أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 
 خاضت معركة مريرة ومتكررة وقاسية مع مرض السرطان العضال، ولكنها قهرته وانتصرت عليه، وخرجت من المعركة أكثر صلابة وقوة ونضجاً، وأصبحت شخصا آخر، يدرك قيمة الحياة ومعاناة البشر وأصبح هدفها في الحياة إسعاد ذاتها ومن حولها، ومن خلال انضمامها لمبادرة سفراء الإيجابية، التي حولت حياتها إلى الأجمل والأنفع بدأت مشوارها في مجال الخدمة الاجتماعية.

تحكي  سلوى قصة صراعها مع السرطان بفخر وثقة واضحين، وتقول: قصتي مع «صديقي السرطان»، فهي القصة التي غيرتني وقلبت كل موازين حياتي، وصرت أكثر نضجاً وقوة وإيجابية، وأكثر تمسكاً بالحياة، وأكثر تقديراً لذاتي، وأكثر رغبة في إسعاد نفسي ومن حولي.

في سن السابعة عشر من عمري وبالتحديد في عامي الجامعي الأول، كنت كغيري من الفتيات في زمن البراءة والشغب الجميل، في ذلك الوقت اكتشفت إصابتي بورم صغير في رقبتي أعلى الكتف وأنا في السكن الجامعي، وبعد مراحل من التشخيص والفحوص، سافر بي أبي إلى لندن، حيث شخَص الطبيب المعالج الحالة، بأنني مصابة بسرطان الغدد اللمفاوية في مرحلته الأولى، وخيرني بين علاجين: أحدهما سريع وغير مؤلم، وهو العلاج بالإشعاع المباشر، ولكن لا يضمن قدرتي على الحمل في المستقبل، أما العلاج الثاني وهو الكيماوي، فهو علاج طويل وله العديد من الأعراض، ولكن قد يكون هناك أمل في الحمل والإنجاب مستقبلاً، بالتأكيد كأي فتاة في عمر السابعة عشر، تفكر في الزواج والإنجاب، فوراً أجبته بأني أفضل الخيار الثاني. مرت الأيام، وتزوجت خلال عام من عودتي من العلاج، ثم أنجبت 5 من الأبناء، رغم أن الأطباء في كل مرة، كانوا يعتقدون باستحالة أن أنجب مجددا، ليصبح لدي خمسة نجوم يضيئون حياتي. 

وتتابع: «عشت حياة طبيعية، حتى إصابتي بالسرطان للمرة الثانية، ولكن في هذه المرة، كان سرطان الثدي، لم أفجع أوأنهار، بل كنت متماسكة جداً، عندما تلقيت الخبر، جهزت حقائبي للسفر والعودة إلى بريطانيا لتلقي العلاج، وأذكر في يوم السفر نفسه، أتتني ابنتي الصغيرة مها وسألتني: ماما.. أنت مصابة بالسرطان ؟ يعني ستموتين ؟؟.. أجبتها وأنا أحبس دموعي: لا يا غاليتي سأتعالج، وبإذن الله سأعود، ولن أتأخر».

هذه المرة لم تكن كالمرة الأولى، حين كنت مراهقة لا تحمل هم أحد هذه المرة كانت أمامي صورة أبنائي وكيف سأتركهم وأنا بالنسبة لهم كل شيء، وصلنا لندن وخضعت لعملية استئصال الثدي، وعدت إلى الوطن، وأنا لست أنا.. لم أعد تلك اللامبالية.. تعلمت كيف أقدر نفسي وأحترمها، أحببت نفسي لكي أسعدها، فأستطيع إسعاد من حولي؛ بعد السرطان أصبحت أكثر سعادة وأكثر اختلاطاً بالمجتمع، كونت صداقات كثيرة ومتعددة، ورأيت الابتسامة على الوجوه ووفقت بعد كل دعاء بالتوفيق أسمعه من فرد أو مريض، أو قريب لمريض، لما قدمته لهم من نموذج إيجابي منحهم ومن يحبون القوة والشجاعة والإرادة. 

بعد تلك الإصابة مرت تفاصيل كثيرة في حياتي، وبدأتُ مشواري مع فعاليات التوعية والورش والمساهمات، حتى توقفت أيامي تلتقط أنفاسها لتسمع هدير السرطان مرة أخرى وفي الثدي الآخر، فأجريت جراحات أخرى، وأكرمني الله بالشفاء.. وهكذا.. مرت أيامي متفائلة، رغم كل هذا الضجيج. 

المزيد من الأخبار:

التشخيص المبكر يرفع الشفاء من سرطان الثدي إلى 90%

فعاليات عالمية تدشن شهر التوعية بسرطان الثدي