أخبار الآن | أستراليا – the-guardian
اشتكى العديد من المرضى المتعافين من فيروس “كورونا” المستجد، من “ضباب الدماغ”، وهي حالة تؤثر على قدرتهم على التفكير، وتجعل هذا الأمر صعباً في الكثير من الأمور.
وتكشف سيّدة أسترالية تدعى ميراباي نيكولسون ماكيلار (36 عاماً) والتي شفيت من “كورونا” قبل أشهر أنها “لا تزال تعاني من بعض الأعراض، بما في ذلك ضباب الدماغ، وهي تعاني من صعوبات في التفكير”.
وتقول: “لا أستطيع التفكير بوضوحٍ كافٍ لأفعل أي شيء. من الأفضل وصف التجربة على أنها ضعف إدراكي. ومع هذا، فإن العواقب وخيمة”.
وتضيف: “لا يمكنني العمل أكثر من ساعة إلى ساعتين في اليوم، وحتى أنّ مجرّد مغادرة المنزل للقيام بالتسوق قليلاً، هو أمرٌ يمكن أن يمثل تحدياً. عندما أتعب يصبح الأمر أسوأ بكثير وأحياناً كل ما يمكنني فعله هو الاستلقاء في السرير ومشاهدة التلفزيون”. وتردف: “ضباب الدماغ جعلني أنسى لدرجة أنني أحرق الأواني أثناء الطّهي”.
وتشيرُ ماكيلار إلى أن “ضباب الدماغ غالباً ما يمنعها من إجراء محادثة متماسكة أو كتابة رسالة نصيّة أو بريد الكتروني”.
إلى ذلك، أوضح الدكتور مايكل زاندي، الإستشاري في معهد كوين سكوير لطب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، أنّه “رأى مجموعة من المرضى الذين يعانون من ضباب الدماغ منذ بضعة أشهر”. ويقول: “إنّ نسبة الأشخاص الذين يعانون من أعراض معرفية لأي فترة من الوقت نتيجة كورونا، غير معروفة، وهذا الأمر هو محور الدراسة الآن. لكن هناك بعض الدراسات التي تقول أن نسبة هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قد تصل إلى 20%”.
ويوافق زاندي على أنه تم الإبلاغ سابقاً عن صعوبات في التفكير والتركيز من قبل مرضى يعانون من حالات أخرى، بما في ذلك مرض الذئبة الحمراء. ويضيف: “لن يستخدم الأطباء والعلماء بالضرورة ضباب الدماغ كتشخيص لأنه لا يخبرك بالضبط ما هي المشكلة وما الذي يمكن أن يسبب ذلك”.
ومع هذا، يلفت زاندي إلى أن “قد يكون هناك العديد من أسباب ضباب الدماغ لدى الناجين من كورونا، من الالتهابات في الجسم إلى نقص الأكسجين في الدماغ”. ويقول: “التجارب أشارت حتى إلى أن الفيروس يمكن أن يصيب خلايا المخ ويوقف توصيل الأكسجين إلى الخلايا المجاورة”.
وتتمثل إحدى الصعوبات في معالجة “ضباب الدماغ” في أن المصطلح نفسه غير واضح. ويقول الدكتور روس باترسون من معهد كوين سكوير: “إنه ليس مصطلحاً طبياً. لم نحدد ماهية هذه الأعراض وما إذا كانت قابلة للقياس، لأنه، بكل بساطة، لم يقم أحد بالدراسة بعد”.
ويلفت باترسون إلى أنه “على الرغم من قلة الدراسات، إلا أن هناك أدلة من مرضى كورونا في المستشفى الذين يعانون من متلازمات عصبية حادة، تشير إلى أن الفيروس يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي، مع وجود مخاوف من أنه قد يسبب مشاكل مثل الالتهاب العصبي وتلف الطبقة الواقية للخلايا العصبية”.
بدوره، يقول الدكتور ويلفريد فان جورب، الرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية لعلم النفس العصبي السريري، إن “العديد من الناجين من كورونا الذين شاهدهم ويعانون مع ضباب الدماغ، يواجهون أيضاً مشاكل تتراوح من الصداع إلى صعوبات تحمل الضوضاء العالية والسيطرة على العواطف”. ويضيف: “الشكاوى تشبه إلى حد كبير تلك الخاصة بمرضى ما بعد الارتجاج”، مشيراً إلى أن “هناك أيضاً أوجه تشابه مع متلازمة التعب المزمن”.
وقال الدكتور نيك جراي، استشاري علم النفس الإكلينيكي في مؤسسة “Sussex Partnership NHS Foundation Trust”، إن “المصطلحات المشابهة لـ”ضباب الدماغ” قد استخدمت سابقاً فيما يتعلق بالتعب الشديد، وتدني الحالة المزاجية، وحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ويُعتقد أن هذا الأمر الأخير يؤثر على حوالى ربع الناجين من كورونا، الذين كانوا في العناية المركزة”.
دراسة حديثة تُنهي الجدل … هل الهواء ينقل كورونا؟
بعد تضارب الدراسات خلال الفترة الماضية حول إمكانية نقل الهواء لفيروس كورونا المستجد ، جاءت دراسة حديثة تحسم وتنهي الجدل بهذا الخصوص ، اذ أعلنت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها رسمياً أنّ فيروس كورونا المستجدّ كوفيد _19 يمكن أن ينتقل عبر ذرات الهواء ، وجاءت هذه النتيجة منسجمة مع آراء علماء اخرين من حول العالم يطالبون منذ أشهر عدة بأخذ هذا الاحتمال بجديّة أكبر من قبل الجهات الرسمية وحتى الافراد في جميع الدول .