اختتمت حملة التوعية بمرض هشاشة العظام في الإمارات أمس الخميس . الحملة هدفت إلى رفع مستوى الوعي حول هذا المرض ، حيث تم فحص ما يزيد على 25 ألف شخص في الإمارات الثلاث لجمع البيانات حول مدى انتشار مرض هشاشة العظام و نشر التوعية خاصة بين النساء بأهمية الكشف المبكر عن المرض لمنع تطوره ومعالجته في مراحله الأولى.
أظهر مسح عالمي حديث أجرته "المؤسسة الدولية لترقق العظام"، انخفاض الوعي لدى البالغين بحجم ومدى انتشار مرض هشاشة العظام بين كبار السن، حيث وصلت نسبة الذين يتجاهلون المرض ممن شملهم المسح في دولة الإمارات العربية المتحدة والبالغ عددهم 1026 من الرجال والنساء إلى 92%، فيما بلغت نسبة الرجال فوق سن الخمسين الذين يقللون من خطر إصابة الرجال بكسور وآلام أو ليس لديهم معلومات حول الموضوع إلى 96% من مجموع المشاركين في المسح، مقارنة مع نسبة 90% حول العالم بحسب المسح.
يذكر أن رجلاً واحداً بين كل 5 رجال فوق سن الخمسين يصاب بمرض هشاشة العظام، ورغم ذلك يستهين الكثيرون بهذا المرض ويتجاهلون تأثيراته السلبية على الصحة والسلامة،وعدم التعامل معه بوصفه من الأمراض الخطيرة. وكان المسح قد أجري على مجموعة من الرجال والنساء من 12 دولة مختلفة من حول العالم، حيث تبين أن تجاهل المرض هو حالة عالمية ليس لها علاقة بالجنس أو الجغرافيا.
وقال الدكتور عبد الرحيم السهيلي، رئيس "شعبة هشاشة العظام لجمعية الإمارات الطبية": "إن مرض هشاشة العظام هو فقدان العظم لصلابته حيث يصبح ضعيفاً قابلا للكسر بسهولة، ومن المعروف إصابة النساء بهذا المرض أكثر من الرجال خاصة عند بلوغ سن اليأس كنتيجة لنقص هرمون الأستروجين، الأمر الذي أدى إلى تجاهل معظم الأطباء إمكانية إصابة كبار السن من الرجال بترقق العظام".
تعتبر عظمة الفخذ من أكثر العظام عرضة للكسر والتي قد تشكل أكبر تهديد لحياة المريض، ومن المتوقع أن تسجل دول منطقة الشرق الأوسط ارتفاعاً أكبر في عدد الإصابات بكسور الفخذ مقارنة بمناطق أخرى من العالم. ويرجع بعض الأطباء أسباب ضعف العظام لدى الرجال إلى عدة عوامل، منها: التدخين ونمط الحياة غير الصحي وانخفاض نسبة كل من الكالسيوم وفيتامين د.
وأضاف السهيلي: "تنظم المؤسسة الدولية لترقق العظام "حملة القافلة البيضاء" التي ستبدأ فعالياتها يوم 19 من أكتوبر الجاري وتستمر لمدة خمسة أيام، وتهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي حول مرض هشاشة العظام في الإمارات، حيث يتم توفير النشرات التعليمية وفحص كثافة العظام لمن هم عرضة للإصابة بالمرض، إضافة إلى النقاشات والندوات التي ستقام في أكثر من خمس مستشفيات في الإمارات الشمالية". وتثمّن المؤسسة الدولية لترقق العظام الدعم الكبير الذيقدمته سمو الشيخة عزة بن عبداللة النعيمي بتشريفها وأفتتاح حملة القافله البيضاء وكذللك الدعم المنشود الذي قدمته وزارة الصحة الإماراتية لمنطقة عجمان الطبية، مما يعكس اهتمام الدولة بصحة كبار السن وجهودها في تقليل خطر الأصابة بمرض هشاشة العظام لدى كبار السن".
وكشف المسح إخفاق الأطباء في تشخيص وعلاج عظام كبار السن من المرضى الرجال خلال الفحوصات الدورية. وأكد 58% من الرجال فوق سن الخمسين عدم حصولهم على استمارة تقييم أمراض العظام خلال الفحوصات الروتينية، والتي تتضمن: الاستفسار حول التعرض لكسور سابقة، أو الخضوع إلى اختبار فحص كثافة المعادن فى العظام. فيما أشار 10% من المجموعة نفسها إلى عدم خضوعهم لفحص دوري.
من جهته، قال الدكتور أسامة كيالي، مستشفى برجيل في دبي: "النتائج التي أظهرها المسح فيما يتعلق بتجاهل الأطباء والعاملين في القطاع الطبي إمكانية إصابة كبار السن من الرجال بترقق العظام، هو أمر مثير للقلق خاصة أن إصابة الرجال فوق سن الخمسين بمرض هشاشة العظام هي أكثر شيوعاً من الإصابة بالبروستات". ونوه كيالي إلى ارتفاع معدّل وفيات المصابين بهشاشة العظام إلى37% في العام الأوّل بعد التعرض للكسر، الأمر الذي يجعل الرجال معرّضين للوفاة ضعف معدل النساء بعد كسر الفخذ.
وأضاف كيالي: "إن سلامة العظام مع التقدم بالسن، تستوجب رفع مستوى الوعي لدى العامة والمتخصصين على حد سواء، بمدى أهمية الفحوصات الدورية والكشف المبكر الذي من شأنه التقليل من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام