قال العلماء المسؤولون عمّا يسمى بـ”ساعة القيامة” (Doomsday Clock) الرمزية، أن البشرية ما زالت قريبة من نهاية العالم تماماً كما كانت في أي وقتٍ مضى، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
وأشارت “نشرة علماء الذرة” Bulletin of the Atomic Scientists (ومقرها شيكاغو)، التي تتولّى ضبط “ساعة القيامة”، تأخيرها أو تقديمها، إلى أنّها أبقت عقارب الأخيرة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل (الذي يمثِّل ساعة الصفر).
وخلال العام الماضي، أعلن هؤلاء العلماء تثبيت ساعتهم الخاصة بيوم القيامة عند الوقت المذكور آنفاً، وكانت المرة الأولى التي تكون فيها على بعد أقل من دقيقتين قبل منتصف الليل.
وبحسب العلماء، فإن هذا القرار اتخذ أساساً في ضوء تفشي فيروس “كورونا“. ووفقاً لـ”نشرة علماء الذرة”، فإنّ الجائحة لم تفضِ فحسب إلى إزهاق أرواح أعداد كبيرة من الناس وإصابة كثيرين غيرهم، بل إنّها أيضاً كشفت تماماً مدى عجز البلاد غير المستعدة وغير الراغبة إضافة إلى عجز النظام الدولي عن التصدِّي على نحو صحيح لحالات الطوارئ العالمية.
كذلك، كشفت هذه الجائحة عن مخاطر مستمرّة تحدق بالعالم، من بينها تغيّر المناخ، وتطوير منظومات أسلحة نووية جديدة وأكثر خطورة.
ووفقاً لـ”إندبندنت”، فقد أشارت النشرة إلى التهديد الذي بات يحظى بنصيب كبير من تحذير العلماء، ألا وهو الخطر الذي يطرحه انتشار المعلومات المضلِّلة عبر الإنترنت.
وأوضحت النشرة أنّ “كوفيد- 19” كان بمثابة “دعوة إلى اليقظة” في هذا الصدد أيضاً، مشيرةً كذلك إلى الطريقة التي أدّت بها نظريات المؤامرة ذات المزاعم المغلوطة إلى الحوادث التي شهدها مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية واشنطن، في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الحالي.
وقال العلماء في تقريرهم أنّه “في العام 2020، تسبّب الكذب الإلكترونيّ بموت أشخاص فعلاً”. ورغم هذا، فقد أشارت النشرة إلى أنّ العام 2020 شهد بوارق أمل كثيرة، وبينما قالت أنّ التطورات السلبية “في مجالات الأسلحة النووية وتغيّر المناخ والمعلومات المضللة قد تبرر اقتراب “ساعة القيامة” من منتصف الليل”، فقد اتخذت في المقابل قراراً بإبقاء الوقت على حاله نظراً إلى التطورات الإيجابية الأخرى.
وأشار الخبراء إلى انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية واعترافه بتغيّر المناخ واعتباره يشكل “تهديداً جسيماً”، فضلاً عن تنامي الشعور بالتعاون الدولي.
ولم يشر العلماء صراحة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أو مغادرته منصبه، لكنهم انتقدوا ما تضمنته في السابق مقاربته بشأن الأسلحة النووية وتغيّر المناخ، بحسب “إندبندنت”.
وكتب العلماء: “لما كانت تلك التطورات لم تسفر بعد عن تقدّم جوهريّ نحو عالم أكثر أماناً، فإنها ليست كافية لتحريك عقارب ساعة القيامة بعيداً عن منتصف الليل. غير أنها إيجابية وتحدّ من المخاطر العميقة للانحلال المؤسسي، وإنكار العلم، والمواقف العدوانية في المجال النووي، وحملات التضليل التي ناقشناها في بياننا لعام 2020”.
يشار إلى أنّ “نشرة علماء الذرة” تأسست عام 1945 على يدي عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين وعالم من “جامعة شيكاغو” اللذين اشتغلا في تطوير الأسلحة الذرية الأولى.
وبعد مضيّ عامين، ابتكرا “ساعة القيامة”، كطريقة لاستخدام عدد دقائق ما قبل منتصف الليل، أو موعد فناء العالم، كطريقة للتباحث في الخطر الذي وجدت البشرية نفسها فيه.
ويتولّى ضبط الساعة “مجلس العلوم والأمن” التابع لـ”نشرة علماء الذرة”، ويتخذ القرار بالتشاور مع “مجلس الرعاة” الذي يضمّ 13 عالماً حائزاً جائزة “نوبل”.
ما هي الأماكن الغريبة التي لم نراها في العالم؟