تفاصيل الليلة الأخيرة في حياة الأميرة ديانا.. هذا ما حصل
- الأميرة ديانا توفيت إثر حادث سير مروع يوم 31 أغسطس/آب عام 1997
- الأطباء في المستشفى التي نقلت إليه حاولوا إعادة قلبها إلى الخفقان ولكن من دون جدوى
- الطبيب الذي عمل على إنقاذ الأميرة كشف تفاصيل تتعلق بحالتها بعد الحادث
لم يكن يوم 31 أغسطس/آب عام 1997 عادياً بالنسبة للطبيب منصف دهمان، الذي كان من بين الأطباء الذين حاولوا إنقاذ الأميرة ديانا إثر تعرضها لحادث سير مروّع أنهى حياتها في العاصمة الفرنسية باريس.
وفي حديث لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تحدث دهمان عن تفاصيل تلك الليلة المروعة بعد مرور نحو 25 عاماً عليها، وقد سرد كيف أنه حاول مع الأطباء الآخرين إعادة قلب الأميرة إلى الخفقان من جديد، ولكن من دون جدوى.
وحالياً، فإن هذا الطبيب يعمل في مستشفى أنتيب، وعندما وقعت الحادثة المميتة مع الأمير ديانا عام 1997، كان يبلغ من العمر 33 عاماً، وكان يعمل حينها في مستشفى سالبيترير في باريس التي نُقلت إليه الأميرة الراحلة قبل وفاتها.
وفي تلك الليلة، كان دهمان وبمحض الصدفة مناوباً في العمل حين استُدعي في الساعات الأولى من صباح يوم 31 أغسطس/آب إلى قسم الطوارئ والإسعاف في المستشفى لمعالجة “سيدة شابة”، وفق ما ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
ويقول دهمان (56 عاماً): “كنت في ذلك الوقت في استراحة بغرفة المناوبة حين تلقيت اتصالاً من برونو ريو، كبير أطباء التخدير المناوبين يطلب مني الذهاب إلى غرفة الطوارئ”.
وأضاف: “لم يقولوا لي أولاً إن المريضة كانت الأميرة ديانا، بل أشاروا إلى وقوع حادثة سيارة خطيرة تعرضت له امرأة شابة”، وهو كل ما عرفه عن الأمر في البداية.
وأردف: “كان النظام في مستشفى سالبيترير هرمياً للغاية يراعي التراتبية، ولذا فحين كنت تتلقى مكالمة من زميل بهذا المستوى الرفيع كنت تدرك أن الحالة خطيرة جداً”.
وأوضح الدكتور دهما إنه “أدرك مدى خطورة الوضع حين وصل إلى قسم الطوارئ والإسعاف بعد لحظات من تلقيه المكالمة. وهناك، وجد البروفيسور ريو منهمكاً بالعناية شخصياً بالسيدة الممددة على نقالة الجرحى، مما كان “دليلاً على الأهمية البالغة للمصابة”، على حدّ تعبير دهمان.
وفي ذلك الوقت، قيل للطبيب الجراح المناوب إن المرأة المصابة كانت ديانا أميرة ويلز، وأضاف في حديثه: “لم أستغرق سوى لحظة في فهم كل هذا النشاط الحثيث والدؤوب غير المألوف الوتيرة”.
وأردف: “إن من المهم للغاية بالنسبة لأي دكتور أو جراح أن يجد نفسه أمام سيدة شابة في وضع كذاك الوضع، لكن بالطبع يصبح الأمر أكثر أهمية حين تكون المصابة أميرة”.
وفي حين أن دهمان رفض الخوض في تفاصيل معالجة الأميرة ديانا، إلا أنه كشف أن صوراً شعاعية أظهرت أنها كانت تعاني “نزيفاً داخلياً خطيراً للغاية”، الأمر الذي استلزم إخضاعها إلى إجراء طبي كانت الغاية منه المساعدة على إزالة السوائل الزائدة من تجويفها الصدري، وأيضاً إعطائها كميات من الدم.
وكانت الأميرة ديانا (36) عاماً، تعرضت لسكتة قلبية حوالى الساعة 2:15 صباح ذلك اليوم، وتم تدليك قلبها من الخارج، كما أخضعت لعمل جراحي طارئ وهي لا تزال ممددة على النقالة في قسم الطوارئ والإسعاف.
وقال الدكتور المعالج على سبيل الشرح: “قمت بذلك الإجراء من أجل تمكينها من التنفس، إلا أن قلبها لم يكن قادراً على أداء وظيفته بشكل مناسب لأنه كان يفتقر إلى الدم”.
ومع هذا، فقد كشف العمل الجراحي أن الأميرة عانت تمزق شغاف القلب، وهو غشاء يحيط بعضلة القلب لحمايتها.
ولم يطل الأمر حتى وصل البروفيسور آلان بافي، وهو أبرز جراحي القلب في فرنسا، على وجه السرعة للمساعدة في إنقاذ الأميرة ديانا التي كانت نُقلت سلفاً إلى غرفة العمليات استعداداً لمزيد من الإجراءات.
وحين القيام بمزيد من الاستقصاءات الجراحية، تبين أن هناك تمزقاً في الوريد الرئوي العلوي الأيسر، وذلك في نقطة التقائه مع القلب. وعندها، عمد البروفيسور بافي إلى خياطة الجرح، إلا أن قلب الأميرة توقف عن الخفقان حتى قبل الانتهاء من الاستقصاء الجراحي، وظل على تلك الحالة.
ويقول الدكتور دهمان: “حاولنا بأسلوب الصدمات الكهربائية مرات عدة علاوة على تدليك القلب، مثلما كنت قد فعلت سلفاً في غرفة الطوارئ. لقد أعطاها البروفيسور بافي جرعة الأدرينالين، غير أننا لم نستطع جعل قلبها يعاود الخفقان من جديد”.
وواصل الفريق المعالج محاولاته لإنعاش ديانا وإبقائها على قيد الحياة لمدة ساعة كاملة. وعن ذلك، يقول الدكتور دهمان: “لقد صارعنا بضراوة، وحاولنا من طريق كثير من الأساليب التي كان عددها ضخماً، وبصراحة حين تعمل في ظروف كهذه لا تلاحظ مرور الوقت”.
وتابع: “الشاغل الوحيد حينها كان بذل كل ما هو ممكن لإنقاذ هذه السيدة الشابة”.
وأشار دهمان إلى أن عجزه عن إبقاء الأميرة على قيد الحياة قد ترك “أعظم الأثر” في نفسه، مشيراً إلى أن أحد الأسباب التي حملته على فتح قلبه والتحدث الآن عن تلك الليلة المشؤومة، هو رغبته بالتأكيد من جديد على المدى الذي ذهب إليه فريق الطوارئ الطبي الفرنسي في محاولاتهم الدائبة، وكم بذلوا من الجهود لإنقاذ حياة الأميرة ديانا، وذلك خلافاً لما تُروج له حتى الآن نظريات المؤامرة التي لا تزال تسعى إلى تشويه الحقائق المتعلقة بوفاتها المفجعة.
وكانت مراجعة للأدلة الطبية أُجريت بعد سنوات عدة في سياق تحقيق حول وفاة الأميرة ديانا، خلُصت إلى أن الفريق الذي عالج الراحلة في قسم الطوارئ ومن ثم أجرى لها الأعمال الجراحية “بذل قصارى جهده” لإنقاذ حياتها.