أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مجلة ريجيم)
يشكل الخجل عقبة مؤلمة بالنسبة للأطفال، لكن يمكن التخلص منها عندما يكون لهذا الطفل والدان واعيان. ونحن نجد هذا النوع من الأطفال في كل صف، وقد يفضل الطفل الموت على أن ينطق بكلمة أمام زملائه ومدرسيه.
وهؤلاء ينحصرون في الصغار الذين يتلعثمون أو في أطفال يتميزون بالهدوء والدعة ممن ليس لديهم الكثير من الأصدقاء. وليس لديهم أي شيء يقولونه.
أقرأ أيضا: تعرف على الشخصية الانطوائية عن قرب
فالخجل هو من أكثر المشكلات التي تسبب للطفل الألم، وإذا ما ترك الطفل دون علاج فإن الطفل مع مرور الوقت يشعر بتفاقم الحالة حتى أنه يصبح معادياً للمجتمع الذي يعيش فيه. وقد يتعثر مستقبلاً في دراسته الأكاديمية أو في حياته العادية، وقد يكره الطفل نفسه في مرحلة الطفولة المبكرة. وقد يتراوح موقف الوالدين تجاه هذا الطفل ما بين التجاهل إلى الإحساس بأنها حالة مرضية تعود لمشكلات نفسية.
وعادة ما يأمل الوالدان أن يتخلص ابنهما من حالة الخجل تلك. وقد يطلب الوالدان من طفلهما أن يخرج ويلعب مع زملائه وأن يتخلص من الانطواء على الذات والابتعاد عن الآخرين. ويمكن أن يلوم الوالدان نفسيهما وينفقان ثروة على الأدوية وعلى الأطباء للعثور على علاج لحالة طفلهما.
أقرأ أيضا: كيف تكون الاب المثالي؟
لكن يوضح الخبراء بأن الخجل لا يشكل دائماً مشكلة فالإجهاد والخوف من كل الأوضاع الجديدة يمثل جانباً من عملية نمو الطفل، ولاشك فإنه حتى الأطفال الأكثر ثقة بأنفسهم يشعرون بالإرباك أحياناً.
أسباب خجل الطفل.
وحول خجل الطفل والأسباب التي تؤدي به إلى ذلك، يذكر خبراء علم النفس أن مشكلة الخجل لدي الأطفال تعود إلى عدة عوامل منها عوامل وراثية أو عدم إعطاء الطفل الثقة الكافية في نفسه، والحرمان المادي والعاطفي والتربوي، الحماية الزائدة للطفل، إهمال الطفل، إهانة الطفل والسخرية منه، نعت الطفل بالخجول فتصبح مع الأيام صفة دائمة فيه، القسوة الزائدة، الشعور بالنقص أما لعاهة جسدية أو عقلية أو ضعف مستواه الدراسي، عدم الثبات في معاملة الطفل، الاكتئاب، خلل في كيميائية المخ، عدم سماح الوالدين للأطفال بالذهاب معهم إلى المناسبات الاجتماعية أو الجلوس مع الزوار، عدم السماح للطفل بالتعبير عن آرائه وكبته أثناء الحديث، تعرضه لتجربة سلبية أمام الآخرين، الشجار أمام الطفل بحيث يشعر بعدم الأمان والقلق، تراكم الصدمات والتجارب المؤلمة مما يؤدي في الإنسان إلى نشوء سلوك اجتنابي وما يرافقه من خوف وقلق.
وينصح الخبراء كل أم تلاحظ هذه المشكلة لدى طفلها بضرورة علاجها مبكراً، فكلما بدأ العلاج مبكراً كلما كان إمكانية التخلص من المشكلة أفضل فهذه المشكلة تعمل على الحد من خبرة الطفل وصعوبة في التعلم واضطرابات وصراعات نفسية لديه، كما تعمل على شعوره بعزلة اجتماعية دائمة وإضاعة فرص الحياة عليه، كما يجب التفريق بين الخجل والحياء فالخجل هو انكماش الطفل وانطوائه على نفسه، أما الحياء فهو التزام الطفل بقواعد الأدب والأخلاق
كيف يمكنك مساعدة طفلك؟
يعد تفهم الوضعية مفتاحاً رئيسياً للمساعدة وتقوم مشاعرنا في اللاوعي بالتأثير على الطريقة التي نستجيب فيها للخجول. وتنصح فار والدي الخجول بأن يكونا على وعي تام بمشاعرهما تجاه خجل طفلهما. وسيرة الطفل حول انسجامه مع محيطه الاجتماعي. وينبغي على الوالدين أن يزيلا كل العقبات داخل البيت وأن يتخذا خطوات إيجابية في البيت قبل أن يطلبا من أصحاب الخبرة والتخصص التدخل.
نصائح مهمة:
الاتصال: تحدث إلى طفلك واسمح له بالتعبير عن عواطفه بحرية. فإذا كان غاضباً أو محرجاً أو مرتبكاً فلا بأس من ذلك.
الخيارات: اتيح لطفلك أن يقرر أي قميص يرتديه ذلك اليوم، وبذلك يمكنك أن تعزز من ثقته بنفسه. وامنحه الفرصة للمشاركة بأعمال المنزل. ويهدف ذلك إلى توليد إحساسه بالقيمة الذاتية.
