أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
لم تكثرت بنظرات الشفقة، وكلمات المواساة التي كانت تزيد من معاناتها، بل أمضت حياتها قدما رغم اعاقتها، تسلحت بالكثير من الصبر والعزيمة وعاشت مراحل حياتها كأي فتاة عادية، فتسلقت السلم الدراسي بكل تفوق، وكانت القدوة بالنسبة لأقرانها رغم أنها ولدت بنقص في يديها!
هذه الشابة المغربية، اكرام (20 سنة)، تحكي قصتها اليوم بكل جرأة، مانحة كل الأمل لمن يعانون مثلها من اعاقات خلقية!
حسب "هافينغتون بوست"، قالت أن اعاقتها شكلت صدمة لأسرتها في البداية، وأن والديها لم يتخيلا "أن يكون فرحهما بأول مولود ناقصاً"، على حد تعبيرها.
اقرأ: الفتاة التي تحدت واقعها..وقلبت معايير الجمال (فيديو)
قصة مذيع مغربي.. من الادمان على المخدرات الى البلاط الملكي!
لكن تبين لاحقا أن "إيمانهما بالقدر وحبهما لها، ألهمهما الصبر والقدرة على خوض التحدي"، رغم أن الجهود المبذولة في المغرب حيث وُلدت لرعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تظل محدودة "ولا ترقى لمستوى طموحات هذه الفئة من المجتمع".
وبعزيمة قوية، نجحت الشابة وأسرتها في التحدي، خصوصاً أن الأمل والإيمان القوي به لا يخفى على وجه إكرام، حيث تستمد طاقتهما من ما تسميه "تصالحاً مع جسدهاً وتقبلا لإعاقتها"، فنجحت في الدراسة وتفوقت بشكل لافت، وهي حاليا تعمل في مركز للاتصال يُقدم المساعدة والاستشارة في مجالات الويب، وتتمتع باستقلالية مادية!
ورغم المجهود الذي بذلته أسرة اكرام، أكدت الشابة لـ"هافينغتون بوست عربي" ان التعايش في المجتمع لم يكن سهلاً أبداً" خصوصا في مجتمع ينظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة نظرة شفقة".
تذكر اكرام، أنها اصطدمت بحواجز كبيرة خلال خروجها الى المجتمع عندما بلغت من العمر 15 سنة، وبدأت تدرس مع تلاميذ لا يعانون من أي إعاقة.
اقرأ أيضا: وسط المطالبة بالرجوع للوطن.. ضباط فرنسيون يجبرون امرأة على خلع البوركيني!
توقف قلبه فحمله في حقيبة ظهره.. واستمر!
فرغم ايمانها القوي بذاتها، تعود وتبوح بقليل من المعاناة قائلة: "كنت أحس أنني مختلفة عن البقية كلمة حيث كانت كلمة "مسكينة" تصل إلى مسامعي دائماً؛ كانت تصيبني بالحزن ونظرة الشفقة كانت تجرحني".
تذكر أن هذه الفترة العصيبة مرت منها بسلام، وأصبحت قدوة لمن تسلحن بالعزيمة وأكملن طريقهن بكل تفاؤل..فهي اليوم تعمل في المجال الذي أحبته بكل استقلالية كما تقوم بكل النشاطات التي لاطالما حلمت بها!