طريقة بديلة لمنع تفشي وباء جديد.. ماهي؟
قام فريق من العلماء، في، أكتوبر/تشرين الأول بالإنتقال إلى الغابة الأطلسية في البرازيل، بحثا عن القرود بهدف منع تفشي الحمى الصفراء بين القرود قبل أن تنتشر بين البشر.
ويصاب بهذا المرض 200 ألف شخص ويموت منهم 30 ألف شخص سنويا، وهذا ما يُبيّن الخطر الذي يخلفهن ولولا اللقاح لكان معدل الوفيات جراء الإصابة بالمرض أعلى كثيرا مقارنة بكوفيد-19.
والحمى الصفراء مرض فيروسي ينتقل عن طريق البعوض بين البشر والرئيسيات، وتتضمن أعراضه الحمى الشديدة والصداع وفي بعض الحالات اليرقان، أو اصفرار الجلد الذي يستمد منه المرض اسمه. وقد يؤدي المرض إلى النزيف الداخلي والفشل الكبدي في الحالات الخطيرة.
وقد سُجل في البرازيل في السنوات الأخيرة أعلى معدل إصابات بالحمى الصفراء في العالم. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي تفشى المرض في ميناس غرايس وانتشر إلى ولاية إسبريتو سانتو المجاورة، وكلاهما يقع وسط الغابة الأطلسية.
وتفشى المرض في عام 2017 في البرازيل، وكانت ولايتا ريو دي جانيرو وميناس غراتيس بؤرتين لانتشار العدوى. وتخطى عدد الإصابات 3,000 حالة وتوفي نحو 400 شخص في غضون شهور.
ويحتاج في الوقت الراهن نحو 40 مليون شخص في المناطق المعرضة لخطر انتشار الحمى الصفراء في البرازيل للتطعيمات.
ويقول كارلوس رامون رويز ميراندا، عالم بيولوجيا حفظ الموارد بجامعة شمالي ريو دي جانيرو: “عندما تكون الرئيسيات محصورة في غابات صغيرة عالية الكثافة، فمن السهل أن تنتقل العدوى للجميع”. وفي غابات البرازيل التي ينتشر فيها البعوض بكثافة، ينتقل المرض سريعا بين قرود الأسد الذهبي وبين البشر.
ويبدو أن الأنشطة البشرية لعبت دورا كبيرا في سرعة انتشار المرض بين البشر. فالتعدي المتزايد على الغابات تسبب في تقليص التنوع الحيوي واقتراب البشر أكثر من اللازم من الرئيسيات.
تحدي التطعيم
في عام 2018، أعلن وزير الصحة البرازيلي عن حملة لتطعيم نحو 80 مليون شخص في البرازيل ضد الحمى الصفراء.
وعلى الرغم من أن بعض المدن البرزيلية قد سجلت نسبة عالية من التطعيمت، إلا ان ثمة مناطق أخرى لم تتجاوز فيها نسبة التطعيمات الـ 50 في المئة، ويعود سبب ذلك الى أن الكثير من البرازيليين لا يثقون في التوجيهات الحكومية ذات الصلة بالصحة العامة، حيث يعتبر جزء كبير منهم أن ثمة جهة ما ستتربح من التطعيمات، رغم أنها توزع على الناس مجانا.
وقد عرقل انعدام الثقة جهود تطعيم 23 مليون شخص في ساو باولو وريو دي جانيرو. إذ أشيع بعد جائحة 2017 عبر تطبيقات الرسائل الفورية أن اللقاح غير فعال وامتنع البعض عن الحصول عليه.
وقد يفاقم نقص إمدادات اللقاحات هذه المشكلة. إذ دعت منظمة الصحة العالمية شركات الأدوية لزيادة إنتاج اللقاح المضاد للحمى الصفراء. ولهذا لم يحصل سوى نصف سكان ريو دي جانيرو على اللقاح.
طريقة بديلة لمكافحة المرض
وثمة طريقة بديلة لمكافحة المرض، فبينما يبلغ عدد سكان العالم 7.8 مليار شخص، فإن عدد قرود الأسد الذهبي لا يتجاوز نحو 2,500 قرد. ولهذا قد يساهم تطعيم هذه القرود الصغيرة في منع تفشي المرض بين البشر.
ويقول رويز ميراندا: “في حال تطعيم القرود، سيقل عدد الناقلين المحتملين للفيروس لتحقيق مناعة القطيع”.
أعداد قرود الأسد الذهبي
وكانت قرود الأسد الذهبي تعيش في مناطق شاسعة من غابة الأطلسي بالبرازيل. لكن في السبعينيات من القرن الماضي، أدى تزايد قطع الأشجار إلى تدمير مواطنها. وفي عام 1971، لم يتبق منها سوى 400 قرد في الغابات، وأصبحت مهددة بشدة بالانقراض.
لكن في عام 2014، زادت أعداد هذه القرود مرة أخرى، بفضل جهود خبراء حفظ البيئة الذين نقلوا العشرات المتبقية منها إلى محميات طبيعية على مشارف ريو دي جانيرو.
وفي عام 2017، تفشى وباء الحمى الصفراء. ويقول رويز ميراندا إن مزارعا أبلغ عن نفوق قرد صغير في الغابة، وهو أمر نادر الحدوث، واكتشف ميراندا وزملاؤه أنه كان مصابا بالحمى الصفراء. ثم سرعان ما عثروا على قرود نافقة أخرى. وأودت هذه الجائحة بحياة أكثر من 4000 قرد. وتراوح معدل الوفيات بين بعض الأنواع بين 80 و90 في المئة.
وانخفضت عدد قرود الأسد الذهبي من 3700 إلى 2600 قرد في أقل من سنة، بحسب “ميراندا”.
ويقوم فريق جمعية قرود الأسد الذهبي باصطياد عدد كافٍ من هذه القرود الصغيرة، ثم يتوجهون إلى المعامل ويقومون بتخديرها لإجراء الفحوصات اللازمة، مثل قياس الحرارة والوزن وجمع عينات منها، ثم تطعيمها.
وبعد الانتهاء من تطعيمها، يعيدها الفريق إلى الغابة لتستيقظ من سباتها وسط الأشجار. ويعتزم الفريق تطعيم 500 من قرود الأسد الذهبي على مدى عامين.
تخطف الطعام وتروع السكان.. القرود تغزو تايلاند
آلاف من القرَدة الجائعة تغزو شوارع مدينة ليبوري التايلاندية وتنشر الفوضى مع مواجهات فيما بينها بحثا عن الطعام، ما استدعى تدخل السلطات.