أقرأ أيضا: كيف تهدم الأم شخصية أبنائها؟
امنح طفلك الفرصة الثقة: أعطه انتباهك الكامل في أي وقت تستطيع القيام بذلك. والحقيقة فإن الوالد الذي يمنح ابنه كامل اهتمامه هو والد لا يوزن بالذهب.
قل الحقيقة: لا تخلف الميعاد مع ابنك، فإذا كنت وعدته بالخروج معه في الساعة الثالثة فتأكد أنه ينتظرك بفارغ الصبر، لأن الوفاء بالوعد يمنح طفلك الثقة وتجنب بقدر ما تستطيع أن تحدد له مواعيد غامضة.
تجنب وصفه بالخجول: إذا صممت إطلاق كلمة خجول على طفلك فإن هذه الصفة ستتجزر في مخيلته وفي أعماق نفسه. وبدلاً من ذلك يمكنك أن تنصحه بأن يتخذ عبارات بديلة وكيف يمكنك قول الأشياء في مواقف مختلفة.
*المكافأة ضرورية: استخدمي نظام المكافأة حتى ينجح طفلك في الاندماج الاجتماعي. وعلى سبيل المثال إذا كان لديه صديق يود أن يلعب معه فإن جائزة ذلك ستكون اصطحابه في رحلة إلى حديقة الحيوان. اسأليه عن المواقف التي يخاف منها أكثر من أي شيء آخر وما نوع الجائزة الخاصة بالنشاط التي ستشجعه على مواجهة تلك المخاوف.
راقب الكلمات التي تتفوه بها: إذا أردت أن يصبح إبنك مهذباً ولطيفاً ولا يميل إلى العنف فراقب الكلمات التي تخرج دائماً من فمك.
*خطوط حمراء: يبرر الخجل المفاجئ والتحفظ ضرورة عرض الطفل للفحص الطبي بدنياً أو نفسياً حتى يعرف الوالد أو المدرس ما سبب تلك الحالة. ويفضل أن تتبع في ذلك غرائزك الأبوية.
المواجهة: إن تجنب مثيرات الخجل لن يساعد طفلك. ويفضل أن تدعيه إلى مواقف تختبر وتتحدى مشاعره، وهي عملية حيوية للغاية.
*بالتمرين تصل إلى نتيجة مثالية: استخدمي الدمى التي يمكن جعلها تبدو وكأنها تؤدي رقصات أو حركات حقيقية للشروع في الخوض في أحاديث حول حدث بارز مثير مثل دعوة الأصدقاء للمشاركة في حفل عيد ميلاد. ويمكنك التحدث معه عن عدد الأطفال الذين سيشاركون في المناسبة. وما هي الألعاب والدمى التي يمكن إحضارها للعب بها وماذا عليها القيام به عندما تشعر بأنه غير مرتاح وقلق.
*يفضل بالطبع الاستعانة بطبيب أو خبير نفسي إذا وجدت صعوبة في معالجة طفلك وتنصح سولتر بأن العودة إلى الطبيب أو مسؤول الصحة في المدرسة أو المدرسة للتعاون في حل مشكلة الطفل.
الإجازة فرصة جيدة.
– احرصي علي اختيار الأصدقاء المناسبين وابدئي بدعوة واحد أو اثنين من الأطفال ممن يعرفهم طفلك بالفعل، ويجب أن يكون الأطفال في نفس سن ابنك أو أكبر قليلاً، لأن الطفل الأكبر سناً عنده روح المبادرة أكثر، مع المحافظة علي مواعيد لعب قصيرة.
– ضعي خطة مسبقة للعب وشاركيهم فيها، ولكن تجنبي السيطرة علي طفلك أو القيام بما يجب عليه أن يقوم به، فالفكرة أساساً هي التودد لأصدقائه.
– حاولي تنظيم مواعيد لعب طفلك مع نفس الأطفال أسبوعياًً، ثم بعد ذلك يمكن اصطحابه إلي الحديقة أو منزل أحد أصدقائه وتركه لمدة قصيرة في البداية ثم لفترة أطول بعد ذلك.
– حاولي اللعب مع طفلك والمواظبة علي أوقات لعب منتظمة معه، لأن ذلك يساعدك علي معرفة الأسلوب الذي يفضله في اللعب، ويعرفه ببعض الألعاب التي يلعبها الأطفال في مثل سنه ويجيدونها، حتي لا يشعر بأنه ليس بنفس براعتهم فيها.
– احرصي علي دعوة صديقاتك إلي منزلك خاصة أن الأطفال يولون اهتماماً كبيراً لما يقوم به الكبار، وغالباً ما يقومون بتقليد تصرفاتهم، فقومي بدعوة صديقاتك خصوصاً من لديهن أطفال حتي يلعب صغيرك معهم.
– وإذا شعرتِ بأن المشكلة تتزايد مع الوقت ولا تملكين السيطرة عليها فاطلبي استشارة طبيب ففي معظم الأحيان قد تشير بعض التصرفات إلي وجود خلل ما مثل أن يقوم بالبكاء كان موجوداً حوله أطفال آخرين أو يشعر بالخوف من الذهاب إلي المدرسة أو النادي أو أي زيارة منزلية فيها أشخاص.