أخبار الآن | بريطانيا – (رويترز)
كشفت دراسة جديدة أن السمك بإمكانه تمييز الوجه البشري بنسبة عالية، لتكون بذلك المرة الأولى التي يثبت فيها وجود هذه القدرة لدى هذه الكائنات.
وأوضحت الدراسة أن الأسماك الاستوائية بشكل خاص يمكنها التعلم والتعرف على الوجوه بدرجة عالية من الدقة.وقال الباحثون، إنه أمر مثير للإعجاب، نظرًا لأن هذه القدرة تتطلب إمكانيات متطورة للتعرف البصري.
وذكر الأطباء من جامعة أكسفورد أن تكون الأسماك قادرة على التمييز بين عدد كبير من الوجوه البشرية هي مهمة صعبة ومفاجئة، ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن جميع الوجوه البشرية تشترك في نفس السمات الأساسية.
خدعة مذهلة للتخلص من حسك السمك من البلعوم!
وأوضحوا أن كل الوجوه لها عينان فوق الأنف والفم، لذلك وللتفريق بين البشر فيجب أن نكون قادرين على تحديد الاختلافات الطفيفة في خصائصها، وإذا كنتم تنظرون في أوجه التشابه في المظهر بين بعض أفراد الأسرة، فيمكن أن تكون هذه المهمة صعبة جدًّا في الواقع.
وأضاف الأطباء أنه نظرًا لصعوبة هذه المهمة فيمكن أن تتحقق لدى القرود؛ لأن لديها دماغ كبير ومعقد، مشيرين إلى حقيقة أن الدماغ البشري به منطقة متخصصة يستخدمها في التعرف على الوجوه البشرية، يوحي بأنه قد يكون هناك شيء خاص حول الوجوه.
ولاختبار هذه الفكرة، أراد الأطباء تحديد ما إذا كان حيوان آخر بدماغ أصغر وأبسط، وليس لديه الإمكانيات المتطورة للتعرف على الوجوه البشرية، قادرًا على القيام بذلك.
ووجد الباحثون أن الأسماك التي تفتقر إلى القشرة البصرية المتطورة، لا تزال قادرة على تمييز الوجه الواحد من بين ٤٤ وجه جديد آخر.
وكشف الأطباء أن الأسماك واصلت البصق على الوجه الذي تلقوا تدريبًا بالتعرف عليه، مما أثبت أنهم قادرين على الفصل بين الوجوه.
وفي الدراسة، التي نشرت في دورية التقارير العلمية، عرض على نوع من الأسماك الاستوائية، المعروف بقدرته على بصق الماء في الهواء لاصطياد فرائسها، اثنين من الصور لوجوه بشرية وتدريبها على اختيار واحد باستخدام قدرتها على البصق، ثم تم عرض الصورة التي تدربوا على التعرف عليها مع مجموعة من الوجوه الجديدة، وكانوا قادرين على اختيار وجه الذي تعرفوا عليه في البداية بشكل صحيح، واستطاعوا أيضًا استكمال المهمة حتى مع إزالة سمات أخرى أكثر وضوحًا، مثل شكل الرأس واللون، من الصور.