أخبار الآن | دبي – وكالات
مع أزمة تفشي وباء “كورونا”، تحوّلت صناعة الأزياء حول العالم نحو مسار جديد، وبات من الضروري إعادة إحياء هذه الصناعة بعد “كورونا” في إطارٍ يضع الناس وكوكب الأرض في الصدارة فوق كل الأرباح.
وخلال الأزمة، فإنّ العديد من العلامات التجارية المعروفة توقّفت عن الإنتاج، في حين أن هناك العديد من الشركات الشهيرة والمعرفة مثل Prada و Zara، حوّلت خطوط إنتاجها إلى صنع العباءات والأقنعة الطبيّة، والأمر هذا، يدلّ على والمسؤولية والتعاطف.
وفي المرحلة السابقة، كانت تجارة الازياء العالميّة تنتج 150 مليار قطعة من الملابس كلّ عام، وهو يتجاوز بكثير احتياجات سكّان العالم البالغ عددهم 7.9 مليار نسمة. كان من المتوقع أن يرتفع استهلاك الملابس على مستوى العالم بنسبة 63% بحلول العام 2030. أما بعد “كورونا”، فقد تضطر شركات إنتاج الأزياء إلى الضغط باتجاه زيادة إنتاجها لتعويض الخسائر أولاً، ولتصحيح مسار هذه الصناعة بشكل أساسي. إلا أن هذا الأمر سيدفع باتجاه مؤذٍ على البيئة. فمع “كورونا”، انخفضت نسبة التلوث حول العالم بسبب الإغلاق المفروض، إلا أنه بعد ذلك، من الضروري أن تكون العودة مدروسة بشكل جيّد، مع مراعاة واقع كوكب الأرض، خصوصاً في ظل الاحتباس الحراري.
ولذلك، فإنّ الطريقة الوحيدة لضمان خفض انبعاثات الكربون وإنهاء دورات الإنتاج الزائد، هي تخيل نظام جديد بالكامل يضع احتياجات الأرض قبل احتياجات النمو الصناعي.
وفعلياً، فإنّ أثر الأزياء السريعة على البيئة كبير جداً، خصوصاً أنّ توجّه المستهلك لشراء الملابس اختلف بشكل كبير وزاد بقوّة. وكشفت دراسة لمؤسسة “ماكينزي” أنه “في العام 2014، اشترى المستهلك صاحب الدخل المتوسط 60% من الملابس الإضافية مقارنة بنفس المستهلك العادي في العام 2000، كما اشترى الأمريكيون عام 2014، 5 أضعاف الملابس التي اشتروها في العام 1980”.
وكانت الشركات المنتجة للازياء السريعة قد اتبعت خطّة تهدف من خلالها لتأمين الحد الأقصى من الربح مقابل حدّ من المصاريف، الأمر الذي يعني كميّة أكبر من النفايات واستهلاكاً أكبر للمياه، فضلاً عن التلوث والإنبعاثات. وغالباً ما تصمّم هذه الشركات الملابس في أوروبا، وتقوم بتنفيذها في الصين والهند وفيتنام، وذلك عبر عمال يتقاضون أجوراً زهيدة.
ومع هذا، فإنّ الملابس السريعة قد تكون ذات جودة رديئة، وهي ما تدفع المستهلك إلى تغييرها كل موسم، ما يرفع حجم النفايات من هذه الملابس بعد استهلاكها لموسم واحد. وكل ذلك، يعتبرُ تلوثاً كبيراً يضرّ بكوكب الأرض وبيئته.
ما السبب وراء التغيّر المناخي الذي طرأ على العالم مؤخراً؟ (خاص)
باتت آثار تغير المناخ ظاهرة في كل مكان كما أن لها عواقب حقيقية، حيث يعرقل تغير المناخ الإقتصادات الوطنية، مما يكلفنا اليوم الثمن غالياً وحتى غداً.
مصدر الصورة: getty
للمزيد:
الحجر الصحي لم يمنع أرنب عيد الفصح من القيام بجولاته في كاليفورنيا (فيديو)