أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة (BBC)
معظم الناس حول العالم يستغلون أوقات فراغهم في تصفح مواقع التواصل الإجتماعي. الأمرُ هذا بات عادياً، لكنّ يمكن أن يكون له تأثير مباشر على الإنسان، لاسيما لناحية رؤيته لملامحه وتكوينه الجسماني، وذلك عندما يطالع من خلال الصور بنيان الآخرين.
عملياً، فإنّ الدراسات التي تتطرق إلى العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصورة التي يكوّنها المرء عن تكوينه الجسماني لا تزال في مراحلها الأولية، وغالبيتها تشير إلى وجود علاقات ترابط بين العوامل المختلفة في هذا الشأن لا أكثر.
غير أنّ مراجعةٌ منهجيةٌ أُجريت لـ 20 ورقةً بحثيةً نُشِرَت عام 2016، كشفت أن “الأنشطة المرتبطة بالصور مثل تصفحك لها على إنستغرام أو نشرك لها بنفسك، تمثل مشكلةً خاصةً إذا ما كان الأمر يتعلق بتكوين المرء أفكاراً سلبيةً عن بنيانه الجسماني”. تلفت الدراسات إلى أنّ “هوية من نقارن أنفسنا بهم، تمثل عاملاً رئيسياً في مسألة رضانا عن ملامحنا من عدمه”. ورغم ذلك، فإنّ تصفح الصور يمكن أن يحفز الكثيرين على ممارسة الرياضة والحفاظ على الصحة، وهي تلك التي يظهر فيها عادةً أناسٌ حسنو المظهر وهم يؤدون تدريباتٍ رياضيةً أو يتظاهرون بذلك على الأقل – ربما تجعلك أكثر قسوة في الحكم على مظهرك.
صورة السيلفي: أساس على مواقع التواصل
وغالباً ما تكون صورة السيلفي هي الأساس في صورنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي. ففي دراسة نشرت العام الماضي، طلبت جينيفر ميلس، أستاذ مساعد في جامعة يورك بمدينة تورنتو الكندية، من طالباتٍ جامعياتٍ أن تلتقط كلٌ منهن صورةً من هذه الصور لنفسها باستخدام جهاز “آي باد” ثم تنشرها على حسابها على “فيسبوك” أو “إنستغرام”.
حينها، تم تقسيم العينة إلى مجموعتين، لم يُتح لأفراد إحداهما سوى التقاط صورةٍ واحدةٍ وتحميلها كما هي دون التعامل معها بأي برامج تحرير، بينما لم يُقيد عدد الصور المسموح به لمن هن في المجموعة الأخرى، بل وأُتيح لهن تحرير ما تم التقاطه باستخدام أحد التطبيقات المخصصة لهذا الغرض.
ووجدت ميلس وزملاؤها الباحثون أن كل من التقطن صوراً ذاتيةً شعرن بأنهن أقل جاذبيةً وثقةً في أنفسهن بعد تحميل صورهن على حساباتهن، مُقارنةً بما كن يشعرن به وهن في بداية التجربة. وأشارت ميلس إلى أن “الأمر هنا يتمثل في أن يشعر المرء بمشاعر متقلبة على نحوٍ حاد بين صعود وهبوط، تبدأ بإحساسه بالقلق حيال ردود الفعل على صورته، قبل أن يتلقى تطميناتٍ من الآخرين بأن مظهره يبدو فيها على ما يرام. لكن هذه الطمأنينة لا تستمر غالباً إلى الأبد – كما تقول الباحثة – وعندها يلتقط الإنسان صورةً ذاتيةً أخرى، وهكذا دواليك”.
مصدر الصورة: unsplash
للمزيد:
”نتفليكس“ تطلق الصور الأولى لمسلسلها العربي.. إليكم موعد إطلاقه