أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نضال عمرية)
تتفاقم مأساة مسلمي الروهينغا يوما بعد آخر فإلى جانب الإضطهاد والتطهير العرقي الذي يمارسه الجيش البورمي والمليشيات البوذية المتطرفة، تواجه هذه الأقلية المسلمة خطر تفشي وباء الكوليرا في المخيمات.
إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة أن حملة القمع المنهجية ضد الروهينغا كانت بهدف طرد هذه الأقلية بشكل نهائي من ولاية راخين غرب ميانمار.
في بعض الأحيان تعادل الصورة ألف كلمة، حينئذ تنطق المشاهد ويكون للصمت معنى أشد.
هنا تتسع الرؤية وتضيق العبارة، وتتقمص هذه الصور دور الحروف، فيغدو لنا المشهد واضحا حول هول مأساة مسلمي الروهينغا في بنغلادش بعد تعتيم أريد له أن يكون مطبقا، وحين تفتح ثغرة للوصول إلى لب الحكاية تواجه بإنكار.
جميع الحاضرين هنا من الفارّين من جحيم الإبادة العرقية الحاصلة في ميانمار، كثير منهم فقدوا عائلاتهم هناك ومنهم من أسعفه الحظ ولو مؤقتا ووصل إلى هذه المخيمات.
هؤلاء الهاربون من موت إلى موت، قتل من خلفهم، وغرق يتربص ببعضهم، وكوليرا في مخيماتهم.
أكثر من نصف مليون مسلم روهينغي يعيش في مخيمات غير مهيئة لإيواء اللاجئين، ما يشكل أرضية خصبة لظهور وانتشار مرض الكوليرا وحدوث كارثة صحية لا يحمد عقباها.
اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية دقتا ناقوس الخطر وأطلقتا أوسع حملة تلقيح ضد الكوليرا، منذ كارثة هاييتي لتأمين الوقاية من المرض لنحو 650 ألف لاجئ كما بدأت بتوزيع 900 ألف جرعة تطعيم ضد الوباء في المخيمات.
بدورها الأمم المتحدة أعلنت أن حملة القمع المنهجية ضد مسلمي الروهينغا كانت بهدف طرد هذه الأقلية نهائيا من ولاية راخين في غرب ميانمار، ذلك يعني أن الهجمات الوحشية في الولاية كانت على قدر من التنظيم والتنسيق والمنهجية ولا تقتصر فقط على حمل السكان على الرحيل عن ميانمار بل أيضا لمنعهم من العودة.
وجوه أرهقها التعب.. وأعين تترقب المجهول.. يتساءلون عن تحرك جدي لمأساتهم المتفاقمة في ظل صمت دولي مريب، بالرغم من النداءات والتحذيرات التي أطلقتها المؤسسات الانسانية، فهل تشهد الأزمة انفراجا قريبا أم تذهب تلك الاستغاثات أدراج الرياح؟
ونستذكر قد أسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً ولكن لاحَياةَ لِمَن تُنادي !
اقرأ أيضا:
بنغلاديش تجهز أكبر مخيمات اللجوء عالمياً لإيواء الروهينغا