نبهت دراسة اميركية حديثة الى ان انخفاض مستويات فيتامين "د" يرفع خطر الإصابة بالاضطرابات العاطفية الموسمية.
وفي دراسة جديدة يقودها باحثون من جامعة جورجيا، قال الخبراء ان فيتامين اشعة الشمس ضروري للحفاظ على التوازن النفسي.
وتشكل الاضطرابات العاطفية الموسمية اكتئاب يبدأ عادة في فصل الخريف ويستمر طوال أشهر الشتاء، وتشمل الأعراض الشعور بالحزن أو القلق والتعب، مع مشاكل في التركيز، والتهيج والشعور بالذنب واليأس.
ورغم الغموض الذي لا يزال يلف هذه الاضطرابات، فان الخبراء يعتقدون ان السبب يرجع لعدم وجود ضوء الشمس.
ويمثل الحزن عادة ظاهرة أكثر شيوعا بين الناس الذين يعيشون على ارتفاعات عالية أو المناطق التي تزيد فيها السحب.
ويعتقد بعض العلماء ان سبب الظاهرة المرضية يعود لكون انخفاض التعرض لأشعة الشمس يتداخل مع مدار الساعة البيولوجية في الجسم التي تنظم المزاج والنوم والهرمونات.
فيما ترى نظرية أخرى أن عدم وجود أشعة الشمس يسبب عدم توازن الناقلات العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين، وهي المسؤولة عن تنظيم المزاج.
وقالت الدراسة الاميركية الحديثة أن الأشخاص الذين يعانون من تصبغ الجلد هم أكثر عرضة لخطر نقص فيتامين "د"، وقال الباحثون إنه إذا انتقل هؤلاء الأفراد إلى مناطق على ارتفاعات عالية، قد تكون لديهم فرصة أكبر لتطوير الاضطرابات العاطفية الموسمية.
وأكد في وقت سابق إنغو فروبوزه الخبير الرياضي الالماني، على ضرورة التعرض لأشعة الشمس بصورة يومية خلال فصل الشتاء، إذ تساعد هذه الأشعة على الوقاية من الأنفلونزا بفضل تقوية جهاز المناعة وتحفيز إفراز فيتامين "د" او "فيتامين الشمس" في الجلد.
وأوضح البروفيسور فروبوزه من الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولونيا أن هناك مستقبلات حسية على الجلد مسؤولة عن إفراز المواد الأولية لفيتامين "د"، وتعمل أشعة الشمس على تحفيز تحويل هذه المواد إلى الفيتامين.
كما أكد فروبوزه أن التعرض لأشعة الشمس يعمل أيضا، على تحسين الحالة المزاجية، إذ تسهم أشعة الشمس في تحفيز إفراز هرمون السيروتونين المعروف باسم "هرمون السعادة" وابعاد شبح التوتر.
وأظهرت دراسة أميركيّة حديثة أن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص مصابين بنقص مستويات الفيتامين "د" سيموت بسبب ذلك النقص خاصّة إذا كان منهكا أو خائر القوى.