أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
قد لا تكون فكرة السفر عبر الزمن محض خيال، صحيح أن الحديث عنها يبقى ضمن حدود النظرية، إلا أن الواقع يؤكد أننا حقيقة نملك القدرة على السفر سواءً نحو الماضي من خلال الذاكرة أو المستقبل من خلال المعرفة وشيء من الخيال.
فبعد مرور عقود على وفاة أميرة ويلز، ديانا، ما يزال الناس يتذكرون حيث ما كانوا عندما سمعوا أصداء الخبر المأساوي، ولكن يبدو أن هناك سببا علميا لبقاء الذكريات المرتبطة بالأحداث التاريخية.
وشكل الخبر المأساوي، الذي وصل من باريس صباح 31 أغسطس/آب العام 1997، مثابة صدمة كبيرة للعالم أجمع. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، نائما في فراشه في دائرة Sedgefield، حيث قال إنه سمع الخبر من شرطي أيقظه حين ذاك، وتعرض لصدمة غير عادية لأنه عرفها وأحبها كثيرا.
ويبدو أن أي شخص كان على قيد الحياة في العام 1997، سيتذكر الحدث بشكل جيد، حيث يعتقد علماء النفس أنه عند حدوث مأساة عامة كبيرة، تكون الذاكرة ذات أهمية عاطفية بالنسبة لنا، ويتم “تخزينها بشكل واضح وكامل ودقيق وكأنها صورة”، وفقا لصحيفة البيان.
إقرأ: آخر كلمات الأميرة ديانا بعد الحادث.. وفق ما كشفه رجل إنقاذ
وطُرحت الفكرة لأول مرة العام 1977 من قبل روجر براون وجيمس كوليك، وفقا لرابطة علم النفس الأمريكية. وما يزال مفهوم الذاكرة المعروف باسم “Flashbulb”، موضوعا ساخنا للنقاش حتى يومنا هذا. وتوفر كل مأساة عامة جديدة المزيد من البيانات للعلماء للقيام بأبحاثهم.
ويقول ويليام هيرست، وهو عالم نفسي معرفي يبحث في ذكريات “Flashbulb”: “في كل مرة تحدث فيها صدمة عامة، يخرج علماء النفس إلى الشارع ويلتقطون ذكريات الناس حول ما حدث.
ولقد فعلوا ذلك أثناء انفجار Challenger، وكذلك عندما توفيت الأميرة ديانا وفي أحداث 11 سبتمبر”. واستطرد موضحا: “ما يجعل هذه الأحداث صعبة النسيان، هو وجود تقاطع غير عادي بين الأفراد والجمهور، بحيث يسعى الأفراد للتعرف إلى الحدث ووقائعه”.
تجدر الإشارة إلى أن ذاكرة “flashbulb” لن تكون حاضرة في جميع الأحداث التاريخية، ما لم تلفت انتباهك الشخصي أولا. وفي حال عرّف دماغك حدثا ما على أنه مهم بالنسبة لك شخصيا، أو إذا كنت تشعر بوجود رابط شخصي أو ثقافي تجاه حدث معين، فمن المرجح أن يؤدي رد الفعل العاطفي القوي إلى تشكل ذاكرة “flashbulb”.
إقرأ أيضا: هذه هي طريقة الاحتفاظ بالتفاصيل في الذاكرة