كما غيره من اللقاحات أو حتى الأدوية، من المعتاد أن يخضع لقاح كورونا لتجارب على الحيوانات قبل أن يجاز استخدامه على البشر، هذا التساؤل الذي أثير منذ بداية توفر لقاحات كورونا وحتى يومنا هذا.
تدعي منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أن شركات الأدوية “لم تقوم” بالتجارب على الحيوانات أثناء تطوير لقاحات فيروس كورونا لأن الحيوانات باتت تموت جراء تلك العملية.
ولكن بعد التحري والاستقصاء، يبدو هذا الأمر غير صحيح، اللقاحات الثلاثة المصرح باستخدامها في حالات الطوارئ من قبل المنظمين الأمريكيين خضعت للاختبار على الحيوانات، وقالت منظمات بحثية وعالم أحياء إن التجارب لم تكشف عن مشكلات تتعلق بالسلامة.
“استيقظ قبل فوات الأوان”
هذا ما ورد في منشور على موقع فيسبوك في 15 مايو 2021 يتضمن مقطعًا من الشهادة أمام مجلس شيوخ تكساس. يقول النص الذي يظهر على الشاشة في الفيديو أنه تم “تخطي” أي أنه لم تتم التجارب تلك لأن “جميع الحيوانات كانت تحتضر”.
يمكن العثور على أمثلة على المشاركات التي تشارك المقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على فيسوك وانستغرام وتويتر.
يتوفر فيديو جلسة 6 مايو على موقع البث المباشر لمجلس الشيوخ هنا، كما يمكن العثور على جزء التسجيل المستخدم في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي عند الدقيقة 44.
ويظهر في الصورة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس الجمهوري بوب هول وهو يطرح أسئلة على طبيبة الأطفال أنجلينا فاريلا، الذي أفادت وسائل الإعلام المحلية أنه نشر معلومات خاطئة عن فيروس كورونا حين قال: “ما قرأته، أنهم بدأوا بالفعل في اختبارها على الحيوانات، ولأن الحيوانات كانت تموت، أوقفوا الاختبار.”
هذا غير صحيح
في الولايات المتحدة، تم ترخيص ثلاثة لقاحات لفيروس كورونا للاستخدام في حالات الطوارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) نتيجة لشدة الوباء، واحد من Pfizer-BioNtech، وآخر من Moderna والثالث من Johnson & Johnson.
كما كشفت الشركات الثلاث عن نتائج التجارب على غير البشر في بيانات رسمية، توضح أن اللقاحات خلقت استجابة مناعية تحمي الحيوانات من عدوى SARS-CoV-2 ، وفقًا للبيانات الصحفية للشركات.
قال كيرك، المدير التنفيذي لجمعية أبحاث الحيوانات الأوروبية، إن الحيوانات تستخدم عادة في مرحلتين منفصلتين في إنشاء جميع اللقاحات بما في ذلك فيروس كورونا، لكنهم قالوا إن العجلة في انتاج لقاح للوباء أدت إلى إجراء بعض الاختبارات على البشر والحيوانات في آن واحد لانتاج كلٍ من لقاحي موديرنا وفايزر.
وقال: “إن الدراسات التي أجريت على الفئران والقوارض والقردة تحدد في البداية اللقاحات التي من المحتمل أن تكون فعالة، وبعد ذلك بمجرد تطوير لقاح، تُستخدم الحيوانات، عادة القرود، لاختبار ما إذا كان المنتج النهائي آمنًا للتجارب البشرية”.
حملة التلقيح ضدّ كورونا تواجه حملة شرسة من الشائعات المضلّلة على مواقع التواصل
في تساؤلٍ آخر، هل يتسبب لقاح فيروس كورونا بالعقم لدى النساء؟
في فيديو يمتدّ على خمس دقائق لاقى انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل في العالم أجمع ولاسيما في المنطقة العربية وروسيا وتشيكيا، تنكبّ سيّدة على إقناع المشاهدين بأن لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد يحتوي على خلايا “أم آر سي-5″، وهي خلايا من أجنّة بشريّة.
لكن صاحبة الفيديو وقعت على ما يبدو في التباس بسبب اطّلاعها المنقوص على دراسة نشرتها جامعة بريستول تحدّثت عن اختبار العقار على خلايا الأجنّة البشريّة وليس عن استخدامها في تركيبه، بحسب ما يظهر هذا التقرير المفصّل لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.
وظهرت منشورات أثارت قلق المستخدمين من أن لقاح فايزر يحتوي على مادّة تسبّب العقم لدى النساء، وتداولها آلاف المستخدمين على مواقع التواصل حول العالم بلغات عدّة منها مثل الإنكليزية والألمانية والبرتغالية إضافة إلى العربية، لكن هذا الادعاء غير صحيح وفيه خلط علمي، بحسب ما أوضح خبراء مستقلّون لوكالة فرانس برس في تقرير مفصّل.
أكّدت الأستاذة المساعدة في العلوم الميكروبيولوجيّة في جامعة يورك داسانتيلا غوليمي كوترا أنّ تقنيّة “مرسال الحمض النووي الريبي” (RNAm) التي يعتمدها لقاح موديرنا وبَيونتك/فايزر، لا تعمل بهذه الطريقة، موضحة في بريد إلكتروني لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أنّ مرسال الحمض النووي الريبي يزوّد الخلايا بتعليمات لصناعة بروتين الشوكة الخارجيّة للفيروس (سبايك)”.
وهذا النوع من اللقاحات لا يحتوي على بروتينات من الفيروس، بل على تعليمات للخلايا لتنتج بروتيناً (سبايك) يولّد استجابة مناعيّة تعلّم الجسم الدفاع عن نفسه عندما يصاب بالفيروس الحقيقي.