مخاوف في بريطانيا من سلالة “كورونا” الهندية
بعد أشهر من الأخبار السارة في بريطانيا ومنها تراجع معدل الإصابات بفيروس كورونا والنجاح البارز لحملات التلقيح، بدأت الأجواء في التغير بشكل بارز، وفق ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC“.
وفي الواقع، فقد أصبح قرار رفع جميع القيود بسبب الوباء في البلاد، وهو القرار المنتظر الشهر المقبل، قيد الشكوك في ظل تزايد المخاوف من عودة الضغوط الكبيرة على قطاع الصحة في البلاد.
وأضحى ظهور سلالة ظهرت لأول مرة في الهند هو الخطر الأساسي الذي يهدد الخطط البريطانية، بعدما اتضح وجود مئات الحالات خلال الأيام الماضية، وتزامن ذلك مع تزايد القلق في القطاع الصحي خصوصاً بعدما أصبح المستشارون الصحيون للحكومة مقتنعين بأن تلك السلالة تنتقل بين الأشخاص بشكل أسرع.
وتُجمع التوقعات على أن السلالة الهندية سوف تصبح هي المسيطرة على نمط العدوى في البلاد بدلاً من السلالة التي ظهرت في مقاطعة كنت جنوب شرقي البلاد قبل أشهر.
وبحسب “BBC”، فقد أصبحت بريطانيا في سباق بين الفيروس واللقاحات، وبين تخفيف القيود وظهور سلالات جديدة أكثر قابلية للعدوى، لكن يبقى هناك عدم يقين بخصوص معدل الزيادة في الإصابة بعدوى هذه السلالات الجديدة.
وبدوره، يقول كريس ويتي: “هذا سؤال هام لكننا حتى الآن لا نعرف الإجابة”.
السلالة الهندية أسرع انتشاراً
وإذا كانت السلالة الهندية أسرع بقليل في التفشي من سلالة كنت التي تسيطر حالياً على نمط العدوى في بريطانيا، فلن يكون الأمر مقلقاً بشكل كبير. إلا أن فريق المستشارين العلميين والصحيين الذي يقدم النصيحة للحكومة البريطانية (سايج) يقول إن هناك احتمالاً منطقياً بأن السلالة الهندية قد تكون أسرع انتشاراً بنحو 50%، وهو معدل كبير.
ورغم ذلك، ترفع بعض التقديرات النسبة إلى 60% بناء على طبيعة السلاسل الجينية للسلالة الهندية والتي تظهر في العينات لكن الصورة لم تتضح بشكل كامل حتى الآن.
وقدر فريق (سايج) أنه عند زيادة العدوى بنحو 40%، ستضطر المستشفيات إلى استقبال الكثير من الحالات ورفع حال التأهب ما يضع عليها ضغوطاً كبرى.
ويعتبر الوضع الحالي مشابه لما حدث العام الماضي عندما بدأ ظهور سلالة كنت، لكنه ليس بشكل مماثل تماماً، فقد تلقى نحو 19 مليون بالغ جرعتي اللقاح وهو ما يقرب من ثلث عدد البالغين في بريطانيا. كذلك، تلقى 17 مليوناً آخرين الجرعة الأولى في انتظار الجرعة الثانية.
ومن المعروف أن اللقاحات تقلل إن لم تكن تقضي على مخاطر الإصابة بالعدوى، كما أن عدد حالات الإصابة في البلاد أقل مما كان عليه حيث لا يتخطى عدد المصابين حالياً 50 ألف مصاب مقارنة بنحو مليون وربع مليون مصاب بداية العام الجاري.
وفي ظل وجود نحو ألف مصاب فقط في المستشفيات البريطانية حالياً، يبقى القلق موجوداً لأن اللقاحات رغم أنها فعالة إلا أنها ليست كاملة كما أنه لم يحصل كل الأشخاص المعرضين لمخاطر أكبر بسبب الإصابة على لقاحاتهم.
ولذلك، فإن موجة تفش جديدة قد تؤدي إلى ارتفاع كبير لعدد الحالات التي تستدعى النقل للمستشفى لتلقي العلاج.
وكانت نماذج توقع آلية قد تنبأت بموجة تفش جديدة في الصيف لكنها أصبحت تعطي نتائج أكثر تفاؤلا بمجرد تأكيد أن الأشخاص الذين يتلقون اللقاح يصبحون أقل قابلية لنقل العدوى ونشر الفيروس.
وما زالت خطط إنهاء القيود في بريطانيا قيد التنفيذ، لكن حملة التلقيح تركز حالياً على الأشخاص المعرضين بشكل أكبر لمخاطر الإصابة بهدف منحهم المزيد من الحماية بأسرع وقت.
وبذلك، يكون الأمل في أن يكون هناك المزيد من الوقت للتصرف بمجرد ظهور علامات أي موجة تفش قادمة وبشكل أكبر مما كان يتوفر في السابق.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه في حال ثبوت أن السلالة الهندية أسرع بكثير في معدلات الإصابة من بقية السلالات فإنه “سيكون على الحكومة مواجهة خيارات صعبة”.
وتبقى مخاطر السلالات الأكثر عدوى أكبر بكثير في الدول التي لم تقدم لشعوبها حملة تلقيح ناجحة ومن الممكن أن تواجه هذه الدول مشاكل أكثر ضرراً.
شاهد أيضاً: روهان أغرول هو الطبيب الذي يجب أن يقرر من سيعيش ومن سيموت بسبب فيروس كورونا