منذ 55 عاماً مضت، بدأ سيد سيما (70 عاماً) يجمع السيارات القديمة ويشتريها بأسعار زهيدة تقديرا منه لجمالها ونُدرتها. وبعد أكثر من نصف قرن أصبح سيما يملك الآن أكثر من 100 سيارة قديمة يعود تاريخ صنع أقدمها إلى 120 عاماً، وهي أوبورن موديل عام 1900 واشتراها في ثمانينيات القرن الماضي.
وقال سيما، وهو جالس في السيارة العتيقة ذات الهيكل المصنوع من الخشب المغطى بالصاج، “دي عربية نادرة، وعربية طبعا أنتيكة، وبص العربية كلها خشب مكسية بالصاج، يعني بص هنا القوائم، القوائم هنا كلها خشب مكسية كلها بالصاج، التابلوه ده خشب، الطفاية بتاعتها، عربية نادرة، الدركسيون (المقود) برضه خشب، حاجة محصلتش دي، الدركسيون يبقى خشب دي حاجة نادرة طبعا. العداد هنا بيلف بكرة ويقولك 10، 20، 30، بيلف بكرة مش مؤشر كده لأ، بكرة بتلف”.
وأضاف “شوف العربية الموتور بتاعها الأصلي، ده ملهاش طلمبة (مضخة) بنزين، تعتبر ده، ده الخزان بتاعها نظام شفط، بيشفط عن طريق الفرن بيشفط بيعبي ده، ده ضغط… عربية بقالها 120 سنة الموتور بتاعها الأصلي موجود فيها، عربية تحفة، حتى ده خشب، صدر العربية خشب”.
وما زال سيد سيما مفتوناً بالطريقة التي تعمل بها السيارات القديمة، من محركاتها وعداداتها إلى سرعتها والطريقة التي تعمل بها مكابحها.
وقال عن سيارة عتيقة يتفقدها أمام الكاميرا “آدي القزاز (الزجاج) أهوة بيتطبق وبينزل، وآدي السقف أهه برضه يعتبر كابورلية، حاجات طبعا إيه، يعتبر نادرة، عربية شيك جدا وفاخرة، منظر جمالي، بتحس وأنت ماشي بالعربية الكل بيتفرج عليك ويشوف جمال العربية”.
ويشارك سيما شغفه الغريب ابنه أيمن (38 عاماً)، حيث نشأ على مشاهدة الأفلام التي ظهرت فيها ذات السيارات التي يملكها والده حالياً.
وقال أيمن لرويترز “بص حضرتك أنا اتولدت لقيت نفسي عايش جوه العربيات القديمة، لقيت والدي شغال في الحاجات دي، فبدأت إن أنا أحب أشكال العربيات القديمة. بدأت أُعجب بشكلها وبحلاوتها وبجمالها. ثاني حاجة حببتني فيها إن أنا لقيت العربيات دي بأشوفها قدامي في الشاشة، وأنا صغير كنا إيه بأشوف إيه الممثل الفلاني ده راكب العربية بتاعتنا”.
وعن سيارة عتيقة قادها أيمن وتحرك بها داخل المعرض قال “العربية دي طبعا غير العربيات العادية، دي عربية دركسيون يمين، يعني السواقة عكس العربية دي كانت سرعتها قليلة غير العربيات الحديثة. الفرامل بتاعتها نظام نظام تياش حديد كده بتيجي في الطنبورة بتقفل فبتهدي، يعني أنت عشان تقف لازم تضرب فرامل قبل ما تقف بحوالي أربعة، خمسة متر”.
ويحتفظ سيما وابنه أيمن بالسيارات في صالة بمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، حيث يستأجر المخرجون تلك التحف لتظهر في برامج وأفلام خاصة بحقبة تاريخية معينة.
وقال سيما إن من بين الشخصيات الشهيرة، التي يملك حاليا سيارات كانت مخصصة لها، الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي لديه حالياً سيارته الرئاسية الشيفورليه إمبالا سوداء اللون موديل عام 1975.
تجدر الإشارة إلى أنّ سيما لم يكشف عن اسمه الحقيقي قائلاً إنه منذ طفولته يُلقب بسيد سيما.