أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٧ إلى ٢٣ أكتوبر ٢٠٢١. إلى العناوين:
– هل ينفرط عقد القاعدة بعد أن عرضت حكومة مالي التفاوض على جماعة إياد أغ غالي؟
– أنباء عن استعداد الجولاني الانقضاض على مسلم الشيشاني، ومعارضو الهيئة يتهمونها بملاحقتهم حتى خارج حدود إدلب
ضيف الأسبوع، الدكتور مروان شحادة، خبير الجماعات المتطرفة. الدكتور مروان قريب من المشهد الجهادي ويتحدث من موقع العارف. نسأله: هل تهجر جماعات القاعدة إرث بن لادن؟ هل ”نجاح“ طالبان هو حقيقة ”فشل“ للقاعدة؟
أغ غالي وأحلام السلطة
قالت الحكومة المالية يوم الثلاثاء ١٩ أكتوبر إنها طلبت من وزارة الشؤون الدينية فتح محادثات سلام مع زعماء القاعدة في مالي بهدف التوصل لاتفاق ينهي عقداً من القتال.
وهذا أمر ليس جديداً. الحكومة المالية بعثت إشارات مماثلة مطلع ٢٠٢٠ تزامناً مع اتفاق الدوحة بين أمريكا وطالبان. كما دعمت الحكومة مبادرات محلية محدودة لوقف العنف في البلاد. كان منها واحد في منطقة نيونو سيركل شمال شرق باماكو العاصمة، لكن الاتفاق انهار في يوليو.
هذه الدعوة الجديدة هي الأكثر جدية على ما يبدو إذ بدأت فعلاً وزارة الشؤون الدينية مخاطبة المجلس الإسلامي الأعلى ليتولى الحديث مع إياد أغ غالي زعيم تحالف نصرة الإسلام والمسلمين وأمادو كوفا زعيم كتائب ماسينا إحدى أهم مكونات هذا التحالف. وهنا أمر مهم، إذ أعلن مسؤولو المجلس أنهم سيتحدثون للجهاديين الماليين حصراً ولن يخاطبوا أي جهادي أجنبي.
في مارس العام الماضي، أصدرت الزلاقة الذراع الإعلامية لتحالف نصرة البيان رقم ١٥٢ وفيه يعلن التحالف قبولاً مشروطاً لمثل دعوات التفاوض هذه. فإن قبل أغ غالي هذه الدعوة الأخيرة، فثمة أمران يجب الالتفات إليهما. أولاً، الجماعات الجهادية أصبحت أكثر محلية خاصة بعد ما حصل مع طالبان في أفغانستان، وأصبح الجهادي الأجنبي أو المهاجر عبئاً على هذه الجماعات. وثانياً، أن القاعدة لم يعد لها حضور؛ وكما فك طالبان ارتباطهم بالقاعدة للحصول على الاتفاق مع أمريكا، فهل يدفع أغ غالي بالقاعدة من على الجبل في سبيل الحصول على اتفاق مماثل؟ ربما.
هذه الدعوة تأتي في وقت تمر فيه العلاقة بين فرنسا ومالي في أسوأ أحوالها. في يونيو أعلنت فرنسا انسحاب قوات برخان من مالي وهو ما لم يعجب حكومة باماكو واعتبرتها تخلياً عنها. وكرد فعل، تقاربت مالي مع مرتزقة فاغنر الروس.
طالبان وأحلام السلطة
وفيما لا يزال منظرو القاعدة يدافعون عن طالبان، التقى مسؤولو الجماعة على هامش اجتماع صيغة موسكو بمسؤولين من الهند التي بدأت تجريد المسلمين في ولاية آسام من الجنسية؛ ومسؤولين من روسيا وإيران اللتين تساندان النظام السوري، ومسؤولين من الصين التي تقمع الإيغور المسلمين، بالإضافة إلى مسؤولين من باكستان التي يبدو أنها ستوقع قريباً مذكرة تفاهم مع أمريكا تتمكن بموجبه القوات الأمريكية من استخدام المجال الجوي الباكستاني في شن هجمات على أهداف أفغانية.
مجزرة أريحا
قصف النظام السوري ومن ورائه القوات الروسية والإيرانية سوقاً شعبية في بلدة أريحا جنوب إدلب صباح الأربعاء ٢٠ أكتوبر. معظم القتلى كانوا أطفالاً في طريقهم إلى المدرسة. تناقل أهل إدلب فيديوهات من كاميرات المراقبة في المحلّات توثق لحظة الهجوم. أطفال يدخلون دكاناً. تسقط القنابل. يتحول الأطفال جثثاً باستثناء واحد يزحف وسط الدم.
حساب نورالدين الرسمية القاعدي العائد من الحذف سأل: ”أين من يتبجحون بالضامن التركي؟“
وفيما توعدت هيئة تحرير الشام بالرد على المجزرة، ورد مساء السبت ٢٣ أكتوبر أن الهيئة تستعد لمهاجمة مقرات مسلم الشيشاني أبي الوليد في جبل التركمان.
القحطاني يمدّ الأيادي؟!
لكن قبل ذلك، وبعد مجزرة أريحا، كتب أبو مارية القحطاني، القيادي في تحرير الشام، عن ”مرحلة التراحم والتلاحم“ داعياً إلى ”طي صفحات الماضي والسعي للحفاظ على المحرر،“ منتقداً الكارهين ”توحيد الجهود“ هناك ويقصد بذلك ربما كل الجماعات المستقلة وخاصة الموالية للقاعدة أو من بقي منها.
علي العرجاني أبو الحسن، الذي كان شرعياً في جبهة فتح الشام/ النصرة سابقاً وانشق عنهم في يناير ٢٠١٧، رد مخاطباً الهيئة: ”حتى تنتهي هذه الخصومة يجب عليكم التوبة من المظالم وإخراج المعتقلين من سجونكم …والنزول للشرع.“
حساب مزمجر الشام على تويتر ردّ: ”إن من تسمونهم اليوم ‘قوى ثورية‘ ما زالت بياناتكم وخطاباتكم بتكفيرهم … موجودة وإن كنتم قد خدعتم … بعض ‘المغفلين‘ بالتطبيع معكم اليوم فإن الشعب … ليسوا مغفلين ولن ينسوا تاريخكم الأسود.“
المواجهة الأخيرة مع الشيشاني؟
مساء السبت ٢٣ أكتوبر، وردت أنباء أن أمنيي هيئة تحرير الشام يستعدون للهجوم على مقر مسلم الشيشاني في جبل التركمان شمال اللاذقية. منذ ثلاثة أشهر والهيئة تحاول تحييد الشيشاني. في ٢٧ يونيو الماضي، طلب أمنيو الهيئة من الشيشاني مغادرة المقرات والانضمام للهيئة أو الخروج من إدلب. لكن بعد أقل من شهر على الحادثة، قال الجولاني إن ما حصل مع الشيشاني كان تقديراً خاطئاً من أحد الأمنيين.
وظلّت المسألة تروح مكانها.
الجديد فيما يحدث اليوم هو ما نقله حساب أبي يحيى الشامي عن عناصر في الهيئة أخبروه أنهم يستعدون لقتال ”الخوارج“ في جبل التركمان. نشر الشيشاني تسجيلاً صوتياً تعليقاً على أحداث الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
يقول الشيشاني إنه لم يعد يعرف كيف يتعامل مع الهيئة، وإنه هرب من ”المشاكل“ التي بين الهيئة والفصائل وفضّل الاعتكاف في الجبل ولكن الهيئة تلاحقه في الجبل ولا يعرف أين يذهب بعد ذلك.
ويحذر الشيشاني من أنه سيقاتل إن اضطر رغم أنه يرفض القتال، ولكنه وجماعته يفضلون الموت على أن يقبعوا في سجون الهيئة؛ وينتقد الهيئة وما تفعله في السجون مع المعارضين وما تفعله خارج السجون مع الشعب.
أبو عبد الله الرقاوي
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM أنها قتلت من وصفته بالقيادي الرفيع في القاعدة واسمه عبدالحميد المطر في غارة شمال شرق سوريا، تحديداً في نواحي سلوك التي تتبع إدارياً للرقة.
المطر هو عبدالحميد المطر المحمود المعروف بأبي عبدالله الرقاوي. كان قيادياً عسكرياً في تنظيم حراس الدين. قبل ذلك كان مع جبهة النصرة. برز اسمه العام الماضي في موقعين. الأول عندما رثى خالد العاروري أبا القسام الأردني الذي قُتل في قصف للتحالف في يونيو ٢٠٢٠. ويبدو أنه كان مقرباً من العاروري. ولِنتذكر أن نائب العاروري كان أيضاً رقاوي وهو أبو أحمد الذي قتله أمنيو الهيئة في عرب سعيد أواخر يونيو ٢٠٢٠ عندما بدأ الانقضاض الأخير على الحراس.
