أخبار الآن | الشارقة – الإمارات العربية المتحدة (نورا آغا)
تأكيداً على أهمية النسور في منع انتشار الأمراض وتنظيف البيئة من جثث الحيوانات النافقة، تناولت الدورة الثامنة عشرة من منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي، في جلسة خاصة أقيمت في اليوم الأول من فعاليات المنتدى، الدور المهم الذي تلعبه النسور في الحفاظ على البيئة، ومدى المخاطر التي تتعرض لها ولاسيما التسمم، واستعرضت خطط العمل للحفاظ على هذه الطيور التي تخلّص الطبيعة من المخلفات الخطرة على الصحة والبيئة.
اقرأ أيضا: 6 حيوانات كاد الإنسان أن يتسبب في إنقراضها!
ويقام المنتدى على مدار أربعة أيام بتنظيم هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، ويتناول خلال جلساته القادمة خطط عمل حول عدة أنواع من النسور، ويناقش سبل الحفاظ على النسور المهددة بالانقراض. ويتزامن انعقاد المنتدى مع إبرام اتفاقية الأنواع المهاجرة، ومذكرة تفاهم الطيور الجارحة.
وقالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة: "تُعتبر النسور من أهم أنواع الطيور المهاجرة، التي قد يؤدي فقدانها إلى عواقب وخيمة على النظام البيئي والبشر على حدٍ سواء. ومن هنا فمن المهم الاستثمار في حماية أنواع النسور لينعم الإنسان ببيئة نظيفة وآمنة. ويتيح المنتدى فرصة ممتازة لتنفيذ جهود وأفكار مجموعات العمل المحلية والدولية، بغية المحافظة على هذه الطيور المفيدة من الانقراض، واستعراض المنهجيات والتدابير المتخذة لحماية هذه الأنواع التي تشهد انخفاضاً".
ويسلط منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي الذي يُقام تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الضوء على خمسة أنواع من النسور في الشرق الأوسط، وهي العقاب الملتحي، والنسر المصري، والنسر الرمادي، والنسر الأسمر، والنسر النوبي، وجميع هذه الأنواع من النسور على وشك الإنقراض. وأكدت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة رغبة الإمارة بتعزيز دورها في الحفاظ على النسور، من خلال تنفيذ برامج إكثار وتأهيل لهذه الطيور في الدولة.
وقال أندريه بوثا، مدير برنامج الطيور الجارحة في جنوب أفريقيا: "النسور بالغة الأهمية نظراً للدور الذي تلعبه، فهي تتغذى على جثث الحيوانات النافقة وبالتالي تقدم خدمات تنظيف مجانية للبيئة. ورغم ذلك، فقط لوحظ اختفاء هذه الطيور من بعض المناطق في العالم، ولاسيما في أفريقيا حيث تبلغ نسبة إنخفاض هذه الطيور 80%. ويبدو القتل غير المتعمد للنسور السبب الأول وراء هذا التراجع الكبير في أعدادها".
ويُعتبر النسر المصري الأبيض أو فراخ الفرعون من الطيور المصرية القديمة، وهو من الأنواع الصغيرة للنسور، ويتقلص تواجده في جميع أنحاء العالم لعدة أسباب، حيث بلغت نسبة انخفاضه في الهند 90% خلال السنوات العشر الماضية، فيما انخفض في القارة الأوروبية بنسبة تراوحت ما بين 50 و75% خلال الأجيال الثلاثة الماضية، كما تراجع انتشاره في أفريقيا والبلدان العربية.
من ناحيته قال الدكتور جوز تافاريز، مدير مؤسسة حفظ النسور: "شهدت أعداد النسور انخفاضاً كبيراً من عشرات الملايين إلى عدة آلاف، بتراجع بلغت نسبته حوالي 99%. وتُعتبر منطقة الشرق الأوسط بالغة الأهمية للنسور لسببين، حيث تمتلك المنطقة مناطق تعشيش، كما تُعتبر ممراً تسلكه مختلف النسور المهاجرة، حيث لوحظ هجرة نسور أوروبا وآسيا عبر الشرق الأوسط. ويُعتبر هذا المنتدى منصة مثالية للخبراء وقادة الصناعة لبحث وصياغة توجه عالمي وتنسيق الجهود بما يساعد في الحفاظ على هذه الطيور المعرضة للانقراض".
ويؤدي اختفاء النسور إلى بقاء مخلفات جثث الحيوانات النافقة في مكانها، وبالتالي تظهر الحاجة إلى إمكانات وطاقات لإزالة آلاف الأطنان من نفايات الحيوانات النافقة سنوياً، وتكبد نفقات تساوي نحو 11,600 دولار أمريكي سنوياً لكل نسر. وقد أدت عدة عوامل مثل الصعق بالكهرباء، والصيد العشوائي، والتسمم العرضي، والاصطدام بأسلاك الكهرباء، إلى هبوط حاد في أعداد النسور.
وتهدف برامج المحافظة على أنواع النسور في كافة مسارات رحلاتها إلى عودة تزايد أعداد هذه الطيور، وتبدأ هذه البرامج بالأنواع المهددة بالانقراض، مروراً بالأنواع المعرضة للانقراض وصولاً في نهاية المطاف إلى الأنواع المستقرة. وتُسهم إجراءات الحد من الصيد الجائر، والصعق، والاصطدام، وبناء قدرات الحفظ في آسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط في المحافظة على هذه الطيور المهمة التي تُعتبر بمثابة عُمال نظافة الطبيعة.
وقال نايك ويليامز، مدير برنامج الطيور الجارحة في مكتب اتفاقية المحافظة على الأنواع المهاجرة في أبوظبي، ورئيس وحدة تنسيق مذكرة التفاهم حول حفظ الطيور الجارحة واتفاقية الأنواع المهاجرة: "للتصدي للتهديدات التي تواجه النسور، نقوم بإعداد خطة عمل تشمل 15 نوعاً من النسور في كافة أرجاء أفريقيا، والدول الأوروبية والآسيوية، وذلك لمنطقة تتضمن 125 بلداً، تُعتبر الشرق الأوسط من أهم مناطقها. وتهدف ورشة العمل هذه إلى فهم الأنواع المتواجدة هنا، وأماكن تكاثرها، والتهديدات التي تواجهها، والحلول للحفاظ على أنواعها".
ومن المهم كخطوة قادمة إجراء عمليات البحث والرصد لأنواع النسور على المدى الطويل، وتحديد المناطق المحمية، والتنسيق مع مبادرات المنظمات غير الحكومية، وزيادة الوعي، وذلك لصياغة استراتيجيات حفظ أفضل للأنواع المهددة بالانقراض.
إقرأ أيضا:
بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة الشارقة تبرز دور الأراضي الرطبة في الحماية من الكوارث
إنطلاق مهرجان الشارقة للشعر الشعبي تحت شعار "القصيدة الشعبية وجدان أمة"
إنطلاق فعاليات منتدى الشارقة الدولي الـ18 لصون التنوع الحيوي