أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة ( وكالات)
أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن الاكتئاب وتأزم الحالة النفسية والتوتر من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على عمل القلب والشرايين. حيث قام الباحثون بدراسة المعلومات الصحية لحوالى 4000 رجلا
أوروبيا، تتراوح أعمارهم بين 45 و74، الذين تمت متابعتهم لمدة 10 أعوام.
ووجدوا أن الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية خلال فترة الدراسة كان مرتبطا بالاكتئاب بنفس قوة الأسباب المعروفة الأخرى كالسمنة و ارتفاع الكولسترول فى الدم و مرض السكري.
وأوضح الباحثون أن الاكتئاب يرتبط بحوالى 15٪ من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين التاجية، أما ارتفاع الكولسترول والسمنة ارتبطا بـ21% من الوفيات، ومرض السكر يمثل 5% إلى
88% من الوفيات المرتبطة بالقلب، والتدخين يمثل (%17 إلى 20%) وارتفاع ضغط الدم يمثل 30% إلى 34%.
وقالت الدكتورة "هايدى مايو"، أستاذة أمراض القلب والأوعية الدموية فى معهد المركز الطبى إنتر ماونتين للقلب فى مدينة سولت لايك ، إن البحث الجديد لعلاج الاكتئاب يمكن أن يقلل من خطر حدوث أضرار
للقلب والأوعية الدموية.
وأضاف الباحثون أن هناك بعض التغيرات الفسيولوجية التى تحدث فى الجسم بسبب الاكتئاب، كما أنهم يكونون أكثر عرضة للتدخين، وانخفاض ممارسة الرياضة.
أما ارتفاع ضغط الدم والتدخين فيعتبران من أكبر المخاطر، حسب ما ذكر رئيس فريق الباحثين كارل هاينتس لادفيغ. كما أشارت الدراسة إلى أن 15% من الوفيات جراء أمراض شرايين القلب كان يمكن
تفاديها لو لم يعاني الضحايا من مشاكل الاكتئاب.
ويقول الدكتور لادفيغ عن ذلك "الأمراض النفسية يمكن أن تؤثر على الجسم بشكل أكبر مما كنا نعتقد"، ولذلك فإن معالجة الاكتئاب ضرورية للوقاية من خطر الإصابة بنوبة قلبية، بل يمكن أن يكون عاملاً
لإنقاذ الحياة أيضاً.
كما ينصح العلماء بأن يتم إخضاع مرضى القلب ذوي الحالات الخطيرة إلى المعالجة النفسية في صورة الإصابة بالاكتئاب، إذ يجب على الأطباء المختصصين أن يكونوا على دراية بأن "الحالة النفسية المكتئبة
تشكل جزءاً من تأزم الأمراض القلبية".
وقام علماء مركز هيلموهولتز والجامعة التقنية في ميونيخ والمركز الألماني لبحوث الأمراض القلبية الوعائية بتحليل بيانات 3428 رجلاً تبلغ أعمارهم ما بين 45 و74 سنة على مدى عشر سنوات. وتم نشر
نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية "أتروسكليروسيس".
كما تشير الدراسة إلى أن ردة فعل القلب على هرمونات التوتر تكون قوية خاصة على النفس. وهذا ما ركز عليه الأطباء منذ بداية التسعينيات خاصة ما يعرف بمتلازمة القلب المنكسر. إذ يتشنج القلب ما يؤدي
لآلام في منطقة الصدر، ولاسيما عند فقدان أحد الأحبة أو الفراق ومشاكل الثقل النفسي. وسبب ذلك ليس انسداداً في العروق بقدر ما هو ضرر في عضلة القلب بسبب حالة التوتر النفسية.
اقرأ أيضا: