أخبار الآن | ستوكهولم – السويد (خاص)

تُغالب دموعها وهي ترفع صورة شقيقها وشقيقتها وأفرادا من عائلاتها أمام الكاميرا، فقدت الاتصال بهم منذ سنوات ، بعدما زجت بهم السلطات الصينية في معتقلات توصف بأنها غير إنسانية.

أمينة عثمان من الايغوريين المشتتين في العالم فرارا من ظلم السلطات الصينية، كغيرها من الإيغور تتحسّر على مصير أفراد عائلتها القابعين خلف قضبان معسكرات، منتشرة في اقليم شينجيانغ غربي البلاد دون محاكمة .

بتهم مختلفة، اعتقلت السلطات الصينية شقيقها “أرش” وشقيقتها “هوى خان”، فهذه الأخيرة مثلا، معتقلة منذ سنتين تقريبا، بسبب أنها قامت بتحفيظ أطفالها سورا من القرآن ولحدود اللحظة لا تعرف عنها شيئا.

وما يحّز في نفسها، أن شقيقتها المعتقلة لديها أربعة أطفال يعيشون خارج المعتقل، أصغرهم يبلغ من العمر عامين وأكبرهم في السادسة أو السابعة من عمره، متسائلة: أين هم؟ وماذا يفعلون؟

بالأسى نفسه، يتحدث ابراهيم يوسف، مدرس فى مدرسة محمود كاشغري، عن أصدقائه وأحبته، ممن انقطع الاتصال بهم، منذ عام 2016، دون أن تتسرب إليه أية أخبار عن مصيرهم، أكانوا أحياء أم أمواتا، داخل زنازين شينجيانغ.

وكلما عادت به ذاكرته إلى الوراء، يخالجه شعور بالألم على فراق أحبته، الذين لا يستطيع التواصل معهم، مخاطبا السلطات الصينية بأن يُتاح له ولجميع أبناء قوميته الفرصة للتواصل مع أقاربهم، كأبسط حق إنساني.

لم يسلم من جور السلطة الصينية أي إيغوري يعيش خارج بلده، فكل واحد منهم يحمل في صدره قصة فرد من أسرته، يتضوع ظلما في معسكرات، يُجهل لحد الساعة ما تخفيه جدرانها بالداخل .

طاهر ناصر، أحد الايغوريين المغتربين في السويد، يتولى مسؤولية الخدمات الاجتماعية في أحد مساجد ستوكهولم، توقف تواصله مع عائلته منذ نحو خمسة سنوات .

لا يعرف ناصر شأنه شأن بعض أبناء جلدته من الايغوريين، المغتربين في السويد، ما إذا كانت عائلتهم على قيد الحياة أم كان مصيرها الموت والهلاك.

وبحسب معالجات اعلامية عديدة لملف معتقلات مفرقة في أرجاء إقليم “شينجيانغ”، معروف تاريخيا باسم ” تركستان الشرقية”، تحتجز الصين داخلها مئات الألاف من أفراد أقلية الإيغور المسلمة .

في المقابل، تتبرأ الصين من مسؤوليتها، وتقدم رواية أخرى بأن تلك المنشآت هي “معاهد مهنية” خاصة تكافح “الإرهاب والتطرف الديني”، يُقبل عليها الايغوريين طواعية!!

لكن، عبد الأحد أحمد يفضح هذه الادعاءات، ويصف تلك المعسكرات بأنها “نازية” ويشير بأصبعه إلى صورة شقيقه عبد الإله رفقة معتقلين من الايغور داخل المعتقل.

وكان آخر لقاء مع شقيقه في سنة 2010 خلال زيارته المنطقة، أين طلب منه شقيقه وقتذاك أن يحذف رقمه، وفي حال اتصل به، يكون عرضة للمحاكمة ومهدد بتهمة الإجرام.

أمام هذا الوضع، لم تبقى الجالية الايغورية مكتوفة الأيدي، فاهتدوا إلى فكرة تأسيس موقع الكتروني بأربع لغات، يمكنهم من خلاله إسماع صوتهم إلى العالم وإشاعة جرائم السلطات الصينية.

أحد مؤسسي الموقع،عبد الله كويكار، يقول إن هذه الخطوة سببت صداعا للصين لأنها فضحت جرائمهم، وعلى إثر ذلك، نفذت السلطات الصينية هجمات قرصنة دائمة على الموقع، مما يتسبب أحيانا في تعطله عن الخدمة.

وتركز بعض الكتائب الإلكترونية الصينية نشاطها في منحى يحاول الإضرار بالموقع، لطمس الحقائق المتعلقة بالمظاهرات والأوضاع الحقيقية داخل الإقليم.

على ضوء ما سبق، فإن ممارسات النظام الصيني في حق الاقلية الايغورية، في منظور العديد من المراقبين، عُدت غيض من فيض من فظاعة الانتهاكات الانسانية .

إقرأ المزيد: إيغوري إمام مسجد في ستوكهلم: تعرضت للتهديد من قبل السلطات الصينية