أخبار الآن | theladders
لا شك أن جميع الآباء والامهات يسعون لتميز أبنائهم في الدراسة، اذ أن ذلك سيساعدهم على تخطي الصعاب والعقبات التي قد تواجههم، كما يساهم بتكوين شخصية مستقلة وناجحة. وعلى الرغم من أنه لا توجد طريقة معينة لتربية الأطفال الناجحين، الا أن أبحاث علم النفس تُشير إلى بعض العوامل التي تتنبأ بالنجاح والتي تُساعد الأهل على تربية أطفالهم بشكل سليم، فإليكم أهمها:
أولا: تعلم المهارات الاجتماعية
قام باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة ديوك بتتبع أكثر من 700 طفل من جميع أنحاء الولايات المتحدة بين رياض الأطفال و 25 عامًا ووجدوا علاقة كبيرة بين مهاراتهم الاجتماعية التي اكتسبوها في رياض أطفال ونجاحهم كبالغين بعد عقدين من الزمن.
وأظهرت الدراسة التي استغرقت 20 عامًا أن الأطفال الذين يمكنهم التعاون مع أقرانهم، ومساعدة الآخرين، وفهم مشاعرهم، وحل المشكلات بأنفسهم، كانوا موفقين أكثر بكثير في الحصول على شهادة جامعية والحصول على وظيفة بدوام كامل في عمر 25 عامًا مقارنة بقرنائهم من ذوي المهارات الاجتماعية المحدودة.
أما أولئك الذين لديهم مهارات اجتماعية محدودة فكانوا عرضة للمساءلة في قضايا لدى أجهزة إنفاذ القانون، والإدمان على الكحول، والتعطل عن العمل، دون مسكن يتملكونه وتقدموا بطلب للحصول على سكن تموله الحكومة.
ثانيا: تعليم الأطفال الرياضيات في وقت مبكر
في عام 2007 ، وجد تحليل إحصائي لـ 35 ألف طفل من أطفال ما قبل المدرسة في الولايات المتحدة وكندا وإنكلترا أن تطوير مهارات الرياضيات مبكرًا يمكن أن يتحول إلى ميزة كبيرة في مستقبل الأطفال.
ويؤكد غريغ دنكان، الباحث في جامعة نورث وسترن على أن إحدى الألغاز التي أظهرتها نتائج الدراسة هي التأكيد على “الأهمية القصوى لتعلم مهارات الرياضيات المبكرة – بدء الدراسة بمعرفة الأرقام، وترتيب الأرقام، وغيرها من مفاهيم الرياضيات الأولية.”
ويضيف دنكان “أن إتقان مهارات الرياضيات المبكرة لا يتنبأ بالتحصيل الأكاديمي في الرياضيات في المستقبل فحسب، بل يتنبأ أيضًا بموضوع المهارات الأخرى كالقراءة في المستقبل.”
ثالثا: الرعاية والعلاقة الأسرية الصحية
يميل الأطفال في الأسر التي تشهد نزاعًا كبيرًا إلى أن يكونوا أسوأ حالًا من أطفال الأسر التي قلما ما تشهد نزاعات، وذلك بحسب دراسة أشرفت عليها جامعة إلينوي.
وتشير الدراسة إلى أن العوائل التي تطور علاقات أسرية صحية بين أولياء الأمور من جهة وأطفالهم من جهة أخرى تؤثر على مدى نجاح الطفل في علاقاته الصحية وتحقيق الإنجازات الأكاديمية في المستقبل.
ووفقا لدراسة أجريت عام 2014 على 243 طفلاً أ فقد توصلت النتائج إلى أن أولئك الذين حصلوا على “رعاية” في السنوات الثلاث الأولى من حياتهم حققوا نتائج أفضل في الاختبارات الأكاديمية في مرحلة الطفولة من أولئك الذين لم يتلقوا نفس نمط الرعاية من الأب والأم.
رابعا: القيام بالأعمال المنزلية
تقول جولي ليثكوت هايمز ، عميدة في جامعة ستانفورد ومؤلفة كتاب “كيفية تربي شخصا” إن دفع الأطفال للقيام بالأعمال المنزلية كإخراج القمامة والقيام بغسيل الملابس الخاصة بهم تضعهم في موقع مسؤول لتعليمهم مهارة كيف يكونوا جزءا من الحياة العامة.
وتضيف هايمز إن الأطفال الذين تربوا على القيام بالأعمال المنزلية يتحولون في المستقبل إلى موظفين يتعاونون بشكل جيد مع زملائهم في العمل، وهم أكثر تعاطفًا لأنهم يعرفون بشكل مباشر ما الذي يعنيه العناء في العمل، كما يمكنهم تولي المهام الرئيسية بشكل مستقل.
خامسا: لديهم توقعات كبيرة لمستقبل أبنائهم
باستخدام بيانات من دراسة استقصائية وطنية شملت أكثر من 6 آلاف طفل من مواليد عام 2001، اكتشف نيل هافون، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وزملاؤه، أن التوقعات التي يحملها الآباء لأطفالهم لها تأثير كبير على التحصيل العلمي والأكاديمي.
وقال هافون “يبدو أن الآباء والأمهات الذين يتطلعون إلى التعليم الجامعي في مستقبل أطفالهم فإنهم يوجهون الأبناء نحو هذا الهدف بغض النظر عن مستويات دخولهم أو ممتلكاتهم”.
وتتوافق هذه الدراسة مع نظرية نفسية تدعى بتأثير بيغميليون، والتى ترى أن “ما يتوقعه شخص ما من شخص آخر يمكن أن يكون بمثابة نبوءة تحقق ذاتها”. وفي حالة الأطفال، فإنهم يرتقون إلى مستوى توقعات آبائهم، وخاصة عند الاستثمار في قدرات الأطفال والتركيز على تنميتها لا على إبراز الفشل.
مصدر الصورة: Storyblocks
للمزيد: