أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)
تمثّل واجهات الاتصال بين الدماغ والحاسوب "BCIS" مستقبل أجهزة وتقنيات الزراعات الدماغية. لكن جراحات الدماغ ليست سهلة، فالأقطاب الكهربائية التي تزرع فيه تنخفض فعاليتها بمرور الوقت، إذ أن نسيج الندبة الذي يتشكل حولها يخفض من اتصالها مع خلايا الدماغ.
اقرأ أيضاً: العدسات اللاصقة خطر يهدد أصحابها "المهملين" بالعمى!
لكن ذلك على وشك التغيّر، بفضل باحثين من كلية الطب بجامعة هارفارد يعملون على تطوير زرعات جديدة لا تتأثر بالنسيج الندبي. فبدلاً من اختراق الدماغ، توضع الأقطاب الجديدة تحت الجمجمة لترتكز على سطح الدماغ عند الحيوان، وهي تعتمد على الحقول المغناطيسية القوية بدلاً من الأقطاب القديمة لتحفيز نشاط الدماغ.
واختبر باحثو مستشفى ماساتشوستس العام، تصميمها فعلاً على الفئران، ونشروا نتائج الاختبار في مجلة سينس أدفانسس في ديسمبر الماضي. وستبدأ التجارب على القرود في الأسبوع المقبل، باستخدام زرعات تهدف إلى استعادة البصر عند المكفوفين.
وأوضح برنارد كاس – الباحث في معهد أبحاث زيروكس بارك "Xerox-PARC،" والذي ابتكر تصميم الزراعات الجديدة كجزء من مبادرة برين في عهد الرئيس أوباما: نأمل في النهاية أن تتمكن القرود من اجتياز إحدى المتاهات من خلال إدراك الضوء والظلام أو الأنماط الهندسية الأساسية فحسب.
تقنيات دماغية متطورة
وتعمل هذه الزراعات الجديدة عن طريق تحفيز القشرة البصرية عند القرود، فتحاول إعادة النشاط الذي يحفز عادة بواسطة إشارات الخلايا العصبية الصادرة عن العين.
ويعتقد الباحثون بأن ذلك سيؤدي إلى الإحساس بالرؤية حتى دون مشاركة فعلية من العينين. ويتمثل الهدف في القدرة على استخدام الزراعات لترجمة الإشارات الصادرة عن الكاميرا إلى نشاط في الدماغ. وتعدّ هذه الطريقة فريدة من نوعها لعلاج العمى، وذلك باستهداف الدماغ مباشرة بدلاً من العينين.
ويدرك الباحثون قيمة التمكّن من تحفيز الدماغ مباشرة. وأظهرت دراسات أخرى مدى فعالية ذلك، كما حدث في حالة الرجل البرازيلي المشلول الذي استعاد إحساسه باللمس بفضل إحدى زرعات الدماغ، أو في حالة المرأة المصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري التي استعادت قدرتها على التواصل بفضل إحدى واجهات الاتصال بين الدماغ والحاسوب.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسات أسفرت عن نتائج واعدة جداً، إلا أنها قد تكون مؤقتة فقط بسبب مشكلات النسيج الندبي مع الأقطاب الكهربائية التقليدية. ولهذا يبشر النموذج المغناطيسي الجديد بأن يجعلها دائمة.
ويعتقد تود كولمان – وهو أستاذ مشارك في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو – بأن الطريقة الجديدة واعدة، ويرى وجود استخدامات أخرى لهذه التقنية. ويقول: "قد نتمكن من الوصول إلى تطبيقات رائعة جداً في أجزاء أخرى من الجسم."
فمثلاً استخدمت الزراعات الجديدة لتنظيم نشاط أكثر من 100 مليون خلية عصبية مرتبطة بالجهاز الهضمي لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في التغوط.
ويريد كولمان استكشاف كيفية استخدام هذه التقنية على العصب المبهم في الصدر للسيطرة على اضطراب ما بعد الصدمة. وإذا سارت الأمور جيداً، فإن هذه التجارب على القرود ستشكل الخطوة القادمة على طريق إجراء التجارب على البشر.
اقرأ أيضا: