دليلك الشامل للفروقات بين القهوة والشاي
الفرق بين القهوة والشاي من حيث الطعم
في الحقيقة لا يمكن تحديد الفرق بشكل حاسم ما بين القهوة والشاي بسبب اختلاف الأنواع وطرق التحضير والإضافات. بشكل عام توصف طعمة القهوة بأن بها شيئاً من المرارة بسبب التحميص كما أن بعض الأنواع لها طعم حامضي بعض الشيء، أما الشاي فهي عشبية ومائية أكثر على اختلاف أنواعها.
بالطبع تتحكم الإضافات كثيراً بطعم المشروبين حيث يفضل البعض إضافة الحليب أو الكريما إلى فنجان القهوة أو الشاي، ويضيف البعض السكر بينما يفضل الكثيرون هذه المشروبات بلا أي حلاوة مضافة وهناك الإضافات أو المنكهات العشبية مثل الهيل والنعناع والقرفة والياسمين وكذلك الفانيليا والكراميل والشوكولا والمستكة.
الفرق في طريقة تحضير القهوة والشاي
كما ذكرنا سابقاً فهناك العديد من طرق تحضير القهوة والشاي التي تختلف باختلاف نوع المواد الأساسية والمطيبات والمنطقة الجغرافية والذوق العام فيها، إلا أننا سنذكر الخطوط العريضة في طرق تحضير كل من هذين المشروبين.
طريقة تحضير القهوة
القهوة الأشهر عالميا هي القهوة سريعة التحضير أو الذوبان التي لا يتطلب تحضيرها سوى تسخين الماء ومزجه معها بمقادير معينة عادة ما تكون مذكورة على غلاف عبوة القهوة. يمكن إضافة الكريمة أو الحليب أو رفيق القهوة أو المارشميلو أو بعض قطرات الكاراميل أو السكر إلى هذا النوع من القهوة أو شربها بدون إضافات وهو الشكل الصحي لها.
القهوة الأشهر محلياً هي القهوة التركية التي يتم صنعها في معظم المنازل العربية عبر وضع مقدار من الماء في “الدلة أو الركوة أو الكنكة” على النار وإضافة معيار محدد من القهوة لكل فنجان يتم صنعه حسب الرغبة، ويتم سكب القهوة في فناجين صغيرة الحجم عند التقديم. عادة ما يتم تنكيه القهوة التركية بالهيل المطحون ويمكن إضافة السكر إليها.
طريقة تحضير الشاي
لا يتطلب صنع الشاي الخبرة الكبيرة في المطبخ إذ يحتاج الأمر إلى غلي كمية من الماء وإضافة ظرف الشاي إلى الماء المغلي إلى أن يكتسب الأخير لون ونكهة الشاي للدرجة المرغوبة ويمكن إضافة السكر إلى كوب الشاي حسب الرغبة.
في السابق وقبل ظهور الشاي المغلف بطريقة الظروف، كان يتم تحضير الشاي بطريقة مختلفة تماماً تعتمد على أوراق الشاي العادية دون تغليف مميز والتي لا يزال الكثيرون يفضلونها على الشاي المعبأ بظروف. في هذه الطريقة يتم غلي كمية من الماء على النار في إبريق الشاي وإضافة أوراق الشاي إليه، يعمد البعض إلى غلي الماء بعد إضافة الشاي بينما يفضل آخرون رفع الإبريق عن النار فور إضافة الشاي وترك المكونات تمتزج وتختمر لبعض الوقت. ويمكن تنكيه ماء الشاي بعود من القرفة أو أوراق النعناع أو زهر الياسمين وإضافة السكر حسب الرغبة.
الفرق في الفوائد الصحية للشاي والقهوة
محتوى القهوة والشاي من الألياف
هل كنت تعلم أن فنجان قهوتك الصباحي يحتوي على الألياف؟ وجدت إحدى الدراسات أن فنجان القهوة المتوسط يحتوي على ما بين 1.1 و 1.8 غ من الألياف حسب نوعها.
قد تبدو هذه النسبة ضئيلة في البداية إلا أنها في الحقيقة تتجاوز كمية الألياف الموجودة في كوب من عصير البرتقال على سبيل المثال الذي لا تتجاوز كمية الألياف فيه نصف غرام فقط. بالطبع الألياف الموجودة في فنجان القهوة غير كافية للجسم وهناك حاجة لتناول الفواكه والخضروات لاستكمال الـ 25 غ الموصى بها من الاستهلاك اليومي للألياف.
أما الشاي فلا يحتوي على نسبة ألياف تساعدك في الوصول إلى الكمية اليومية الموصى بها إلا إذا قررت أن تتناول أوراق الشاي بعد شرب فنجانك وهو احتمال بعيد جداً.
وبهذا تتفوق القهوة على الشاي في هذه الجولة.
فائدة القهوة والشاي للتركيز الذهني
يمكن للقهوة والشاي مساعدتك في التركيز عند العمل على مهمة ذهنية ما بما في ذلك المشاريع العملية والدراسة، إلا أن المبالغة في كمية الكافيين التي يتم تناولها يمكن أن تؤدي للارتعاش والتنبيه الزائد مما قد يؤثر بأداء الشخص سلباً.
تتفاوت كمية الكافيين في القهوة والشاي كثيراً تبعاً لعوامل متعددة، ولكن وفقاً لبعض الأبحاث يحتوي كوب واحد من القهوة على 100 مغ من الكافيين بينما يحتوي كوب من الإسبريسو أو القهوة سريعة الذوبان على كمية أقل، أما كوب عادي من الشاي الأسود فيحتوي على 50 مغ منه.
قامت إحدى التجارب بجعل مجموعة من الأشخاص يشربون 4 أكواب من القهوة ومجموعة أخرى تشرب 4 أكواب من الشاي خلال اليوم. ووجد أن المشروبين لهما نفس الآثار من حيث التنبيه وتحسين الأداء الذهني، إلا أن الشاي يتفوق على القهوة بأن كمية الكافيين التي يحتويها تكفي لتحسين الأداء الذهني دون التأثير سلباً على النوم.
وفي هذه الجولة يتفوق الشاي على القهوة.
القهوة والشاي وتعزيز الوسط الهضمي
إن القهوة والشاي مصدران مهمان للبوليفينولات التي تعتبر من المركبات النباتية ذات الفائدة الهائلة للجسم. تساعد هذه المركبات على تخفيض فرصة الإصابة بالأمراض المزمنة وهي بمثابة جرعة تقوية للبكتيريا التي تشكل الوسط المناسب في الأمعاء.
يلاحظ أن محتوى القهوة من البوليفينولات أكبر من محتوى الشاي منها، علماً أن الشاي الأخضر يحتوي على كمية أكبر من البوليفينولات بالمقارنة بالشاي الأسود.
وهكذا تكسب القهوة جولة جديدة أمام الشاي.
القهوة والشاي وتقليل خطر الأمراض القلبية
حسب دراسات تم إجراؤها على أعداد كبيرة من الناس، فالقهوة والشاي لهما تأثير جيد على القلب وفي تخفيض احتمال الإصابة بأمراض القلب والجلطات.
المشكلة في هذه الدراسات أنها غير حاسمة حقاً بسبب تدخل عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في صحة القلب مثل ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية صحية. إلا أن الأمر المؤكد هو أن مضادات الأكسدة والبوليفينولات الموجودة في كل من القهوة والشاي لها تأثير إيجابي على صحة القلب.
أظهرت بعض الدراسات السريرية أن شرب الشاي وخصوصاً الأخضر بانتظام قد يساهم في خفض ضغط الدم ومستوى الكوليسترول. كما أن شرب القهوة الخالية من الكافيين يرتبط بشكل مباشر بتخفيض احتمال الإصابة بأمراض القلب مما يرجح أن فائدة القهوة والشاي لصحة القلب لا ترتبط بشكل مباشر بمحتواه من الكافيين.
تتعادل الشاي والقهوة في جولة صحة القلب.
فائدة القهوة والشاي لمرضى السّكّر من النّوع الثاني
مع أن تناول القهوة يمكن أن يرفع مستوى السكر بشكل فجائي في الدم لوقت قصير، تبين الدراسات الكبرى أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة بانتظام لديهم فرصة أقل للإصابة بداء السّكّر من النّوع 2. يعتقد الأطباء أن محتوى القهوة من حمض الكلوروجينيك، وهو أحد مركبات البوليفينولات، يساهم في رفع الحساسية على الأنسولين والتحكم بالسكر في الدم.
على عكس القهوة، فالشاي ليس فيه أي محتوى من حمض الكلوروجينيك، ولكن يعتقد أن بعض المركبات الأخرى الموجودة فيه قد تساعد في الوقاية من السكري. ومع ذلك فهناك نتائج متضاربة حول تأثير الشاي على هذا المرض حيث وُجد أن الشاي الأخضر قد يكون له تأثير إيجابي من هذه الناحية على عكس الشاي الأسود الذي لم يتمكن العلماء من ربطه بفوائد مباشرة على محاربة السكري.
وفي هذه الجولة أيضاً تفوز القهوة مما يحسم النزال بينها وبين الشاي بفوزها.