أخبار الآن | الشارقة – الإمارات العربية المتحدة (نورا آغا)
انطلقت فعاليات منتدى الشارقة الدولي الثامن عشر لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، بحضور الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغيّر المناخي والبيئة، وهنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، بالإضافة إلى أكثر من 160 خبيراً ومختصاً من مختلف بلدان العالم، سيناقشون على مدار أربعة أيام مختلف القضايا المتعلقة بصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية موزعة على أربعة محاور ومواضيع أساسية من مواضيع المنتدى الذي تنظمه سنوياً هيئة البيئة والمحميات الطبيعية.
اقرأ أيضا: دبي تدعو لخلوة وطنية تناقش استراتيجية واستدامة عام الخير
وتقدم الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي بجزيل الشكر للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعايته الكريمة لمنتدى الشارقة الدولي السنوي الثامن عشر لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، وإلى المنظمين والجهات المساندة والمشاركة بهذا المنتدى، الذي يعد حدثاً مهماً في ريادة الدولة للحفاظ على التنوع الأحيائي بالمنطقة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض وإعادة توطينها والحفاظ على موائلها الطبيعية.
وقال: "تعتبر مسألة الحفاظ على البيئة من بين أهم القضايا التي توليها الدولة اهتماماً كبيراً، بقيادة وتوجيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لوضع وتنفيذ برامج ومناهج متكاملة لحماية واستدامة مواردها الطبيعية للأجيال القادمة، حيث يشكل الاهتمام بالطبيعة وحماية مواردها واستخدامها المستدام جزءاً محورياً من ثقافة دولة الإمارات، ويؤكد على التزام الدولة تجاه حماية تنوعها الأحيائي".
وأشار الزيودي إلى أن الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً في الحيلولة دون تدهور التنوع الأحيائي وحماية الأنواع ومواطنها، واتخذت الدولة خلال العقود الماضية العديد من الإجراءات والتدابير، وأصدرت عدداً من التشريعات والقوانين، وقامت بتنفيذ مجموعة من البرامج الناجحة للمحافظة على التنوع الأحيائي والبيئة، من بينها برامج حماية المها العربي والحبارى والصقور التي حققت نجاحات مهمة، ليس فقط في مجال حماية تلك الكائنات من الانقراض، وإنما إكثارها في الأسر وإطلاقها في مواطنها الطبيعية داخل وخارج الدولة، وبرامج الحفاظ على النمر العربي والسلاحف البحرية وأبقار البحر، وبعض أنواع الأسماك المحلية التي بدأ مخزونها يتناقص بصورة كبيرة، كما حظيت حماية أنواع النباتات المهددة بالانقراض أو المعرضة للخطر بنفس القدر من الاهتمام مثل أشجار الغاف والقرم وغيرها، بالإضافة إلى حماية العديد من المناطق البرية والبحرية وإعلانها كمحميات طبيعية بهدف المحافظة على التنوع الأحيائي.
43 محمية
وأضاف الوزير: "نتيجة لكل تلك الجهود، ارتفع عدد المحميات الطبيعية التي تم إعلانها بالدولة من 19 محمية في عام 2010 إلى 43 محمية في عام 2016، كما ارتفع عدد المحميات التي تم تسجيلها كمحميات أراضي رطبة ذات أهمية دولية ضمن إطار اتفاقية "رامسار" من محميتين في عام 2010 إلى خمس محميات في عام 2013، وتم اعتماد خمس مناطق ذات أهمية عالمية بيولوجية وإيكولوجية في الدولة عام 2016".
وتابع: "احتلت الدولة المركز الأول عامي 2014 و2016 مقارنة بالمركز 33 في عام 2012 على مؤشر المحميات البحرية الفرعي ضمن مؤشر الأداء البيئي "EPI" الذي تصدره جامعة ييل الأمريكية ما يعكس الجهود التي بذلتها الدولة في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي، وذلك في إطار سعيها لتحقيق الأهداف المرجوة بحلول عام 2021". مشيراً إلى أن الصندوق العالمي للطبيعة "WWF" قام بتطوير أداة رصد لكفاءة فعالية إدارة المحميات الطبيعية "METT" وذلك للمساعدة في تتبع ورصد التقدم المحرز في تحقيق أهداف المناطق المحمية حول العالم.
ولفت وزير التغيّر المناخي والبيئة إلى أن الإمارات تحرص منذ عام 2014 على تقييم فعالية إدارة المحميات الطبيعية من خلال تطوير تلك الأداة الدولية وتطبيقها على محمياتنا الطبيعية، وقد بلغ متوسط نتائج فعالية إدارة المحميات لعام 2016 على المستوى الوطني حوالي 67% علماً بأن المتوسط العالمي 53 % وفقاً لتقرير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وكانت الدولة سباقة في وضع التشريعات اللازمة للحفاظ على الحيوان من الناحية الصحية ورفاهته وإنتاجيته، حيث تمتلك الدولة إطاراً تشريعياً قوياً لحماية الثروة الحيوانية يغطي الجوانب كافة، من حجر بيطري وصحة حيوانية ورفق بالحيوان وتنظيم الإتجار بالحياة البرية وسلامة الغذاء، بما في ذلك الأعلاف الحيوانية.
ونوه إلى أن الإمارات أصدرت بنهاية العام الماضي القانون الاتحادي رقم 22 لسنة 2016 بشأن تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والذي يهدف بالمقام الأول إلى حماية الحيوانات من الأذى الناجم عن أي من الأمراض التي يمكن أن تنتقل لها من الحيوانات الأخرى وضمان حصولها على الرعاية الجيدة. وإيماناً من الدولة بأهمية وجود الشراكات وتحقيق المزيد من التكامل بين كافة أجهزة الدولة الحكومية، الاتحادية والمحلية، والمنظمات غير الحكومية، أطلقت الدولة عدة مبادرات لتوحيد الجهود، منها على سبيل المثال، تنظيم وزارة التغيّر المناخي والبيئة للمؤتمر الوطني الأول للرفق بالحيوان، والذي حاز على الاستحسان على المستوى المحلي واستحق الثناء على المستوى الدولي.
تجربة رائدة
ومن جانبها، قالت هنا سيف السويدي إن إمارة الشارقة سباقة دوماً في بذل كل ما هو ممكن لتوفير الفرصة لاستعراض القضايا البيئية والتشاور والمناقشات وتبادل الأفكار والمعلومات، بهدف تعزيز الوعي والمعرفة حول قضايا التنوع الحيوي، وإيجاد الحلول التي من شأنها دفع عجلة الجهود الدولية في هذا المجال، وهذا نتاج الدعم الذي يوليه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للشأن البيئي وموضوع الحفاظ على التنوع الحيوي الذى أصبح محور أنشطة حماية البيئة في السنوات الأخيرة.
وتابعت: :تفخر إمارة الشارقة بإصدارها التشريعات العديدة التي من شأنها حماية الحياة الفطرية وصون التنوع الحيوي، وتعتبر تجربتنا في إنشاء المناطق المحمية من التجارب الرائدة على مستوى المنطقة، وإقامة مشاريع السياحة البيئية التي نتميّز بها، والتي كان آخرها مشروع مركز الحفية لصون البيئة الجبلية، وسبقه مشاريع مركز واسط للأراضي الرطبة، ومركز كلباء للطيور الجارحة، وغيرها من المشاريع التي تسهم في توعية وتثقيف المجتمع بأهمية المحافظة على الحياة الطبيعية".
ولفتت السويدي إلى أن دورة هذا العام تأتي تتويجاً لجهود الهيئة على مدار السنوات السابقة منذ الدورة الأولى، حيث التوسع في طرح ومناقشة المواضيع، وبهدف تعزيز شمولية العمل بما يتضمن معالجة قضايا التنوع الحيوي وتطوير استراتيجية العمل، ولذلك جاءت الفكرة للارتقاء بورش العمل السنوية، وتحويلها إلى منتدى دولي سنوي في إطار أوسع وأشمل.
وأوضحت أن دورة العام الجاري تركز على أربعة مواضيع رئيسية، ففي الموضوع التصنيفي، سيتم التركيز على تقييم القائمة الحمراء الإقليمية للأشجار في شبه الجزيرة العربية، ومناقشة التهديدات الرئيسية للوصول إلى توصيات حول سبل المحافظة عليها. أما موضوع المناطق المحمية، فسيعيد تقييم فاعلية إدارة أدوات التتبع، وهذا سيسمح لنا بتعقب التغييرات في إدارة المناطق المحمية في المنطقة.
وتابعت: "الموضوع الثالث سيكون بعنوان الموضوع البيطري، حيث يناقش التغذية والطفيليات الداخلية للحيوانات المجترة، مع التركيز على دور التغذية والرعاية الصحية الوقائية في الوقاية من الأمراض. في حين سيتم عقد ورشة عمل إقليمية حول أنواع متعددة من النسور في الشرق الأوسط، تحت رعاية اتفاقية الأنواع المهاجرة "CMS"، ومذكرة تفاهم الطيور الجارحة، لتشكل الموضوع الرابع في المنتدى".
ووجهت السويدي في ختام كلمتها جزيل الشكر والتقدير وعظيم الامتنان، إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعم سموه الدائم لجهود العمل البيئي، كما توجهت بالشكر إلى الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، على توجيهاته المستمرة ومتابعته الدائمة.
ندوات متعددة
ويواصل الخبراء والمتحدثين من مختلف بلدان العالم المشاركة في فعاليات المنتدى التي تشمل عدداً من المحاضرات والندوات، وفي اليوم الأول تناول المشاركون التغذية والطفيليات الداخلية في الحيوانات ذات الحافر، وخطة عمل لأنواع متعددة من النسور، بالإضافة إلى مراجعة مخرجات ورش العمل الإقليمية الأفريقية والآسيوية والأوروبية، وغيرها من المواضيع التي لاقت تفاعلاً ونقاشاً من الحضور.
إلى ذلك، يشهد اليوم الثاني من المنتدى، موضوعات عدة، من بينها تحديد الأولويات بالنسبة للتهديدات في الشرق الأوسط، وإنهاء واعتماد صحة مشكلات الأشجار لمنطقة الشرق الأوسط، وغيرها من الموضوعات المرتبطة بمحاور المنتدى الأربعة.
أقرأ أيضا:
بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة الشارقة تبرز دور الأراضي الرطبة في الحماية من الكوارث
إنطلاق مهرجان الشارقة للشعر الشعبي تحت شعار "القصيدة الشعبية وجدان أمة"