استعان باحثون أوروبيون بالأسماك الروبوتية لإثبات أن الأسماك تصبح أكثر كفاءة بنسبة تصل إلى 13.5٪ للسباحة في مجموعة مقارنة بمفردها، ما يسمح لها بتوفير الطاقة، وكانت هذه نظرية طويلة الأمد، لكن لم يتم إثباتها بشكل قاطع.
ووفقا لموقع “ديلى ميل” البريطاني، طور علماء من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان (MPI-AB) وجامعة كونستانز وجامعة بكين هذا الروبوت النابض بالحياة لاختبار الفرضية، إذ يسبح بحركة متموجة تماثل المخلوقات البحرية، وتمكن الباحثون من رؤية كيفية تأثير حركات وتوقيتات معينة على استخدام الطاقة.
واختبر الباحثون كفاءة إحدى السمكات الآلية بمفردها ثم ما حدث عندما كان هناك اثنان منها، وتم إجراء أكثر من 10000 تجربة مختلفة لمعرفة ما إذا كانت هناك فائدة من التواجد في مجموعة.
وتعد البيانات التى جمعها الباحثون هي الأولى من نوعها التي توضح بشكل قاطع أن الأسماك توفر كميات هائلة من الطاقة عندما تكون في مجموعات، وتفعل ذلك من خلال مزامنة حركتها في السباحة في الوقت المناسب مع مثيلاتها.
وكشفت الروبوتات أن الأسماك لا تسبح في الوقت المناسب تماماً مع بعضها البعض، بدلاً من ذلك، هناك تأخير طفيف يسمح للفرد اللاحق بزيادة المياه المضطربة التي تدور حولها السمكات، ويؤدي هذا إلى دوامات من المياه المضطربة، وبتأخير تحركاتها قليلاً، يمكن للمجموعة استغلال هذه الدوامات.
قام الباحثون بضخ فقاعات في السمكة الآلية واستخدموا الليزر لتتبعها، ولا يتعلق الأمر فقط بتوفير الطاقة، فمن خلال تغيير طريقة المزامنة، يمكن للمتابعين أيضاً استخدام الدوامات التي تسقطها السمكات الأخرى لتوليد قوة دفع ومساعدتها على الإسراع، كما يقول المؤلف المشارك ماتي ناجي، رئيس مجموعة أبحاث السلوك الجماعي ‘Lendület’ في الأكاديمية المجرية للعلوم وجامعة يوتفوس.
بينما أثبتت التجارب أن السمكات الروبوتية يمكنها توفير الطاقة عند السباحة معاً، أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت السمكات الحقيقية تستخدم هذه التقنية، تم ضخ بياناتهم في نموذج حاسوبي تنبأ بكيفية السباحة في مجموعات الأسماك الذهبية، وإذا كانوا يستخدمون هذه الطريقة.
كشفت لقطات من الحياة الواقعية تم تحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي بعد ذلك أنها تستخدم بالفعل خدعة تأخير الوقت، ما يثبت أنها منتشرة في الطبيعة، ونُشرت النتائج فى مجلة Nature Communications.