ورد اسم أبي عبدالله الرقاوي أيضاً في منشور على حساب مزمجر الثورة السورية الذي يفشي أسرار هيئة تحرير الشام. في المنشور المؤرخ يونيو ٢٠٢٠، قال مزمجر إن قيادة الهيئة عرضت مكافأة مالية لمن يقتل أحداً من قائمة ضمّت اسم الرجل.
في ردود الفعل، أبو يحيى الشامي قال: ”التحالف يلاحق كوادر وعناصر الحراس رغم إعلانهم والتزامهم بخطة عمل خلف خطوط العدو، أي في المناطق التي يسيطر عليها النظام والمحتلين حصراً، وهيئة تحرير الشام تصر وتستمر في ملاحقتهم وسجنهم.“
تفجير دمشق
تبنت جماعة اسمها سرايا قاسيون تفجير باص المبيت في دمشق صباح الأربعاء ٢٠ أكتوبر. السرايا في حسابها على التلغرام قالت إن نشاطها ”داخل مناطق سيطرة النظام (يأتي) رداً على المجازر اليومية التي يرتكبها النظام وميليشياتُه بحق … الشمال المحرر.“ سرايا قاسيون ظهرت أول مرة مطلع ٢٠١٩، وكان أول هجمة لها في أبريل ذلك العام. تقول إنها تختص باستهداف عناصر النظام في دمشق وريفها.
في ردود الفعل، احتفت بهذه الهجمة الحسابات المعارضة للأسد والمعارضة للجولاني على حد سواء – الموالية للجولاني والموالية للقاعدة على حد سواء. حساب مظهر اللويس القيادي في هيئة تحرير الشام قال إن ”النفسية“ تحتاج لمثل هذه الهجمات ”لتحس بالارتياح.“ حساب جلاد المرجئة القاعدي وصفها ”بالعملية النوعية خلف خطوط العدو،“ وهذا اللفظ مهم لأنه الأسلوب الذي يُقال إن تنظيم حراس الدين باتوا يتبعوه.
ابتهج الجميع إلا حساب واحد هو مزمجر الثورة السورية الذي يشكك في مصداقية الجماعات التي تظهر بين الحين والآخر. يعتبر أن التفجير سيتسبب في اعتقالات وفي التأسيس لذريعة أخرى للنظام بأنه يحارب الإرهاب. يقول مزمجر: ”لا علاقة للثورة بهذه الحركات المصنوعة بأقبية المخابرات؛“
مأزق داعش إفريقيا
وفي غرب إفريقيا أيضاً، يتعمق مأزق داعش في المنطقة بعد مغامرة قتل شيكاو في مايو الماضي. السلطات النيجيرية أعلنت أنها قتلت مالام باكو، زعيم داعش الذي تولى الإمارة من أبي مصعب البرناوي الذي أعلنت السلطات النيجيرية أنها قتلته في ١٤ أكتوبر الجاري.
داعش في نيجيريا لا يزال في صراع مع بوكو حرام حتى بعد أشهر من قتلهم زعيم بوكو أبي بكر شيكاو؛ إذ فشلوا في دمج عناصر المجموعة ما أدى إلى أن يستسلم آلاف منهم إلى السلطات النيجيرية مفضلين الحكومة على داعش.
واليوم، بات داعش في غرب إفريقيا بلا قيادة ولا جنود خاصة بعد أن قتلت فرنسا زعيم داعش في الصحراء الكبرى أبا الوليد الصحراوي في أغسطس الماضي.
هاكر غامضون
في أخبار عالم الإنترنت المظلم، نقلت شبكة سكاي البريطانية أن بحثاً أمنياً جديداً كشف عن مجموعة غامضة من الهاكر يستهدفون حصراً قطاع الاتصالات في العالم. المجموعة التي تعمل منذ ٢٠١٦ تتمتع بمعرفة دقيقة في البنية التحتية للقطاع المستهدف، ويطورون أدوات الاختراق الخاصة بهم. ولهذا يعتقد الخبراء أنها تتبع دولة وليست مجرد مجموعة من الهواة. الخطير فيما تفعله هذه الجماعة هو أنهم ليسوا مضطرين لاختراق الهاتف الفعلي إذ يستطيعون التنصت على أي شخص في أي مكان من العالم من خلال مزوّد الخدمة نفسه.