الحرب والجفاف يلقيان بظلالهما على موسم التفاح في ريف إدلب
تشتهر المناطق الغربية من محافظة إدلب ومناطق عفرين في شمال غرب سوريا بإنتاجها من التفاح وبكميات كبيرة، لكن سنوات الحرب وأزمة المناخ تركت أثراً كبيراً على كميات الإنتاج ، حيث أن منطقة بداما في جسر الشغور غنية بأشجار التفاح، وبسبب القصف والمعارك التي دارت في تلك المنطقة.
وفي حديث خاص لأخبار الآن يقول نوري حاج خالد من سكان بلدة بداما مزارع وصاحب صيدلية زراعية : تأثرت البلاد السورية ومنطقة بداما على وجه الخصوص بعد عوامل أساسية أدت إلى تراجع إنتاج التفاح وخاصة أن الزراعة هي المصدر الأساسي للحياة في بداما وكما أن العوامل التي أثرت على الزراعة هنا القصف الممنهج والكثيف على البلدة وأدى إلى هجرة الناس من البلدة.
و يكمل: “من المعروف أن شجر التفاح لا تتحمل الإهمال وتحتاج للعناية بشكل دائم و مستمر وتراجع شجر التفاح خلال الفترة الماضي بنية و إنتاج بسبب الظروف المناخية أيضا وكما أن العوامل البيئة و المناخية لها دور كبير في تراجع إنتاج التفاح وكما كان من المعروف أن بلدة بداما محاطة بالغابات الكثيفة من الأشجار الحراجية المكثفة من الصنوبر وغيرها وكانت تلعب دور في تلطيف الجو وخاصة أن المنطقة تعتبر من المناطق الرطبة وهذه الأشجار والغابات المحيطة كانت تؤدي إلى إنخفاض درجات الحرارة في المنطقة وخاصة أن التفاح لا يحتاج إلى درجات حرارة عالية للنمو إنما يحتاج لبرودة عالية وصقيع في الشتاء كما هو معروف”.
ويضيف حاج خالد:” “اليوم بسبب القصف وحرق الغابات المتواجدة في المنطقة ومحيطها وكذلك انهيار السدود المائية والتي كانت قريبة من المنطقة أدت هذه العوامل لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة و أثرت على البيئة بشكل كبير وبالتالي ارتفعت درجة الحرارة و أصبح الجو غير ملائم وغير مناسب لشجر التفاح وكما أنه عدم الإمكانية على تأمين درجات حرارة مناسبة و كذلك عدم الإمكانية على سقاية الشجر بكمية كافية يوم من المياه على الأقل كل 15 والجفاف الكبير وعدم وجود الأدوية الزراعية الصحيحة والأسمدة الملائمة لشجر التفاح والتي كنا نراها قبل الحرب واليوم نحصل على أسمدة و أدوية غير صالحة وغير مناسبة لشجر التفاح وكذلك عدم الإمكانية من قبل المزارع على إعطاء أشجار التفاح ما تحتاجه من الأسمدة حيث أشجار التفاح تحتاج على الأقل لخمسة كيلو سماد ونضطر لإعطائها فقط كليو واحد من السماد بسبب الغلاء والفقر وعدم وجود المادة بين يدي المزارعين وهذه العوامل أدت لإنتاج التفاح في البلدة شمال غربي سوريا”
وفقد المواطنون مساحات شاسعة من أشجار التفاح ، مما قلل من الإنتاج وتدهور جودة التفاح بسبب العوامل المناخية وعدة حرائق في تلك المنطقة ، مما أدى إلى فقدان كمية كبيرة من أشجار التفاح.
ترك بعض المزارعين أراضيهم وفروا من الحرب ، وبقيت أشجار التفاح دون رعاية ، مما تركها خارج الإنتاج.
وفي حديث آخر مع علاء حامض من بنش صاحب محال لبيع الخضروات في مدينة إدلب يقول : “بالنسبة حول إنتاج التفاح في هذا الموسم وخاصة في منطقة إدلب تأثر التفاح بشكل كبير بسبب إغلاق الطرقات بين مناطق النظام السوري ومناطق المعارضة وكنا سابقا نحصل على التفاح بشكل كبير من دمشق و السويداء اليوم وبسبب الحرب تم إغلاق الطرقات و استيراد التفاح وكذلك العامل المناخي أثر بشكل كبير خاصة أن منطقة إدلب من المناطق التي تعتبر دافئة بشكل كبير والتفاح يتطلب منطقة ذو حرارة منخفضة وكما أننا نحصل على تفاح من تركيا ولكن ليس هناك إقبال عليه حيث يرغب المواطنون بالتفاح البلدي كونه ذو طعم ألذ و أفضل وكذلك أكثر صلابة وفي نفس الوقت ليس لدينا القدرة على تصدير التفاح لمناطق أخرى بسبب إغلاق الطرقات ولهذا أصبحت حركة شراء التفاح شبه منعدمة”
ويعاني المزارعون في شمال غرب سوريا من ارتفاع أسعار المحروقات وارتفاع تكلفة قطف التفاح، الأمر الذي ينعكس سلباً على موسم التفاح ويخسر المزارعين.