المسحراتي.. بهجة وفرحة وتقليد موروث
إن إضفاء البهجة على سكان قطاع غزة خلال شهر رمضان هو ما يدفع الطالب محمد مصران البالغ من العمر 20 عامًا، وهو طالب تمريض، والذي يؤدي كل يوم أناشيد دينية وتواشيح لإيقاظ السكان قبل بدء الصيام.
الفرقة المكونة من خمسة أعضاء والتي تدعى “مسحراتي“، مثل عازف الطبال التقليدي في رمضان، تسافر للعام الثاني على التوالي في جميع أنحاء قطاع غزة قبل وجبة السحور أي قبل الفجر.
ووفقًا لأحمد دحلان البالغ من العمر 23 عامًا، فإن المجموعة تضيف لمسة إلى الضرب التقليدي على الطبول وتلاوات المساحراتي، من خلال ترديد الأناشيد الدينية أيضًا.
ورغم المعاناة والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، وخاصة مخيمات اللاجئين، فإن أهالي مخيم خان يونس جنوبي القطاع، زيّنوا الشوارع ولوّنوها ابتهاجًا بشهر رمضان المبارك.
وقام الأهالي بجهود فردية بتلوين الحارات بألوان زاهية تعكس فرحتهم بالشهر الفضيل، بالإضافة إلى تزيين الشوارع بحبال الإضاءة، وإقامة سهرات يومية عقب صلاة التراويح ينشد فيها أهالي الحارة المديح ويوزّعون المكسرات والحلويات والقهوة والشاي.
المسحراتي
ويرتبط شهر رمضان الكريم بطقوس عدة تميزه عن غيره من الشهور، ومن أبرزها “المسحراتي” الذي يعتبر من أهم مكونات الثقافة الرمضانية والشخصيات التاريخية التي أحبها العرب والمسلمون.
فالشهر الكريم كان مرتبطا بنداء المسحراتي منذ الليلة الأولى.
فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحراتي جولته الليلية في القرى والمدن والأحياء الشعبية موقظا أهاليها.
ولكن الآن ومع تطور المجتمع، تراجعت الحاجة إليه، لكثرة وتنوع وسائل الإيقاظ، ولم يعد المسلمون اليوم في حاجة للمسحراتي لإيقاظهم للسحور فحسب، ولكن ﻻستنهاض الهمم، والتحلي بروح وأخلاق رمضان، وتأليف القلوب، ومواجهة التحديات، واستعادة مجد اﻻجداد.