صورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة حزينة
فيما تواصل فرق الإطفاء الجزائريّة العمل على إخماد النيران، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفلة في سيّارة قريبة من النيران الملتهبة على أنّها ملتقطة خلال الحرائق المندلعة منذ أيام في الجزائر. إلاّ أن الصورة في الحقيقة ملتقطة منذ أيام في اليونان حيث تتواصل أيضاً جهود احتواء النيران المندلعة منذ أسبوعين.
تظهر في الصورة طفلة بملامح حزينة تحمل قارورة مياه وتخرج الجزء العلويّ من جسدها من نافذة سيّارة يحيط بها وهج النيران. وجاء في النصّ المرافق لها “قلوبنا مع أطيب شعب… الجزائر”.
حرائق هائلة
ويأتي انتشار هذه الصورة وغيرها من المشاهد في إطار موجة من التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي مع الجزائر إثر الحرائق المتواصلة منذ الاثنين التي أودت بحياة عشرات الجزائريين وقضت على مساحات واسعة.
واندلعت الحرائق التي تقول السلطات إنها “مفتعلة”، في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، ثم اجتاحت كل المناطق الساحلية بشمال وسط وشرق البلاد، وصولاً الى ولاية الطارف الحدودية مع تونس التي شهدت هي أيضاً اندلاع بعض الحرائق.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى الحرائق في مناطق عدة في الجزائر إلى 69 هم 28 عسكرياً و41 مدنياً، بعد تسجيل 4 وفيات جديدة ظهيرة الأربعاء في بجاية، بينما تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران.
لكنّ هذه الصورة ليست ملتقطة خلال حرائق الجزائر، بل منذ أيّامٍ في اليونان.
فقد أرشد التفتيش إلى أنّ المصوّر اليوناني جورجيوس موتافيس، التقطها في الثامن من آب/أغسطس الحاليّ في جزيرة إيفيا، ونشرها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد نشر صورة أخرى للطفلة جاء فيها أنّها تدعى فالنتينا وهي تنتظر عودة والدها الذي يحاول إنقاذ المنزل من النيران. وقال موتافيس إنّ أحد زملائه أعطاها لعبة ليهدئ من روعها.
ويواصل عناصر الإطفاء والسكان جهودهم لاحتواء النيران المشتعلة في اليونان والتي أودت بحياة ثلاثة أشخاص ودمّرت نحو مئة ألف هكتار منذ 29 تموز/يوليو حسب النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات.