أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي)
ظاهرة الاحتباس الحراري مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطراد و يترتب عليها آثار اقتصادية وصحية سلبية إلى حد بعيد إجمالاً ويؤثر تغير المناخ على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة – الهواء النظيف والمياه.
الآثار المترتبة على تغير المناخ كثيرة, إذ خلصت دراسة أمريكية حديثة أن تغير المناخ من المتوفع أن يأثر على زيادة المعدلات السنوية للوفيات الناشئة عن الظروف الصحية بالبلاد جراء موجات الحر خلال العقود القادمة مع زيادة مشاكل الصحة العقلية بسبب الطقس القاسي مثل الأعاصير والفيضانات.
إذ تشير التقديرات إلى أن موجات الحر تتسبب سنويا في وفيات تتراوح بين ستمئة و سبعون وألف و ثلاث مئة حالة بالولايات المتحدة، فيما قد يزيد عدد الوفيات في الولايت المتحدة بسبب موجات الحر إلى سبعة و عشرون ألفا سنويا بحلول سنة ألفين و مئة مقارنة بسنة تسعمئة و تسعين.
ناهيك ما قد تسببه إرتفاع درجات الحرارة من حرائق الغابات مع زيادة أعداد حبوب اللقاح في الجو وتفاقم سوء جودة الهواء ما يهدد بالإصابة بالربو والمشكلات التنفسية الأخرى.
كما أن سوء جودة الهواء قد تؤدي إلى وفاة مئات الآلاف بسبب الظروف الصحية علاوة على التردد بكثرة على المستشفيات والأمراض الرئوية الحادة سنويا بحلول ألف و ثلاثين.
وتوصلت الدراسة إلى أن تغير المناخ يهدد أيضا الصحة العقلية بالإصابة بالإضطراب والاكتئاب والقلق العام خاصة في الأماكن المعرضة لظروف الطقس القاسية مثل الأعاصير والفيضانات و في السياق ذاته حذرت دراسة تعد الأولى من نوعها من أن تغير المناخ سيكبد الاقتصاد العالمي أسوأ خسائر مدمرة تصل إلى 2.5 تريليون دولار.
وأوضح خبراء الاقتصاد المشرفون على الدراسة أن الخسائر المالية الفعلية من ظاهرة الاحتباس الحراري قد تكون أعلى من تقديرات النموذج المالي وراء هذه الدراسة الجديدة. ويمكن أن تكون خسارة رأس المال أعلى بكثير وأسرع من خسائر الناتج المحلي الإجمالي.
كل هذه الأرقام و المعلومات و الدراسات تأتي بعد القمة المناخية العالمية، التي عقدت في باريس في الثاني عشر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، و التي حددت هدفا يتمثل في قصر الزيادة في درجة حرارة الأرض على أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية غير أن عجلة التغير تسير بعكس ذلك.