أخبار الآن | القاهرة – مصر (رويترز)
تَجري أعمال الترميم في ألوف من القطع الأثرية المصرية القديمة استعدادا لافتتاح المتحف المصري الكبير في عام 2018.
ويعمل خبراء في مركز ترميم الآثار بالمتحف الذي يقع على بعد نحو كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة لترميم كل شيء من أواني الطهي إلى تماثيل وتوابيت حجرية.
يُشار إلى أن المتحف المصري الأصلي الحالي الموجود في ميدان التحرير بوسط القاهرة والذي افتُتح في 1902 أصبح صغيرا جدا ما أجبر المسؤولين عن الآثار على أن يخزنوا مئات القطع الأثرية في قبو المبنى.
ويُقام المتحف الجديد الذي يُفتتح رسميا في 2018 على مساحة 480 ألف متر مربع ويعرض نحو 100 ألف قطعة أثرية قديمة.
وقال طارق توفيق المشرف العام على المتحف المصري الكبير "المتحف المصري بالتحرير كان يتم انتقاده أنه على مر العقود قد تحول إلى ما يشبه مخزنا للآثار المصرية. بالتالي فإن المتحف المصري الكبير روعي فيه أن تكون به مساحات كبيرة حتى يمكن للزائر أن يتمتع بتفاصيل الآثار المصرية القديمة وأن يتحقق في المتحف بحرية. فعلى سبيل المثال آثار الملك توت عنخ آمون ستعرض في مساحة تصل إلى سبعة آلاف متر. بينما مساحة العرض الكلية لمتحف التحرير كانت فقط حوالي عشرة آلاف متر."
ووضع حجر أساس المتحف الكبير في 2002 مع بدء أول مرحلة بناء فيه. واليوم يهدف المسؤولون مع دخول البناء مرحلته الثالثة والنهائية إلى افتتاحه مبدئيا أوائل عام 2017 ثم افتتاحه رسميا وبشكل كبير في 2018.
ووفر المهندسون الذين صمموا المشروع مساحات كبيرة في داخل المتحف من أجل السماح للزوار بالتنقل بكل سهولة عبر المراحل التاريخية لمصر القديمة.
ويرى توفيق أن الربط بين القطع الأثرية التي لا تُقدر بثمن والمساحة سهلة الاستعمال منطقة جذب كبير للسائحين.
وقال المشرف العام على المتحف الكبير "يعرض آثار مصر بأسلوب جديد متفرد سيكون بمشيئة الله هو الجاذب للسياحة العالمية إلى مصر بمعدلاتها السابقة. إلى جانب أن آثار الملك توت عنخ آمون ستعرض لأول مرة كاملة أي ليس عدد ألف وستمئة قطعة فقط المعروضة حاليا ولكن ما يزيد على خمسة آلاف قطعة وهي كفيلة بجذب السائحين إلى مصر بمشيئة الله."
ويتكون مركز ترميم الآثار بالمتحف الكبير من خمسة معامل رئيسية وبُني تحت الأرض ليسمح بالتحكم في المناخ الأمثل. ويعتبر واحدا من أكبر المراكز من هذا النوع في المنطقة.
وقال مدحت عبد الله رئيس معمل ترميم وصيانة الآثار الخشبية بمركز ترميم المتحف المصري الكبير إن ترميم القطع الثمينة يتطلب الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.
وأضاف "المنهج بتاعنا إن إحنا بنحافظ على أصالة القطعة الأثرية. أصالة القطعة الأثرية يعني المادة. ما نقدرش نعمل أي تغيير في المادة اللي استُخدمت في تصنيع الأثر -وفي الحالة بتاعتنا اللي هو الخشب- أو الألوان الموجودة عليه أو أي وسيلة استُخدمت في زخرفة الإطار. الحفاظ على مادة الأثر التصميم بتاع الأثر الشكل بتاعه كل ده اللي هو بتتضمنه كلمة أصالة الأثر. الحفاظ على أصالته وما يحتويه من معلومات."
ويأمل مسؤولون أن يهيئ المتحف الدفعة القوية التي تحتاجها صناعة السياحة في مصر والتي تضررت بشدة بسبب الاضطرابات السياسية والثغرات الأمنية.
اقرأ ايضا:
10 مهن تزاولها نساء مصريات لا يقوى عليها بعض الرجال
رحلة تجديف بالنيل تسلط الضوء على ثراء البيئة المرتبطة بالنهر في مصر