من أبرز المظاهر الشعبية في ريو دي جانيرو هي حلقات السامبا التي يجلس فيها الموسيقيون دائريا ويعزفون الموسيقى وسط جمهور يستمع إليهم إلا أن جائحة كوفيد-19 أجبرت المؤدين على التأقلم مع العالم الجديد في زمن كورونا.
وتوقف لوز وفرقته لمدة سبعة أشهر قدموا خلالها عروضا عبر الإنترنت حصرا. وهذا الشهر، عادوا إلى تقديم العروض المباشرة مع تدابير التباعد الجسدي في نادي ريناسينكا الشهير في الجانب الشمالي من ريو دي جانيرو.
وما زالت أصوات الغيتارات الصغيرة “كافاكينهو” وطبول “كويكا” والآلات الموسيقية الاخرى ترقص الجمهور.
ولكن لم يعد هناك ازدحام حول الفرقة، كان عدد المشاهدين يصل إلى 1500 في الماضي، وبدلا من ذلك، وضعت طاولات بلاستيكية متباعدة لتستقبل مجموعات صغيرة من الضيوف فقط.
وحددت التذاكر بحوالى 300 لكل عرض، وتباع بسرعة كبرى عبر الإنترنت.
ويتم فحص درجة حرارة الضيوف قبل الدخول، وعليهم وضع الكمامات عندما لا يكونون جالسين إلى طاولاتهم.
ما تفعله الفرقة “مسألة صحة نفسية”
وتضررت ريو دي جانيرو وهي جنة استوائية شهيرة بشواطئها الخلابة وحفلاتها الليلية، بشدة من الوباء الذي أودى بحياة ما يقرب من 160 ألف شخص في البرازيل التي تعد ثاني الدول تضررا بالجائحة من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة.
وقد أغلقت السلطات المحلية المدينة التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة في آذار/مارس. وهي سمحت بإعادة فتحها بشكل تدريجي منذ حزيران/يونيو.
وكانت الموسيقى الحية بين النشاطات التي سمح باستئنافها أخيرا لكن بلا رقص وبنصف عدد الجمهور.
لكن هذه القيود لا تمنع الحشود من الغناء بشغف مع لوز.
بالنسبة إلى “الكاريوكاس” الحقيقيين، وهو لقب يطلق على سكان ريو دي جانيرو، يكون التأثير علاجيا.
وقالت الشابة كريستينا باريتو “السامبا جزء من الثقافة البرازيلية. إنها مرتبطة بالعديد من الأشياء الجيدة: وحدة الشعب واستمرار للتقاليد. تعطيك شعورا بسعادة لا توصف”.
وأضافت “الوجود هنا هو مسألة تتعلق بالصحة النفسية. هو يغذي الروح ويمنحك القوة لمواصلة مواجهة كل ما نمر به”.
الفرقة تحاول التغلب على الشعور بالخسارة
كان الوباء قاسيا على لوز، فقد توفي صديقه وزميله منذ فترة طويلة ألدير بلاك أحد أعظم كتاب الأغاني في البرازيل بسبب كوفيد-19 في أيار/مايو عن 73 عاما.
وقال لوز “لقد واجهت خسائر عدة. فقدنا جماهيرنا وألغينا إطلاق التسجيلات والجولات. فقدت شريكي الرئيسي في كتابة الأغاني ألدر بلانك الذي شاركني في كتابة أكثر من 100 أغنية”.
ويريد لوز استئناف النشاط في المدينة حتى يتمكن الموسيقيون من العمل. وهو يوافق على أن الوضع الحالي يحتّم وجود تدابير تباعد جسدي، لكنه يحلم بالعودة إلى الوضع الطبيعي الذي كان سائدا قبل الجائحة.
ولم تتمكن الأزمة من تدمير روحه الإبداعية، فقد كتب أكثر من 30 أغنية أخيرا، بعضها عن الوباء والأمل.