مهدي كريّم
هل يجب أن يحصل الأطفال على لقاح كورونا؟
يعتبر تطعيم الأطفال أمر روتيني ومقبول على نطاق واسع، كالحصبة، وشلل الأطفال ، والدفتيريا، وسلالات متعددة من التهاب السحايا، والسعال الديكي … والقائمة تطول. ولكن ماذا عن لقاحات فيروس كورونا؟
تعمل بعض البلدان على اتخاذ إجراءات صارمة بهذا الخصوص، فقد قامت الولايات المتحدة بالفعل بتحصين حوالي 600.000 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا. وتتوقع أن يكون لديها ما يكفي من بيانات السلامة لتسهدف الفئات الأصغر في العام المقبل، وفقاً شبكة”بي بي سي“.
السؤال العلمي الذي يطرح نفسه، هل تطعيم الأطفال ينقذ الأرواح؟ وهو أمر معقد لأن الإجابة قد تختلف من بلد إلى آخر. هناك أيضًا بُعد أخلاقي حول ما إذا كانت الجرعات المخصصة للأطفال ستنقذ المزيد من الأرواح في حال أعطيت للعاملين الصحيين والبالغين المعرضين للخطر في بلدان أخرى.
خطر الإصابة بكورونا عند الأطفال منخفض جدًا
تعتبر احدى الحجج لعدم تطعيم الأطفال ضد Covid هي أنهم يحصلون على فائدة قليلة نسبيًا منه.
وقال البروفيسور آدم فين، العضو في اللجنة المشتركة للتطعيم في المملكة المتحدة: “من حسن الحظ أن أحد الأشياء الجيدة القليلة حول هذا الوباء هو أن الأطفال نادرًا ما يتأثرون بشكل خطير بهذه العدوى”.
تكون العدوى عند الأطفال دائمًا خفيفة نوعًا ما أو بدون أعراض، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع الفئات العمرية الأكبر سنًا التي أعطتها حملات التطعيم الأولوية.
وبحسب دراسة أجريت في سبع دول، نُشرت في مجلة لانسيت، فإن أقل من اثنين من كل مليون طفل ماتوا بسبب كوفيد أثناء الوباء.
حتى الأطفال الذين يعانون من حالات طبية من شأنها أن تزيد من مخاطر الإصابة بفيروس كوفيد لدى البالغين لا يتم تطعيمهم في المملكة المتحدة في الوقت الحالي، حيث يوصى فقط بتلقيح أولئك الذين لديهم “مخاطر عالية جدًا للتعرض” .
قال الدكتور آدم كوتشارسكي، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: “هناك بالتأكيد دليل على إمكانية انتقال العدوى في سن المدرسة الثانوية، لذا فإن التطعيم يمكن أن يكون له تأثير على انتقال العدوى بشكل عام”.
لكن لا توجد إجابة عالمية حول ما إذا كان الأمر يستحق العناء.
أكثر من ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عامًا في إنجلترا لديهم أجسام مضادة للفيروس التاجي في دمائهم على الرغم من عدم تلقيح أي منهم تقريبًا. لذلك يمكن أن تجد المملكة المتحدة ودول مماثلة أن لديهم مناعة كافية لوقف انتشار الفيروس دون تطعيم الأطفال.
هل اعطاء أولوية لتلقيح الأطفال مقبول أخلاقيا؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن على الدول الغنية تأجيل خططها لتحصين الأطفال والتبرع بهم لبقية العالم. وقال البروفيسور أندرو بولارد، الذي أجرى تجارب إكلينيكية على لقاح أكسفورد وأسترا زينيكا ، إنه من “الخطأ الأخلاقي” إعطاء الأولوية للأطفال.
وقالت البروفيسور إليانور رايلي، أخصائية المناعة في جامعة إدنبرة: “إذا كان هناك إمدادات غير محدودة من اللقاح، فيمكننا الاستمرار في التعامل مع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا ، ولكن هذا الأمر غير ممكن حاليًا. في النهاية، إنه قرار سياسي ما إذا كان يجب إعطاء الأولوية لأطفالنا على الكبار الذين يموتون بأعداد كبيرة في أماكن أخرى من العالم”.
تعرف على أبرز الممنوعين من تلقي لقاح كورونا
مع بدء توزيع اللقاحات في أغلب دول العالم التي تمثل أملا للبشرية، وخوف الكثيرين من تلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا ، تكثر الأسئلة حول الأشخاص الغير مسموح لهم بتلقي اللقاح.