الفرق بين الزبادي العادي والزبادي اليوناني
الزبادي أو اللبن الرائب هو أحد مشتقات الحليب التي يتم تخميرها بطرق معينة وله شعبية كبيرة من حول العالم. وقد انتشر نوع محدد من اللبن خلال السنين القليلة الماضية عالمياً عرف باسم “اللبن اليوناني” خصوصاً بين محبي الطعام الصحي.
في الحقيقة كلا النوعان من اللبن الرائب يحتويان على كمية ونوعية فريدة من العناصر الغذائية ويقدمان فوائداً صحية متنوعة، ولكن ما الفرق بين اللبن العادي واللبن اليوناني؟ هذا ما نتطرق إليه في هذه المقالة.
كيف يتم تحضير اللبن (الزبادي)؟
يتم تحضير اللبن العادي واللبن اليوناني عبر تخمير الحليب بطريقة معينة أو باستخدام بكتيريا خاصة وهو ليس منتج الحليب الوحيد الذي يتم تحضيره بهذه الطريقة.
أما علمياً، يتم تحضير منتجات الحليب المخمرة عبر تحويل اللاكتوز (سكر الحليب الموجود به بشكل طبيعي) إلى حمض اللاكتيك باستخدام بكتيريا محددة. يتم تحضير اللبن العادي واللبن اليوناني باستخدام نفس المكونات وهي الحليب الطازج و بكتيريا Streptococcus thermophilus وLactobacillus bulgaricus، أما الفرق في الطعم فيعود إلى طريقة التحضير فقط.
تحضير اللبن العادي
يتم تحضير اللبن العادي عبر تسخين الحليب إلى درجة حرارة محددة ثم إضافة البكتيريا وترك المزيج يتخمر حتى يصل مستوى الـ PH فيه إلى 4.5، وبعد أن يتم تبريد اللبن الرائب يمكن إضافة منكهات ومكونات أخرى مثل الفواكه إليه.
يتمتع اللبن العادي بقوام ناعم وسلس ولكن يمكن أن تختلف كثافته بين مرة وأخرى وحتى في نفس المرة علماً أن معظم أنواع اللبن العادي يمكن شربها أو تناولها بواسطة الملعقة. وبسبب طبيعته الحامضية، يتمتع اللبن العادي بطعم حامض أو لاذع بعض الشيء إلا أنه بشكل عام أكثر حلاوة من طعم اللبن اليوناني.
تحضير اللبن اليوناني
يعرف اللبن اليوناني أيضاً باسم اللبن المركز أو المصفى ويتم الحصول عليه عبر التخلص من كمية كبيرة من السوائل الموجودة في اللبن العادي. لهذا السبب يتطلب تحضير اللبن اليوناني كمية أكبر من الحليب حيث يساهم التخلص من السوائل في تقليص حجم اللبن.
يتم تحضير اللبن اليوناني تقليديا عبر تصفية اللبن العادي حتى ثلاث مرات أو حسب الحاجة بواسطة قطعة قماش نظيفة إلى أن يصل إلى القوام المطلوب، أما الطريقة المعاصرة أو الحديثة في إنتاج اللبن اليوناني فتستخدم قوة الطرد المركزي للحصول على القوام المطلوب.
تستخدم بعض المعامل أو الشركات مكونات جافة أو مكثفة للقوام وفي هذه الحالة يشار إلى المنتج الذي يتم الحصول عليه باسم اللبن اليوناني المدعم.
بما أن معظم السوائل الموجودة في اللبن العادي يتم التخلص منها للحصول على اللبن اليوناني، يتمتع الأخير بسماكة أكبر من اللبن العادي كما أنه أغلى ثمناً لأن تحضير نفس الكمية من اللبن تتطلب كمية أكبر من الحليب.
القيمة الغذائية في اللبن (الزبادي) العادي واليوناني
يتمتع اللبن العادي واللبن اليوناني بفوائد كبيرة إلا أنها قد تتفاوت بين النوعين. يبين الجدول التالي العناصر الغذائية الموجودة في 245 غرام (8 أونصات) من اللبن منخفض الدسم:
المادة الغذائية | اللبن العادي | اللبن اليوناني |
السعرات الحرارية | 154 | 179 |
كربوهيدرات | 17 غرام | 10 غرام |
سكر | 17 غرام | 9 غرام |
بروتين | 13 غرام | 24 غرام |
دهون | 4 غرام | 5 غرام |
كالسيوم | 34% من حاجة الجسم اليومية | 22% من حاجة الجسم اليومية |
صوديوم | 7% من حاجة الجسم اليومية | 4% من حاجة الجسم اليومية |
الفوائد الصحية المشتركة للبن العادي واللبن اليوناني
اللبن العادي واللبن اليوناني غنيان بالبروبيوتيك
البروبيوتيك عبارة عن بكتيريا مفيدة لجسم الإنسان موجودة في الأطعمة المخمرة مثل اللبن. تدعم هذه البكتيريا صحة الجهاز الهضمي عبر موازنة الوسط البكتيري فيه مما قد يقلل من احتمال الإصابة بالالتهابات والعديد من الأمراض.
تشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن الوسط البكتيري المتوازن قد يحفز أو يحسن من أداء الجهاز المناعي ويحمي من الحساسيات والإسهال والاكتئاب والسكري.
اللبن (الزبادي) مناسب للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز
عادة ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز من أعراض هضمية مزعجة بما في ذلك الانتفاخ والإسهال عند تناول مشتقات الحليب. إلا أن هؤلاء الأشخاص قد يكون بمقدورهم تناول اللبن الرائب بسبب احتوائه على البروبيوتيك الذي يساعد على الهضم.
علاوة على ذلك، فإن اللبن اليوناني عادة ما يحتوي على كمية أقل بكثير من اللاكتوز مما يجعله مناسباً على وجه الخصوص للأشخاص المصابين بهذه الحالة.
اللبن الرائب قد يدعم صحة القلب
قد يؤدي تناول اللبن الرائب إلى تحسين عوامل خطورة الأمراض القلبية بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والكولسترول. تشير الدراسات إلى أن تناول الأطعمة المخمرة يومياً يرتبط بشكل مباشر بانخفاض التصلب الشرياني وتضيق الشرايين اللذان يرتبطان بارتفاع ضغط الدم.
وقد وجدت دراسة على 73,882 شخص بالغ مصابين بارتفاع ضغط الدم أن تناول حصتين من اللبن الزبادي أو أكثر خلال الأسبوع يرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 21% لدى الرجال وبنسبة 17% لدى النساء بالمقارنة بالأشخاص الذين يتناولون حصة واحدة من اللبن الرائب خلال الشهر أو أقل.
وفي دراسة تم إجراؤها على 1981 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، تبين أن المشاركين الذين يتناولون كميات أكبر من منتجات الحليب المخمرة يعانون من خطورة الإصابة بالأمراض القلبية بنسبة أقل بـ 27% من الأشخاص الذين لا يتناولون كميات كبيرة من منتجات الحليب المخمر. وقد وجدت نفس الدراسة أن تناول منتجات الألبان غير المخمرة يرتبط بارتفاع نسبة الخطورة لهذه الأمراض.
يمكن أيضاً أن يساعد البروبيوتيك على خفض مستوى الكولسترول عبر تثبيط أنزيماتٍ معينة في الجسم.
وقد أظهرت دراسة أخرى تم إجراؤها على 60 شخص يعانون من داء السكري أن تناول 300 غرام يومياً من اللبن الرائب الذي يحتوي على البروبيوتيك تؤدي إلى انخفاض بقدر 4.5% في مستوى الكولسترول العام و7.5% في مستوى الكولسترول الضار بالمقارنة مع مجموعة الأشخاص الذين لم يتناولوا اللبن الرائب بشكل يومي.
يمكن أن يساعد تناول اللبن على خسارة الوزن
تربط عدة أبحاث سريرية تناول اللبن الرائب بخسارة الوزن و إنقاص دهون الجسم وإمكانية زيادة الوزن.
يؤدي تناول البروبيوتيك إلى تعزيز كميات البكتيريا المفيدة في الجسم وتحديداً في المجرى الهضمي مما قد يساهم في التحكم بالوزن وتوزع الدهون واستقلاب السكريات والدهون.
بالإضافة إلى ما سبق، يعتبر كل من اللبن العادي واللبن اليوناني مصدراً ممتازاً للبروتين الذي يؤدي إلى الشعور بالشبع لوقت أطول مما يؤدي بدوره إلى خفض معدل السعرات الحرارية التي يتم تناولها وبهذه الطريقة يمكن خفض الوزن أيضاً.
أثبتت دراسة صغيرة تم إجراؤها على 15 امرأة يتمتعن بصحة جيدة أن سناك اللبن اليوناني الذي يتضمن 24 غرام من البروتين ساهم في خفض مستوى الجوع وأخّر وقت تناول الوجبة التالية بالمقارنة مع سناك قليل البروتين تم تناوله من قبل مجموعة أخرى من النساء.
ما هو نوع اللبن الأفضل لك، العادي أم اليوناني؟
كلا النوعان جيدان لصحة الجسم والجهاز الهضمي شريطة أن لا يتم استخدام السكر المضاف في عملية التحضير أو أثناء تصنيع المنتج التجاري. لهذا السبب ينصح الأطباء بشراء أو تحضير اللبن الزبادي الخالي من الطعمات أو المحليات ثم إضافة كمية صغيرة من العسل أو الفواكه عند تناوله.