انه مرض يعني اسمه "التقلب من شدة الألم" بلغة قبيلة مكوندي الأفريقية، لا علاج له وأعراضه مشابهة لحمى الضنك النزفية وقد قتل 155 شخصاً من مليون مصاب منذ انتشاره قبل عام في القارتين الأمريكيتين، والسبب في التخوف الذي يصيب الدوائر الصحية الأمريكية لمكافحة انتشار الأمراض يتمثل بمخلوق ضئيل.. بعوضة.
كيف بدأ انتشار الفيروس؟ وما سبب توسع انتشاره للقارتين الأمريكيتين؟
يحمل البعوض فيروس "شيكونغونيا"، وهو يصيب المسافرين القادمين من آسيا وأفريقيا، حيث ينتشر المرض، لكن الفيروس بدأ في الظهور بمناطق أخرى مثل جزيرة سانت مارتن الكاريبية منذ ديسمبر/كانون ثاني عام 2013، إذ حملت حشرات البعوض المحلية الفيروس، ليسجل المرض أول انتشار له في النصف الغربي من العالم، وفقاً للقائمين على الصحة العالمية.
وليجاوب العلماء عن التساؤل حول السبب من وراء بدء انتشار المرض في هذا الوقت بالذات، يقول إرين ستيبلز الباحث في المركز الأمريكي للوقاية بالأمراض والتحكم بها، إن البعوض من فصيلتي " Aedes albopictus" و" Aedes aegypti " اعتادا على درجات الحرارة في أمريكا الوسطى والجنوبية، وهي الفصيلتان ذاتهما اللتين تحملان فيروس حمى الضنك النزفية، ويتشارك المرضان بألم المفاصل والالتهابات المزمنة في العظام والصداع والطفح الجلدي والحمى ويمكن أن يؤديا لوفاة المرضى في بعض الحالات النادرة.
إلا أن مرض "شيكونغونيا"، يمكنه أن يتسبب بآلام مزمنة قد تمتد لأشهر وحتى لسنوات ويمكن أن يترتب عليها نتائج نفسية للمرضى، الذين يصابون بالكآبة والتعب.
قلة اللقاحات الوقائية لدى سكان القارتين الأمريكيتين أفسحت المجال لانتشار الفيروس خلال عام واحد بإصابة 1.03 مليون إصابة، ووفاة 155 جراء المرض، وهذا ما كشف عن ضعف البنية التحتية والخدمات الطبية المتوفرة في بعض البلدان مثل جمهورية الدومينيكان التي أصيب فيها 520 ألف شخص، أي أكثر من نصف من أصيبوا في القارتين مجتمعتين، وهي نسبة تشكل 5 في المائة من سكان الجزيرة.
ويتوقع أن "يزدهر" المرض بقدوم الصيف مع احتمال كبير لتزايد أعداد البعوض مع درجات الحرارة المرتفعة، وستسجل بلدان مثل البرازيل والبيرو والبارغواي حالات إضافية من المرض، إذ سجلت البرازيل وحدها إلى الآن ألفي إصابة.
هل يتوجب علينا القلق؟
إن وفاة المرضى ببعض الحالات النادرة لن تكون ما سيدعو للقلق تجاه انتشار مرض "شيكونغونيا"، بل العبء الذي يمكن أن يولده المصابون على قطاعات توفير الخدمات الطبية وآثار ذلك على اقتصاد البلاد المتضررة بتفشي المرض.
ويشير المسؤولون عن العيادات الطبية في بلدان أمريكا الجنوبية إلى أن العيادات الطبية مجهزة لتشخيص المرض، وسط توقعات بأن تكون نسبة الأوجاع المزمنة من 20 -30 في المائة ممن أصيبوا بالمرض، مما يمكنه أن يقلل التوجه إلى المدارس واتعلم أو العمل والتأثير على الاقتصاد المحلي.
هل سيظل الفيروس جزءاً من بلدان النصف الغربي من الأرض؟
إن المناخ الحار والرطب في أمريكا الجنوبية يمكنه أن يوفر فرصاً لبقاء الفيروس لعدة أعوام مقبلة في بلدان القارة، وبالأخص المناطق الاستوائية، التي تملك مناخاً مفضلاً لدى الفيروس على مدار العام، وفقاً للدكتور ليث يعقوب، عضو في مركز كلية لندن للأبحاث النظافة والطب الاستوائي، وهو المركز الذي يتتبع انتشار الفيروس.
وتقول الطبيبة رامون باردو من منظمة "بان أميريكا" الصحية إن العلماء لا يعرفون السبب وراء انتشار الفيروس في هذا الوقت بالذات"، مضيفة بأن المتسبب الرئيسي في انتقال الفيروس هو العولمة، التي سمحت لمختلف الأشخاص بالتنقل بسهولة من منطقة لأخرى حول العالم، إذ يكفي بأن تلدغ بعوضة مصاباً بالمرض لتلدغ آخر بصحة جيدة لتنقل إليه المرض."
ما هي طرق الوقاية والحد من انتشار هذا المرض؟
يقول يعقوب إن الباحثين يعملون على تحليل المرض بمعادلات رياضية للتعرف أكثر على تركيبته، كما تقوم التحاليل على تفحص فيما لو كانت أجساد الحيوانات مثل القردة أو الحشرات الحاملة للمرض يمكنها أن توفر السر للعلاج.
ووسط الكثير من التساؤلات التي تجاب من قبل العلم بـ "لا نعلم"، يظل هنالك عدد محصور من الخيارات التي يمكن اتباعها للتقليل من انتشار المرض، أولهما يتمثل في الحد من التعرض لقرصات البعوض والآخر في القضاء على أنواع البعوض الناقلة للمرض، يأتي هذا وسط ترقب بين العلماء فيما لو أن المرض الذي تتسبب به بعوضة يمكنه أن يتسع أكثر أم لا.