفنانة السورية “كنت عم أدرس أدبي فجمعت مجموع حلو وكنت حابة أكمل دراسة. أهلي كانوا ضد الفكرة اجتماعيا وماديا بنفس الوقت. اجتماعياً لأن ما عندهم بنات بتدرس، ومادياً هو شوي كان الموضوع صعب. فلحالي بعد ما تزوجت قررت إني أشتغل موضوع الدراسة والأميجرومي بنفس الوقت”.
واكتسبت آنّا عشقها واتقانها للفن الياباني من والدتها وجدتها اللتين علمتاها الحياكة كهواية. وعندما تعرضت لمصاعب اقتصادية بعد الزواج انضمت الزوجة الشابة لجمعية محلية أهلية تلقت فيها مزيدا من التدريب على ذلك الفن وأصبحت الآن تبيع القطع الفنية التي تبدعها لزيادة دخل أُسرتها الصغيرة.
وأضافت “أنا نفسيتي يعني تعبت كتير لأني تركت الدراسة، أنا كتير بحب الدراسة. بس كمان ماديا صعب شوي لأن هلا ايدي بيد زوجي لحتى نطلع راس بمصروف البيت للبنات، فقررت انه بس ليكبروا شوي (البنات) بيكون قل المصروف، قل شي صار، صار فيني احط يعني مصاري (مال) للدراسة وحابة مشروع الفنون يعني لأنه مجالي، يعني هاد كان حلمي”.
وتابعت “هلا (الآن) أنا تعلمت هاد الشي وراثة أكيد راح أعطيها للبنات، هاي الوراثة لأنه بتظل شي متداول عندنا بالعيلة وبحب انه يتعلموا متلي وحتى هلا عندها ميول بنتي انه تمسك السنارة قال بدها تشتغل معي يعني”.
وتُعرض أعمال آنّا الآن في “مركز حياة” حيث تحصل على نسبة من عائدات البيع ويعاد استثمار الباقي في المركز لتغطية تكلفة المواد الخام.
ومع تغير خططها بمرور الزمن تريد آنّا حاليا اكتساب مزيد من المهارات بخصوص ذلك الفن الذي تعشقه موضحة أنها ستورثه لبناتها ذات يوم، كما ورثته هي عن أمها وجدتها.
وقالت “راح أشجعهن (بناتها) ليكملوا دراستهن ويصيروا في الحياة شي مهم يعني أكتر مني وعن جد بتمنى لهم أحلى أيام”.
وأضافت “يعني أنا كان حلمي قبل ما أتعلم الأميجرومي، قبل ما أتعلم الكروشيه، كان حلمي الحقوق أو العلوم السياسية، هلا الفنون والأميجرومي. موضوع الأميجرومي بدي أشتغل فيه أكتر، حابة (أحب) أوسعه أكثر”.
وفيما يتعلق بأحلامها الأخرى بخصوص مستقبل فن الأميجرومي في سوريا قالت “بتمنى إنه هدا المشروع ينشهر عندنا بالبلد لأنه ما أخد حقه. يعني فيه نسوان (نساء) ما فيها (لا تستطيع) تخرج من البيت إذا بتشتغل هاد الشغل وإذا بيكون في تمويل لهذا الشغل فهو كتير مشروع ناجح”.