أخبار الآن | الجيزة – مصر – (رمضان المطعني) خاص

أكثر من أربعين عاما قضتها سيدة متجولة بين دول العالم لتنشر رسالتها الانسانية, استقر بها الحال في مصر في إحدى القرى الفقيرة منذ خمس سنوات، وأنشات مدرسة في إحدى القرى الفقيرة جنوب الجيزة … مراسلنا رمضان المطعني يحكي لنا عن السيدة المجرية ديدي.

لايبالي .. غير مقيد بزي مدرسي .. زياد يسارع الخطى وجل همه أن يذهب إلى مدرسة السيدة ديدي المجرية الوحيدة في القرية التي يقطنها هو ورفاقه جنوب الجيزة بالعياط.

ديدي اصطحبتنا أيضا في جولة في مدرستها التي تطل على النيل لتعرفنا على نوعية الدراسة المختلفة، مدرسة ذات فصل واحد وفناء كبير، والقاعدة هنا "تعلم ما تشاء بحرية تحرك بحرية أرسم لون غني مارس الالعاب".

ديدي – متطوعة أنشأت مدرسة للأطفال: "أنا أريد من الاطفال أن يتعلموا ويعرفوا أكثر ويستكشفوا ما يحبون، أريد أن أشعرهم بالحرية هنا ويتعلمون ما يحبون، أعلمهم القراءة والكتابة واللغات والرياضة والفن وكذلك الإبداع، أنا أعلمهم الحياة الحقيقية وكيف يتعاملون، لغتي مختلفة عنهم لكنهم يفهمونني من أحساسي، الإحساس كله واحد".

وتقول ديدي إنها تهتم بتعليم الطلاب البيئة المحيطة بهم، وأن يكتشفونها فهي طافت بالقرية وجمعت حبات المورينجا من إحدى الأشجار لتشرح للطلاب أهميتها وفوائدها.

وتشعر ديدي بالفخر كون أحد طلابها وهو زياد أيضا يغني بالألمانية والفيتنامية وأيضا اليابانية وأخيرا الإنجليزية، أنهما عامان فقط من المواظبة على مدرسة ديدي كفيلة أن تحدث كل هذا.

لكنها تشرد قليلا وتتذكر حجم التحديات التي طالت مشوارها خلال خمس سنوات في القرية.

تقول ديدي: "التحديات كثيرة لكنها أوشكت على الانتهاء، منذ خمس سنوات جأت إلى هنا وحدي والكثير حاول استغلالي لعدم معرفتهم بشخصي، والتحدي الأكبر أمامي أن أطور القرية والمواطنين وأطور العقلية والثقافة، هنا أغلب النساء لا تخرج من المنازل، لا أجد من يساعدني حقا، إنه أكبر تحدي بالنسبة لي إنه  المجتمع".

على الرغم من أن مدى فقر القرية التي لا يوجد بها ماء للشرب ولا مدرسة وتطلعنا ديدي على مدى نحافة أجسام الأطفال فيها، لذلك أصرت على بناء مدرستها هنا لتدخل البهجة على أطفالها من خلال الألعاب المنتشرة في كل مكان، فضلا عن الألعاب الروحية اليوجا والغناء باللغة الإنجليزية، وتقول ديدي إنها أنفقت كل مالها الخاص في بناء المدرسة دون تبرعات تذكر إلا قليل.

تقول ديدي: "لا توجد أي تبرعات .. فقط شخص أو اثنين يقدموا بعضا من  المستلزمات للمدرسة، وأنا وحدي لا أتقاضى أجرا من الطلاب".

ديدي تبلغ من العمر 64 عاما وطافت بلدان عدة وانشأت عشرات المدارس، وقد لا تكون مصر آخر وجهة لها، وتقول ربما أذهب إلى بلد آخر لا أقدم المساعدة، لما لا وهي من وهبت نفسها للعمل الانساني منذ أن كان عمرها 22 عاما.

من أجل الانسانية عبرت آلاف الاميال من بلدها لتختار بقعة مصرية خالصة لتنشر رسالتها لتساعد أطفال القرية الفقيرة وتدعمهم بالعلم.
 

المزيد:

أطفال العراق لن يلحقوا بركب التقدم بدون الإستثمار بالتعليم

اليوم العالمي للأسر تعليم ورفاه