أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
يحلم اللاجئون الذي يهربون من ظروف الحرب الصعبة في بلدانهم بمستقبل أفضل، بأرض تضم أحلامهم وتمنحهم الاحساس بالأمان، لكن ما إن تطأ أقدامهم هذه الأرض حتى تبدأ رحلة المعانات والانتظار..
في نفس الخضم، يروي اللاجئ العراقي علي البالغ من العمر 52 عاما قصة أغرب من الخيال عن حياته في مركز إيواء الطوارئ التابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمعروف بـ " ترانزيت كمب أوف تيمشوارا".
يروي اللاجئ العراقي، "كنت لاجئا أنا وزوجتي في سوريا منذ عام 2004، وجاءت بي المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في خريف 2012 إلى هنا ( تميشوارا) بعد إعلامنا أنه سيتم نقلنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووعدونا أن هذا المخيم سيكون محطة "ترانزيت" لتعذر وصول الوفد الأمريكي المختص بمقابلة طالبي اللجوء إلى سوريا بسبب بداية الأحداث عام 2012..
وقالوا لنا إننا سنبقى هنا لمدة لا تتجاوز ستة أشهر، وفي حال رفض طلبنا سيجري مخاطبة دول أخرى لتقبلنا. وجئنا إلى هنا، فرفض طلبي وطلب 5 اشخاص آخرين باللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية. الباقون الخمسة قضى بعضهم سنة كاملة وجرى قبوله، وقبل آخر بعد سنة ونصف، وبقي شخص اسمه سلوان 5 سنوات ثم قبلته ألمانيا، ما تبقى من اللاجئين الذين رفض طلبهم هو أنا وزوجتي وقد مضى علينا الآن 5 سنوات وشهرين".
موضوع ذو صلة: لاجئ سوري في لبنان لجأ إلى الرسم لإنقاذ والدته
ووفق موقع (DW) يعتبر أصعب ما في وضع علي أنه لا يحمل أي صفة، فهو ليس لاجئا، وليس طالب لجوء، ولا يملك سوى طلب عام موجه للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتوجيه لجوئه الإنساني إلى أي دولة تقبله، وتفاقم الأمر على عليّ وزوجته، حين أصيبت الأخيرة بسرطان الثدي وفي هذا يقول: "أجريت لها عمليتان جراحيتان، عاشت بشكل مأساوي مع عموم سكان مركز الإيواء، فلا يوجد مكان نظيف، ولا خصوصية ولا مكان للنقاهة من العلميات. الأصعب في الموضوع أنها بقيت معزولة في قاعات النساء، وبقيت أنا بعيدا عنها في قاعات الرجال، وقد أدى بي هذا إلى نوبة جنون، فهددتهم بالغضب والعواقب الوخيمة، ما أدى بهم إلى تخصيص قاعة كبيرة لي ولها فحسب لأتولى رعايتها والعناية بها".
وعزا "علي الزبيدي" هذا القصور إلى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، معتبرا أن السلطات الرومانية براء من هذا الوضع، لأن رومانيا رسميا بلد مضيف لمرحلة مؤقتة"، وفي معرض حديثه عن معاناته تساءل علي:" تخيل إنسانا بالغا وزوجته يعيشان 5 أعوام كاملة بلا دخل، ولم يدخل جيبهما دولار واحد! المخيم لا يوفر لنا سوى الطعام، وتي شيرت واحد في الصيف، وجاكيت وحذاء حين يفد الشتاء".
وخلص علي بمرارة إلى أنه فقد الأمل ونسي طعم الحياة الطبيعية، وقد غزت "الاكزيما" والأمراض الجلدية بشرته، معتبرا أن المدة التي قضاها في سوريا كانت أرحم من حالهم الآن، بسبب قدرته على الحركة وشبه حريته في العمل آنذاك، وخاطب أحرار العالم ممن لا يميزون بين الاسود والأبيض وناشدهم التدخل لإنهاء المأساة التي يعيشها مع زوجته العليلة..
اقرأ أيضا: طفل عراقي يروي تفاصيل «مروعة» خلال اعتقاله لدى داعش